«الترويكا الغربية»: الأزمة في جنوب السودان سببها القادة السياسيونhttps://aawsat.com/home/article/1100731/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%86
«الترويكا الغربية»: الأزمة في جنوب السودان سببها القادة السياسيون
نازحون من جنوب السودان يعبرون نهراً على الحدود مع أوغندا (غيتي)
دعت الترويكا الغربية أطراف النزاع في جنوب السودان، إلى إنهاء الأعمال القتالية لتأكيد التزامها بمنتدى إحياء اتفاق السلام الذي تنظمه الهيئة الحكومية المعنية بالتنمية في دول شرق أفريقيا (إيقاد)، والمتوقع عقده خلال منتصف الشهر الحالي في أديس أبابا.
وقالت دول الترويكا التي تضم الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج، في بيان مشترك، إنها تشعر بالقلق البالغ بسبب الأزمات الاقتصادية والأمنية والإنسانية في جنوب السودان. وشددت على أن الأزمة سببها القادة السياسيون ونزاعهم حول السلطة. وقال البيان في أعقاب زيارة قام بها أعضاء من دول الترويكا إلى أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا وجنوب السودان أخيراً لدعم جهود عملية السلام التي تقودها منظمة «إيقاد»، إن منتدى إعادة إحياء عملية السلام فرصة حاسمة لإحراز تقدم سريع. وحمل البيان جميع أصحاب المصلحة مسؤولية المشاركة في العملية على أن يكونوا منفتحين على حل توفيقي حقيقي. وأضاف: «يجب على جميع الأطراف أن تضع حداً للأعمال العدائية كدليل على الالتزام بالمنتدى الذي ستنظمه دول إيقاد في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي». وشددت على حكومة جنوب السودان أن تتوقف عن السعي لتحقيق نصر عسكري والوفاء بوعدها في إنهاء كل العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية، ودعت في الوقت ذاته المعارضة المسلحة إلى إنهاء جميع الأنشطة العسكرية ورفع القيود التي تمنع وصول المساعدات للمتضررين من الحرب.
ودعا بيان الترويكا جميع الأطراف إلى التفاوض بحسن نية والعمل على تعديل أجزاء في اتفاقية السلام الموقعة في أغسطس (آب) 2015، وخصوصاً الأجزاء التي لم تعد تعكس الواقع الراهن في جنوب السودان، وعلى وجه الخصوص المجالات المتصلة بتقاسم السلطة، والجداول الزمنية المتعلقة بالاتفاقية والترتيبات الأمنية الانتقالية.
ومن جهة ثانية، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس، أن جنوب السودان سينضم إلى هذه الاتفاقية، ليبقى هناك في العالم 3 دول لم توقع عليها. وقال المسؤول الكبير في وزارة خارجية جنوب السودان موزيس اكول أغاوين، أمام الاجتماع السنوي للمنظمة في لاهاي، إن بلاده «ليس لديها أي سبب لتبقى جانباً». وأضاف أن جوبا أنجزت عملياً الإجراءات التي تتيح لها أن تصبح عضواً في هذه المنظمة، بحسب بيان صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وبذلك تبقى مصر وإسرائيل وكوريا الشمالية الدول الوحيدة التي لم توقع بعد على الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ عامي 1997. وأضاف أغاوين أن «صور ضحايا الأسلحة الكيماوية تجعلنا جميعاً نقدر بشكل إضافي أهداف وغايات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وتابع: «لذلك نحن في جنوب السودان نرغب في أن نكون دون تحفظ طرفاً مشاركاً في الأهداف النبيلة لهذه المنظمة العظيمة». ورحب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومغو بهذه الخطوة، قائلاً: «اليوم نحن نقترب أكثر من عضوية عالمية». ودعا كل الدول الأخرى، التي لم تنضم بعد إلى الاتفاقية - مصر وإسرائيل وكوريا الشمالية، «إلى أن تتوحد مع بقية العالم من أجل القضاء على كل الأسلحة الكيماوية بشكل نهائي». ووقعت 192 دولة على الاتفاقية وتم تدمير أكثر من 96 في المائة من مخزون الأسلحة الكيماوية في العالم تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
إردوغان يعرض وساطة لحل الخلاف بين السودان والإماراتhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5091408-%D8%A5%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA
إردوغان يعرض وساطة لحل الخلاف بين السودان والإمارات
من لقاء سابق بين إردوغان والبرهان في أنقرة (الرئاسة التركية)
عرض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وساطة بلاده لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة على غرار ما قامت به لتسوية الأزمة بين الصومال وإثيوبيا حول اتفاق الأخيرة مع إقليم أرض الصومال على استخدام ساحلها على البحر الأحمر.
وقال إردوغان، في اتصال هاتفي، الجمعة، مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن «بإمكان تركيا التوسط لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة». وبحسب بيان للرئاسة التركية، تناول إردوغان مع البرهان، خلال الاتصال الهاتفي، العلاقات بين تركيا والسودان، وقضايا إقليمية وعالمية، وأكد أن تحقيق السلام والاستقرار في السودان والحفاظ على وحدة أراضيه وسيادته ومنع تحوله إلى ساحة للتدخلات الخارجية، من المبادئ الأساسية لتركيا.
