«المؤتمر الشعبي» ينتفض ويطوي صفحة الحوثي

«التحالف»: اليمنيون سيطردون الميليشيات الإيرانية

نائب الرئيس اليمني لدى اجتماعه مع رئيس الأركان اليمني وقيادات التحالف العميد الركن إبراهيم الحربي والعميد الركن صالح بن سعيد العليلي في مأرب أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني لدى اجتماعه مع رئيس الأركان اليمني وقيادات التحالف العميد الركن إبراهيم الحربي والعميد الركن صالح بن سعيد العليلي في مأرب أمس (سبأ)
TT

«المؤتمر الشعبي» ينتفض ويطوي صفحة الحوثي

نائب الرئيس اليمني لدى اجتماعه مع رئيس الأركان اليمني وقيادات التحالف العميد الركن إبراهيم الحربي والعميد الركن صالح بن سعيد العليلي في مأرب أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني لدى اجتماعه مع رئيس الأركان اليمني وقيادات التحالف العميد الركن إبراهيم الحربي والعميد الركن صالح بن سعيد العليلي في مأرب أمس (سبأ)

طوى حزب المؤتمر الشعبي العام أمس، صفحة الشراكة مع الحوثيين وانتفض معلنا ضرورة مجابهتهم، في الوقت الذي أعلن فيه علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني السابق، استعداده فتح «صفحة جديدة» مع التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي رحب بانتفاضة الشعب اليمني ضد الميليشيات المدعومة من إيران
وطالب الرئيس السابق، في خطاب متلفز نقلته قناة «اليمن اليوم» بدعوة دول الجوار والمتحالفين إلى فتح صفحة جديدة.
وقال صالح، سنتعامل بشكل إيجابي، ويكفي ما حصل في اليمن، وما حصل لليمن وحمل بعنف على الحوثيين داعيا كل الشعب اليمني، في كل المحافظات، أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والوحدة والحرية من قبل هذه العناصر التي دأبت بهذا العمل غير المسؤول منذ 3 سنوات وهي تعبث بمقدرات الشعب. وأضاف: «أدعو القوات المسلحة والأمن أن لا تنفذ أي تعليمات من قيادة أنصار الله، نفِذوا تعليمات المؤسسة العسكرية الممثلة بالقيادات الوطنية التاريخية الذين شملتهم التصفيات من قبل قيادة أنصار الله.
بدورها، رحبت الإمارات بهذه التطورات وحيا وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على «تويتر»: «انتفاضة صنعاء» التي قال إنها ستعيد «شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي».
وأثارت التصريحات غضب الحوثيين، إذ وصف زعيمهم عبد الملك الحوثي في خطاب بث مساء أمس موقف صالح بأنه «خيانة كبيرة للوطن» واعتبره «انقلابا».
قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أصدرت بيانا قالت فيه إنها تراقب عن كثب أحداث اختلاف طرفي الانقلاب الجارية في صنعاء وكافة محافظات اليمن، التي تظهر وبجلاء الضغوط التي كانت تمارسها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، وسيطرتها بقوة السلاح على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمني العزيز، مما أدى إلى انفجار الوضع بين طرفي الانقلاب».
وشدد قيادة التحالف في بيان لها أمس على «إدراك التحالف أن الشرفاء من أبناء حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته وأبناء الشعب اليمني الأصيل الذين أجبرتهم الظروف للبقاء تحت سلطة الميليشيات الإيرانية الطائفية قد مروا بفترات عصيبة، وينظر التحالف إلى أن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بما فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران وإنهاء عهد من التنكيل والتهديد بالقتل والإقصاء وتفجير الدور والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة».
وأكد البيان ثقة التحالف بأن «استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة يمن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص»، مؤكداً وقوف التحالف بكل قدراته في كل المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي.
