شفيق يعود إلى القاهرة في طائرة خاصة من أبوظبي

مسؤول إماراتي: عائلته تحظى بالرعاية الكريمة

صورة لأحمد شفيق بثتها وسائل إعلام إماراتية وهو يغادر على متن طائرة خاصة إلى القاهرة
صورة لأحمد شفيق بثتها وسائل إعلام إماراتية وهو يغادر على متن طائرة خاصة إلى القاهرة
TT

شفيق يعود إلى القاهرة في طائرة خاصة من أبوظبي

صورة لأحمد شفيق بثتها وسائل إعلام إماراتية وهو يغادر على متن طائرة خاصة إلى القاهرة
صورة لأحمد شفيق بثتها وسائل إعلام إماراتية وهو يغادر على متن طائرة خاصة إلى القاهرة

بعد ثلاثة أيام من إعلانه نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، عاد رئيس الوزراء الأسبق للبلاد، أحمد شفيق، إلى القاهرة، أمس، مُرحلاً على متن طائرة خاصة نقلته من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصر.
وقالت محامية المرشح المحتمل، دينا عدلي حسين لـ«الشرق الأوسط» إن «موكلها، نُقل من مقر إقامته بدولة الإمارات إلى مصر في ساعة مبكرة من صباح أمس (السبت) على متن طائرة خاصة، بينما ظل أفراد أسرته ومن بينهم ابنته في استضافة أبوظبي».
وفي وقت لاحق أكد مصدر مسؤول لوكالة «أنباء الإمارات» أن «عائلة شفيق ما زالت موجودة في الدولة وتحظى بالرعاية الكريمة».
وحل شفيق وصيفاً للرئيس الأسبق محمد مرسي، في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2012، بعد أن حصل على أكثر من 12 مليون صوت (49 في المائة من الأصوات)، قبل أن يغادر مصر إلى الإمارات، عقب إعلان خسارته، خوفاً من تعقبه في قضايا فساد مالي نال البراءة في أغلبها وأسقطت أخرى.
ويعد شفيق أحد المسؤولين المقربين من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، وهو قائد عسكري بارز، عين قائدا للقوات الجوية عام 1996، قبل أن يتولى حقيبة وزارة الطيران في الحكومة المصرية عام 2002، وإبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 كلفه مبارك بتشكيل الحكومة الجديدة.
وتحدث مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن «شفيق تلقى طلباً بمغادرة الإمارات خلال يومين»، وأن «ترحيل المرشح السابق لرئاسة مصر جاء في سياق تجاوزه للمهلة المحددة».
وقبيل ترحيله كان من المقرر أن يخوض شفيق جولة تمهيدية لترشحه للانتخابات، تتضمن فرنسا ودولا أوروبية أخرى للقاء «الجاليات المصرية» ثم العودة إلى مصر، بحسب ما أعلن في أعقاب قوله إنه ينوي الترشح لرئاسة مصر. وكان الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قال أول من أمس في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، إن شفيق «أعطي مهلة 48 ساعة ليرتب أمره ويغادر، فهو غير مرحب به بعد اليوم على أرض الإمارات». وقال مصدر خليجي مطلع لـ«رويترز»، أمس، إن «شفيق طلب على الملأ الذهاب إلى مصر وجرى تحقيق رغبته». وأكد النائب البرلماني، مصطفى بكري لـ«الشرق الأوسط»، مساء أمس، أن «شفيق وصل إلى القاهرة»، لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل أكثر بشأن وجهته.
وأفادت محامية شفيق، أن موكلها ليس مطلوباً على ذمة أي قضايا، حتى أمس، وأن «جميع القضايا السابقة تم إغلاقها سواء بالبراءة أو وقف التحقيقات في البلاغات لعدم جديتها»، مشيرة إلى «رفع اسم شفيق من قوائم ترقب الوصول» وهي القائمة التي تضعها السلطات القضائية المصرية في المطارات لضبط المطلوبين. وفي السياق ذاته تقدم المحامي سمير صبري، أمس، ببلاغ للنائب العام ضد شفيق، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه اتهم شفيق بـ«الخيانة العظمى، لإعلانه نيته للترشح للرئاسة عبر شاشة قناة الجزيرة، التي تعادي مصر علانية، كما أن القاهرة تقطع علاقتها مع الدوحة، وهو ما تجاهله شفيق».
كما دعا النائب البرلماني المصري، إسماعيل نصر الدين، إلى «إسقاط الجنسية عن شفيق»، وقال إن «ما يفعله شفيق من محاولات لإثارة البلبلة، وتشكيكه في القيادة السياسية في هذا الوقت العصيب يعتبر خيانة للوطن، تستوجب إسقاط الجنسية المصرية عنه، لأن من ينظر إلى مصلحته الشخصية ويتناسى مصلحة وطنه لا يستحق أن يحمل جنسيتها».
وينص الدستور القائم في مادته 140 على أن «يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة. وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة وعشرين يوماً على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل».
وفي يونيو (حزيران) 2014، تسلم السيسي مهام منصبه بشكل رسمي؛ الأمر الذي يعني بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) 2018، على أن تجرى الانتخابات وتعلن النتائج بحد أقصى في مايو (أيار) من العام نفسه.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.