ولفت إردوغان، بحسب البيان، إلى أن تركيا توسطت لحل الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، وأن الاتفاق بين البلدين سيساهم في السلام بالمنطقة.
اتهامات متبادلة
ودأب قادة الجيش السوداني على اتهام دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم قوات «الدعم السريع» وتزويدها بالأسلحة والمعدات. وتقدم مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، بشكوى رسمية ضدها، واتهمها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم «قوات الدعم السريع» بمساعدة من تشاد، طالباً إدانتها، بيد أن أبوظبي فندت تلك الاتهامات ووصفتها بأنها "ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتفتقر للأدلة الموثوقة.
وفي المقابل وجهت دولة الإمارات رسالة إلى مجلس الأمن في 21 أبريل (نيسان)، شددت خلالها على أن نشر المعلومات المضللة والروايات الزائفة، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في السودان بعد عام من الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع». وأكدت أنها «ستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، ودعم أي عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية».
وفي يوليو (تموز) الماضي، بحث رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في اتصال هاتفي، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، «سبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها»، وأكد حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان.
تعهدات تركية للبرهان
ووفقاً لنشرة صحافية صادرة عن مجلس السيادة السوداني، فإن الرئيس إردوغان تعهد للبرهان باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية التركية للسودان، وباستئناف عمل الخطوط الجوية التركية قريباً، وباستعداد بلاده لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتعاون في الزراعة والتعدين.
وذكر السيادي أن البرهان أشاد بمواقف تركيا «الداعمة للسودان»، وجهودها من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم، ودورها في معالجة الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، ودورها في الملف السوري، مبدياً ترحيبه بأي دور تركي لوقف الحرب «التي تسببت فيها ميليشيا الدعم السريع المتمردة». ودعا البرهان لتعزيز الاستثمارات التركية في مختلف المجالات، مؤكداً ثقته في مواقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته.
ويرى مراقبون أن الاتصال الهاتفي بين إردوغان والبرهان في هذا التوقيت يأتي في ظل متغيرات وترتيبات جديدة في المنطقة تشمل السودان، بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
ومنذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، يخوض الجيش السوداني البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حرباً خلفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
حضور تركي في القرن الأفريقي
وقطعت تركيا، الأربعاء الماضي، خطوة كبيرة على طريق حل النزاع بين الصومال وإثيوبيا، بعد جولات من المباحثات بين الطرفين في إطار ما عرف بـ«عملية أنقرة»، يراها مراقبون ترسيخاً للحضور التركي القوي في منطقة القرن الأفريقي.
وأعلن الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الصومالي، آبي أحمد، في مؤتمر صحافي مع إردوغان مساء الأربعاء، أعقب 8 ساعات من المفاوضات الماراثونية سبقتها جولتان من المفاوضات في أنقرة في الأشهر الماضية، أنهما قررا بدء المفاوضات الفنية بحسن نية بحلول نهاية فبراير (شباط) 2025 على أبعد تقدير، والتوصل إلى نتيجة منها والتوقيع على اتفاق في غضون 4 أشهر، بحسب ما ورد في «إعلان أنقرة». وقبل الطرفان العمل معاً على حل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي تسببت في زيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.
وقال إردوغان إن البلدين الجارين توصلا، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة، إلى اتفاق «تاريخي» ينهي التوترات بينهما.
وبحسب نص إعلان أنقرة، الذي نشرته تركيا، اتفق البلدان على «التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك، والعمل باتجاه إقرار إبرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولاً إلى البحر «موثوقاً به وآمناً ومستداماً تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفيدرالية».
وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر، قائلاً: «أعتقد أنه من خلال الاجتماع الذي عقدناه سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر لإثيوبيا».
وتدخلت تركيا في النزاع بطلب من إثيوبيا، التي وقعت في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي اتفاقية مع منطقة «أرض الصومال»، التي أعلنت انفصالها عن الصومال عام 1991، لكن لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي، وتشمل النقل البحري واستخدام ميناء بربرة على البحر الأحمر، واستغلال 20 كيلومتراً من ساحل أرض الصومال لمدة 50 عاماً مقابل الاعتراف باستقلالها عن الصومال، مع منحها حصة من شركة الخطوط الجوية الإثيوبية.
ترحيب دولي
ورحب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال لقائه إردوغان في أنقرة، ليل الخميس – الجمعة، بنجاح تركيا في التوصل إلى اتفاق بين الصومال وإثيوبيا. كما رحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، وأشاد بدور الوساطة الذي لعبته تركيا بهذا الخصوص.
وترتبط تركيا بعلاقات قوية بإثيوبيا، كما أصبحت حليفاً وثيقاً للحكومة الصومالية في السنوات القليلة الماضية. وافتتحت عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج في مقديشو، وتقدم تدريباً للجيش والشرطة الصوماليين.
وبدأت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنشطة المسح الزلزالي للنفط والغاز الطبيعي في 3 مناطق مرخصة في الصومال تمثل كل منها مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع، بموجب مذكرة تفاهم وقعت بين البلدين في مارس (آذار) الماضي، لتطوير التعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي.
وجاء توقيع المذكرة بعد شهر واحد من توقيع اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي، تقدم تركيا بمقتضاها دعماً أمنياً بحرياً للصومال، لمساعدته في الدفاع عن مياهه الإقليمية لمدة 10 سنوات.