هيئة لإدارة شؤون شرق الفرات والأكراد يضمنون أمن القوات الروسية

هيئة لإدارة شؤون شرق الفرات والأكراد يضمنون أمن القوات الروسية
TT

هيئة لإدارة شؤون شرق الفرات والأكراد يضمنون أمن القوات الروسية

هيئة لإدارة شؤون شرق الفرات والأكراد يضمنون أمن القوات الروسية

أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، تقديم الدعم لوحدات «حماية الشعب الكردية» وفصائل عشائر شرق الفرات خلال معارك دير الزور، وأعلنت عن تشكيل مجالس إدارة محلية لتسيير أمور منطقة شرق الفرات، وشددت على أن القوات الكردية تضمن سلامة وأمن القوات الروسية في المنطقة.
وقال الجنرال يفغيني بوبلافسكي ممثل مجموعة القوات الروسية في سوريا، إن القوات الجوية الروسية نفذت 672 طلعة جوية قتالية ودمرت نحو 1450 هدفاً «لمصلحة دعم تقدم فصائل الدفاع الشعبي من قبائل شرق الفرات وقوات حماية الشعب الكردية». وأكد أن عمليات هذه المجموعات في مناطق شرق الفرات يجري تنسيقها من قيادة أركان القوات الروسية في حميميم، حيث «تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بهدف إدارة وتنظيم التعاون مع المقاومة في الصالحية، وتضم إلى جانب الخبراء العسكريين الروس، ممثلين عن عشائر شرق الفرات»، لافتاً إلى أن فصائل العشائر ومعها القوات الكردية ستنتهي خلال أيام من القضاء على «داعش» في محافظة دير الزور شرقي الفرات. وقال إن الضباط من مركز حميميم يعملون مع السلطات المحلية لخلق ظروف مناسبة لعودة المدنيين وإيصال مساعدات إنسانية لهم.
وأعلن مركز حميميم عن تشكيل هيئة مشتركة لإدارة شؤون منطقة شرق الفرات، وقال إن «الهيئة جرى تشكيلها يوم 3 ديسمبر (كانون الأول) وعقدت أول اجتماع لها في قرية الصالحية في محافظة دير الزور. وتمت دعوة بولافسكي ممثل القوات الروسية في سوريا إلى الاجتماع»، الذي شاركت فيه 23 شخصية تمثل مختلف المجموعات العرقية والشعوب التي تعيش في المنطقة. وقال نوري محمود ممثل القوات الكردية، والرئيس المشترك لهيئة إدارة شؤون شرق الفرات، وفق ما ذكرت وكالة «تاس»، إن أمن القوات الروسية المتواجدة في المنطقة ستضمنه الوحدات الكردية، وأكد أن الوحدات قاتلت بفعالية ضد «داعش» تحت قيادة الروس، وشكر روسيا على المساهمة في إعادة السلام إلى سوريا. وأكد أن أعضاء هيئة إدارة شؤون شرق الفرات ينظرون إلى محافظة دير الزور باعتبارها جزءا من سوريا.
ويشكل كشف الجانبين عن التعاون تحولاً نوعياً في العلاقات بينهما، لا سيما بعد اتهامات تبادلتها موسكو والأكراد بالتواطؤ مع «داعش». وكانت وزارة الدفاع الروسية اتهمت القوات الكردية بأنها لا تقوم بأي هجمات وتتنقل في مناطق سيطرة «داعش» بحرية. ورد حينها نوري محمود المتحدث الرسمي باسم قوات «حماية الشعب» الكردية، وقال في بيانه رسمي إن «هذه الاتهامات سافرة وبعيدة عن الصحة تهدف إلى تشويه صورة المقاومة التي تقدمها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش الإرهابي»، وأضاف: «نطالب هذه الأطراف التي تتهمنا بهذه التهم إثبات أنه ليس لها علاقة بتنظيم داعش»، واتهم روسيا بالتعاون مع «داعش» حين أشار إلى «معلومات مؤكدة لدينا أنه هنالك اتفاقات من هذا النوع بين هذه الأطراف وتنظيم داعش في منطقة تدمر».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.