بدوره، قال السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر لـ«الشرق الأوسط»: «تشعر الولايات المتحدة بقلق شديد إزاء التقارير المتعلقة بالقتال في صنعاء والإمكانات المحتملة لوقوع خسائر في صفوف المدنيين وإصابة العاصمة». وأضاف: «نحث على الهدوء ونرحب ببيانات مختلف الأطراف بشأن السعي إلى حل سلمي». متابعاً: «إن العنف في صنعاء والأزمة الإنسانية اليائسة يؤكدان الحاجة إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية والتنازلات من جميع الأطراف من أجل إنهاء الحرب».
إلى ذلك، دعا الفريق الركن علي محسن صالح نائب الرئيس اليمني نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أبناء بلاده إلى «التلاحم الشعبي والمجتمعي وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي وميليشياته الانقلابية التي تبسط سيطرتها على مؤسسات البلد وتمارس الجرائم المختلفة بحق اليمنيين».
وقال نائب الرئيس اليمني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «نحيي صحوة الضمير والإدراك التي تتضاعف يوماً بعد آخر من جميع فئات الشعب ضد ميليشيا الحوثي»، مؤكداً بأن المواقف الرافضة للحوثيين والمساندة للشرعية ودور دول التحالف «تؤكد وعي اليمنيين بما تشكله هذه الجماعة من مخاطر وطنية وإقليمية ودولية سواء بخطورة تلقيها الدعم والمساندة من إيران أو بأفكارها العصبوية والسلالية المتطرفة».
وأضاف: «تثبت هذه المواقف مدى صوابية موقف أحرار اليمن ونجاحهم في مقارعة الفكر الحوثي منذ بداية نشأته وفي لحظاته الأولى».
واستطرد الفريق الركن علي محسن: «إننا في حزب المؤتمر الشعبي العام قيادات وقواعد لن ننساق أو نستسلم لضغوطات الميليشيات ونرفض رفضاً باتاً دعوات الحوثي التي تستهدف تمزيق نسيجنا الاجتماعي وتستهدف أمن أشقائنا في السعودية داعين كل المكونات للاصطفاف لمواجهة هذا المشروع الخطير».
وحث الفريق الركن علي محسن كل أبناء اليمن وشرفائه من مختلف المناطق والانتماءات «إلى التجاوب والالتحام بالدعوات الرافضة لميليشيا الحوثي ورص الصفوف لصد هذا الخصم الذي يستهدف مكتسباتنا الوطنية وأمن بلادنا وأمن ومصالح الأشقاء والأصدقاء».
ونوه إلى ما حققته الشرعية بدعم التحالف وفي مقدمته السعودية الشقيقة والإمارات من نجاحات في كسر المشروع الحوثي وتعزيز وعي اليمنيين بمخاطرة وضرورة الانتفاض في وجهه كي تتخلص اليمن من هذه الآفة الخطيرة. وأكد نائب الرئيس اليمني التمسك بالشرعية والعزم على تصعيد الجهود في كل المناطق ضد ميليشيا الحوثي ودعم كل الأطراف والتعاون مع كل مواطن يمني مخلص لتخليص البلاد من هذه العصابة الآثمة واستعادة مؤسسات الدولة والحفاظ على النظام الجمهوري. وقال بيان صدر أمس عن مكتب المبعوث الأممي: «حدث تصعيد حاد في الأحداث الخطيرة في صنعاء والمحافظات الأخرى على مدار الـ24 الساعة الماضية. ونشعر بقلق عميق إزاء آثار هذه الأحداث على السكان المدنيين».
وأضاف البيان: «نحث الأطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التزاماتها باحترام مبدأ التمييز والتناسب والاحتياط»، مؤكداً أنه «يجب على جميع الأطراف أن تمارس ضبط النفس، وأن تكفل ألا توجه هجماتها أبدا إلى المدنيين أو الأهداف المدنية»، محذراً «من التأثير الخطير للعنف المسلح على المدنيين». وتابع المبعوث الأممي بالقول: «ندعو الأطراف إلى أن تأتي على وجه الاستعجال إلى طاولة المفاوضات وأن تشارك في عملية السلام، ونكرر موقفنا بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من صراع طال أمده في اليمن».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».