البرلمان التونسي يقترح مشروعاً لفض مشاكل العسكريين

TT

البرلمان التونسي يقترح مشروعاً لفض مشاكل العسكريين

كشف عبد اللطيف المكي القيادي في حركة النهضة، أن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان التونسي قدمت، الشهر الماضي، مقترحاً إلى رئاسة الحكومة التونسية يقضي بتشكيل خطة «موفق إداري عسكري» بوزارة الدفاع التونسية، وذلك لفض المشاكل في القطاع العسكري، وقال إن هذا المشروع موجود حالياً على مكاتب الحكومة في انتظار استكمال الإجراءات القانونية بشأنه.
ودعت اللجنة نفسها إلى سن قانون ينظم مهام المؤسسة العسكرية في حالات التدخل ضمن مهماتها في مقاومة الإرهاب، وأوصت بتشكيل منظومة قانونية لتظلم العسكريين في ظل غياب نقابات مهنية تدافع عن مطالبهم، وتتحدث عن مشاغلهم، وقالت إن بعث خطة «موفق إداري عسكري بوزارة الدفاع التونسية يمكن أن تجعل المؤسسة العسكرية أكثر استقراراً». واقترحت اللجنة مهام الموفق الإداري العسكري، إذا أشارت إلى أن هدف المشروع هو حماية العسكريين من كافة أشكال تجاوز القانون، في ظل عدم وجود هياكل نقابية مهنية في وزارة الدفاع التونسية، إضافة إلى فض الإشكالات المهنية بـ«طريقة صلحية» قبل اللجوء إلى القضاء. وفي المقابل، دعا عدد من أعضاء لجنة الأمن والدفاع إلى ضرورة استقلالية مؤسسة الموفق الإداري العسكري، حال إقرارها، عن وزارة الدفاع التونسية، حتى يتسنى لها اتخاذ قرارات محايدة دون الخضوع لضغوط القيادات العسكرية العليا.
كما دعت اللجنة نفسها إلى تنظيم العمل النقابي لقوات الأمن الداخلي، والحد من حالة الانفلات التي تعرفها نقابات الأمن في وقت تعيش فيه البلاد معركة متواصلة ضد الإرهاب. وأكدت على الدور الحيوي الذي يلعبه المجلس الأعلى لقوات الأمن الداخلي (مجلس حكومي) في الحد من انفلات تلك النقابات، حتى لا تتحول إلى أمن مواز للأمن الجمهوري الخاضع لسلطة الدولة. وجاءت ملاحظات هذه اللجنة البرلمانية التي يرأسها عبد اللطيف المكي (القيادي في حركة النهضة) إثر مجموعة من جلسات الاستماع التي نظمتها لعدد من المتدخلين في الأمن والحرس والجمارك والدفاع المدني وممثلين عن القوات الحاملة للسلاح ومنظمات حقوقية. وفي هذا السياق، قال يوسف الضاوي، المتحدث باسم نقابة قوات الأمن الداخلي، إن الحديث عن تشكل أمن موازٍ على خلفية المطالب التي تقدمت بها النقابات الأمنية أمرٌ غير ممكن في ظل ثقافة الأمن الجمهوري التي تتحلى بها القوات الحاملة للسلاح. وأكد على أن النقابة التونسية لقوات الأمن الداخلي تقدمت بمقترح قانون يجرم الاعتداءات على الأمنيين، وهو قانون يحترم الدستور ويحمي رجال الأمن، ولا يتعارض مع الحريات، وذلك بعد التشاور مع عدد من مكونات المجتمع المدني، وبرعاية الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال).



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.