طالبت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، بتحرك عربي وإسلامي ودولي عاجل لوقف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك التي ينفذها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعدما سمحت قوات الاحتلال لمستوطنين باعتلاء صحن قبة الصخرة، أمس.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان إن «اقتحام المستوطنين صحن قبة الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى المبارك تحت حماية وإشراف شرطة وقوات الاحتلال، يعد تمادياً وإصراراً صارخاً من قبل الحكومة الإسرائيلية على المساس بالمقدسات، والعدوان على أقدس مقدسات العرب والمسلمين في مدينة القدس العربية المحتلة، الأمر الذي يخالف الشرائع والقوانين الدولية والمبادئ والأخلاق والأعراف الإنسانية كافة».
وحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن «الجرائم كافة التي تقترفها عصابات المستوطنين تجاه المسجد الأقصى المبارك». وحذر من أن «تلك الخطوات العدوانية المتصاعدة التي تطال القدس والمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، تهدف إلى إطلاق شرارة الصراع الديني الرهيب، وتأتي استجابة للحروب المفروضة على المنطقة والتي يلبسونها لباس الدين والطائفية، الأمر الذي نرفضه ونقف في وجهه، كما أكدت وتؤكد القيادة الفلسطينية على ذلك بشكل دائم».
وحذرت هيئات مقدسية من مخاطر اقتحام مجموعة من المتطرفين المسجد الأقصى المبارك برفقة عدد كبير من ضباط شرطة الاحتلال وتغيير المسار التقليدي لجولتهم في ساحات المسجد والصعود إلى صحن قبة الصخرة المشرفة.
ووقعت دائرة الأوقاف الإسلامية ودار الإفتاء الفلسطينية والهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية، على بيان مشترك اعتبرت فيه هذه الخطوة «تطوراً خطيراً يشكل تحدياً لفرض واقع جديد». وأوضحت أن «هذه الخطوة تُنبئ ببرنامج تهويدي سيؤدي لإشعال المنطقة برمتها في ظل الصمت العربي والإسلامي والتحفيز الأميركي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها».
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد سمحت، صباح أمس، لمجموعة من المستوطنين الذي اقتحموا ساحات المسجد الأقصى بالصعود إلى صحن قبة الصخرة للمرة الأولى. ورفضت الشرطة الانصياع لمطالب حراس المسجد الذين حاولوا منعهم من الصعود لأنه لا يسمح لهم بالتواجد على صحن قبة الصخرة، بحسب الأوقاف.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس إن الشرطة «اتخذت إجراءات عقابية ضد الحراس، فقد قام رجالها بتسجيل أسماء حراس المسجد الأقصى الذين اعترضوا على صعود المستوطنين لصحن قبة الصخرة، فيما استدعى المحققون حارس المسجد الأقصى لؤي أبو السعد ورئيسة شعبة الحارسات بالمسجد زينات أبو صبيح للتحقيق معهما».
وقالت الهيئات المقدسية في بيانها إنه «رغم الموقف المقدسي والفلسطيني والإسلامي الرافض لهذه الاقتحامات، ورغم الفتاوى الدينية الإسرائيلية التي تمنع هؤلاء من اقتحام الأقصى، ومن الصعود إلى قبة الصخرة، إلا أن هؤلاء تجاوزوا كل الخطوط الحمراء ويريدون تغيير الواقع التاريخي والقانوني في المسجد».
وأكدت أن محاولة الاحتلال فرض أمر واقع جديد بالقوة والبلطجة ومحاولة إضعاف دور الأوقاف الإسلامية وحراس الأقصى أمر مرفوض تماماً، وتتحمل سلطات الاحتلال عواقبه إذا استمرت في هذا النهج. وأضافت: «إننا من قلب المسجد الأقصى نستصرخ كل الضمائر الحية إيقاف هذا البرنامج التهويدي الإسرائيلي الممنهج ضد المسجد، والذي يستهدف البشر والحجر فيه، لحمايته ودرء الأخطار عنه التي تزداد يوماً بعد يوم».
الاحتلال يسمح لمستوطنين باعتلاء صحن قبة الصخرة
الاحتلال يسمح لمستوطنين باعتلاء صحن قبة الصخرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة