طالب مجلس الأمن الدولي، «جميع الأطراف» في اليمن إلى خفض مستوى العنف والالتزام، من دون شروط، بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، كما قال الرئيس الحالي للمجلس سفير اليابان كورو بيسو.
وأضاف في ختام جلسة مغلقة للمجلس حول آخر التطورات، أمس، إن مجلس الأمن «متّحد في قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني الرهيب الذي ما زال يتدهور في اليمن» الذي بات «على شفا مجاعة كارثية».
وذكر السفير الياباني أن «أعضاء مجلس الأمن يدينون بشدة الهجمات بالصواريخ على السعودية»، ولفت إلى أن المجلس سبق وأن فرض حظراً على إرسال الأسلحة إلى اليمن، طبقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
بدوره، دعا إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، أطراف النزاع كافة إلى ضبط النفس والامتناع عن القيام بأعمال استفزازية. وشدّد على وجوب التزام الأطراف بواجباتها وفقا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
وزاد خلال إحاطة أدلى بها من الرياض لمجلس الأمن «لقد شهد الوضع تطورا خطيرا جديدا مع مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعدد من قادة المؤتمر الشعبي العام، بمن فيهم الأمين العام عارف زوكا، رئيس وفد المؤتمر إلى محادثات السلام. وستشكل هذه الأحداث تغيرا كبيرا في التحالفات السياسية في اليمن».
ووفقا لبيان صادر عن مكتبه فإن المبعوث ««تناول التصعيد الذي يشهده الصراع اليمني، الذي بلغ مستويات خطيرة من العنف، تاركا آثارا مدمّرة على السكان المدنيين». وقال: «في الأيام القليلة الماضية، بلغ التصعيد مستويات غير مسبوقة».
وأعرب إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن تأييده لنداء منسق الشؤون الإنسانية من أجل وقف القتال لأغراض إنسانية للسماح للمدنيين بالتزوّد بالغذاء والماء والأدوية. وكذلك حذّر من أنّ «تصعيد الأعمال القتالية يضاعف الخطر على حياة المدنيين ويزيد من معاناتهم، وقد تؤثر الأحداث الأخيرة سلبا على الاحتياجات الإنسانية في اليمن وتثير مخاوف جدية بشأن مصير العديد من اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية».
المبعوث الخاص شدد على أنّ الحاجة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تسوية تفاوضية، مؤكّدا أن «ما من حلّ عسكري لهذا الصراع، والقضايا الأساسية للصراع اليمني لا تزال دون حل، مما لا يخدم مصالح اليمن أو المنطقة». وأضاف أنّ وحده «الحل الشامل الذي يضم جميع الأطراف في اليمن يمكن أن ينتج حلا سلميا ومستداما لشعب اليمن».
وفي إطار ردود الأفعال، دعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك من أجل «احتواء التداعيات الخطيرة للأوضاع في اليمن»، مؤكدا أن «اغتيال علي عبد الله صالح على يد الميليشيات الحوثية يُنذر بانفجار الأوضاع الأمنية في هذا البلد المنكوب، وكذا بتدهور الأوضاع الإنسانية التي تشهد بالفعل تردياً خطيراً». وأوضح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط يعتبر أن «اغتيال صالح بالطريقة التي تمت يكشف للجميع الطبيعة الإجرامية والمجردة من كل النوازع الإنسانية لتلك الميليشيات التي تُعد السبب الرئيسي وراء ما لحق بالبلاد من دمار منذ انقلابها على الشرعية في 2014».
وقال المتحدث الرسمي، إن «ميليشيات الحوثيين رفضت كل الحلول الوسط التي طُرحت لتسوية النزاع اليمني بصورة تُجنِّب البلاد ويلات الحرب والدمار، وأدى تعنتها في التعامل مع جميع المساعي السياسية التي بُذلت من أجل الحل إلى وصول الأوضاع في اليمن إلى طريق مسدود، وصار واضحا مخططهم الشائن في إخضاع الشعب اليمني والسيطرة على مقدراته، وهو أمرٌ يُخالف جميع الأعراف والشرائع الدولية، وينبغي التصدي له بكل السبل الشرعية الممكنة».
وأضاف أن «الوقت قد حان لكي يدرك المجتمع الدولي، وبخاصة القوى المؤثرة فيه، أن ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية تُسيطر على السكان بقوة السلاح، وأنه يتعين العمل بكل سبيل على تخليص الشعب اليمني من هذا الكابوس الأسود».
من جهتها، أدانت الجزائر، أمس الثلاثاء، بشدة الاغتيال الذي وصفته بـ«الشنيع»، وقالت إنه «فعل همجي». وقال مصدر في الخارجية الجزائرية: «أيا كان مقترفو هذه الجريمة، وأيا كانت الأسباب التي يتذرعون بها لتبريرها، إنها فعل همجي يخل بكرامة الإنسانية جمعاء وبقيمها».
إنسانيا، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عدد الضحايا في المعارك بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال نحو أسبوع ارتفع إلى 234 قتيلا و400 مصاب بينهم 383 إصاباتهم خطيرة.
وقال روبرت مارديني، المدير الإقليمي للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، في تغريدة على «تويتر»: «فرق الصليب الأحمر في اليمن تبذل الآن كل ما في وسعها لتزويد المستشفيات بالأدوية والمواد الجراحية والوقود».
وأعلنت الأمم المتحدة هبوط طائرات تابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر في مطار صنعاء أمس، وقال جيمي مكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، إن المعارك توقفت في شوارع صنعاء.
وتقول الأمم المتحدة إن نقص الغذاء الناتج عن قطع الأطراف المتحاربة طرق الإمدادات تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وربما يموت الملايين في واحدة من أسوأ المجاعات في العصر الحديث.
وقال مكغولدريك: «بدأ الناس يخرجون الآن من منازلهم بعد خمسة أيام كانوا محبوسين خلالها مثل السجناء».
وأضاف: «إنهم الآن ينشدون الأمان وينقلون أسرهم تحسبا لتوتر الأوضاع مرة أخرى، وفي الوقت نفسه ينشدون الرعاية الصحية، ويحاولون تهدئة الأطفال الذين روعهم القصف وإطلاق النار والضربات الجوية والبرية التي استمرت بلا هوادة على مدى خمسة أيام».
مجلس الأمن يطالب بخفض العنف وولد الشيخ يدعو لوقف الاستفزاز
أبو الغيط: الاغتيال كشف الطبيعة الإجرامية للحوثيين
مجلس الأمن يطالب بخفض العنف وولد الشيخ يدعو لوقف الاستفزاز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة