خطط لإحلال بومبيو مكان تيلرسون وتعيين كوتون على رأس الاستخبارات المركزية

تقارير تتناول الخلافات بين الرئيس ووزير خارجيته على مدى الشهور الماضية

وزير الخارجية الأميركي يغادر البيت الأبيض بعد اجتماعه مع ترمب أمس (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي يغادر البيت الأبيض بعد اجتماعه مع ترمب أمس (رويترز)
TT

خطط لإحلال بومبيو مكان تيلرسون وتعيين كوتون على رأس الاستخبارات المركزية

وزير الخارجية الأميركي يغادر البيت الأبيض بعد اجتماعه مع ترمب أمس (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي يغادر البيت الأبيض بعد اجتماعه مع ترمب أمس (رويترز)

أشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الخميس) إلى أن البيت الأبيض يخطط للاستغناء عن وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتعيين مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية محله، في غضون عدة أسابيع. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار بالإدارة أن هذا التبديل قد يحدث بعد إجازة أعياد الميلاد أو في وقت مبكر من يناير (كانون الثاني) المقبل.
ونقلت الصحيفة أن حليف الرئيس دونالد ترمب السيناتور الجمهوري عن ولاية أركانسو توم كوتون سيتولى قيادة جهاز الاستخبارات المركزية محل بومبيو. وقد صعد اسم السيناتور توم كوتون خلال الشهور الماضية من خلال مواقفه المساندة للرئيس ترمب في الملف النووي الإيراني، وفي القضايا المتعلقة بالهجرة.
وعند سؤال ترمب خلال استقباله ولي عهد البحرين، صباح الخميس، بالبيت الأبيض حول موقفه من وزير الخارجية تيلرسون اكتفى ترمب بالقول: «تيلرسون هنا اليوم».
وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح إذا كان الرئيس ترمب قد أعطى موافقته على هذه الخطة بعد، لكن نقلت الصحيفة أن التوترات قد تدفع الرئيس لإبداء استعداده لإجراء تغيير في وزارة الخارجية، كما يشير المحللون إلى أن هذه التسريبات الكثيرة والمتكررة تُعدّ إشارة لوزير الخارجية الأميركية بأن الوقت قد حان لمغادرة موقعه.
في المقابل هناك بعض القلق داخل البيت الأبيض حول مستويات الاستقالات الكثيرة داخل الإدارة الأميركية على مدى العام الأول من عمرها.
وقد وصف سباستيان غوركا المستشار السابق للرئيس ترمب بومبيو بأنه شخص موالٍ جدّاً للرئيس ترمب.
وقال في تصريحات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن «وجود شخص مثل بومبيو في وزارة الخارجية سيكون نبأ عظيماً».
وقد تسربت عدة تقارير حول الخلافات ما بين تيلرسون والرئيس ترمب على مدى الشهور القليلة الماضية، خصوصاً بعد تسريبات حول وصف تيلرسون للرئيس ترمب بأنه «مغفل»، في تقرير نشرته شبكة «إن بي سي نيوز» وأشارت فيه إلى خلافات عميقة بين تيلرسون والرئيس ترمب. وانتقد ترمب تيلرسون علناً، مشيراً إلى أنه يضيع وقته في التواصل الدبلوماسي مع كوريا الشمالية.
وقالت إن تيلرسون قلل من الرئيس ترمب ووصفه بـ«المغفل» في 20 يوليو (تموز) الماضي بعد اجتماع أجراه ترمب مع أعضاء إدارته ومسؤولين بـ«البنتاغون» وفريق الأمن الوطني.
وانتشرت التسريبات حول تفكير تيلرسون في الاستقالة على خلفية هذه الخلافات، وانتشرت شائعة باحتمال أن تتولي نيكي هالي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة منصب وزيرة الخارجية بعد الإطاحة بتيلرسون. وتغيرت بوصلة تفضيلات ترمب من هالي إلى بومبيو بعد عدة لقاءات أخيراً بين ترمب وبومبيو، أشار خلالها كبار المسؤولين في البيت الأبيض إلى التقارب الكبير بين الرجلين. وكان بومبيو الذي عمل عضواً بالكونغرس لمدة ثلاث سنوات قد أثار إعجاب الرئيس ترمب خلال جلسات الإحاطة الإعلامية اليومية، وأصبح مستشاراً موثوقاً في مجال السياسات، حتى في القضايا التي تتجاوز مجال عمل الاستخبارات إلى الرعاية الصحية على سبيل المثال.
وقالت شبكة «إن بي سي نيوز» إن تيلرسون فكر في الاستقالة في الصيف الماضي، إلا أن كلا من الجنرال جون كيلي رئيس طاقم الموظفين ووزير الدفاع جيمس ماتيس ونائب الرئيس مايك بنس حاولوا إقناعه بالبقاء في منصبه، وتخفيف التوترات، حتى نهاية العام الحالي.
ووضحت الخلافات وتأثيرها بشكل كبير في أكتوبر الماضي حينما خرج تيلرسون في مؤتمر صحافي موسع ليعلن نفيه بشكل قاطع ترك منصبه، وأنه ملتزم بتنفيذ أجندة الرئيس. ورفض تيلرسون التعليق على ما نشرته شبكة «إن بي سي» بقيامه بوصف ترمب بالمغفل، قائلاً: «لا أريد الانخراط في هذا النوع من الهراء».
وينتقد بعض النقاد الإدارة المضطربة لتيلرسون داخل وزارة الخارجية، ويشجعون الإطاحة بتيلرسون الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي السابق لشركة «إكسون موبيل». كما كانت الانتقادات تسبق تيلرسون حتى قبل أن يتولى منصبه المهم في وزارة الخارجية حيث لم يكن لديه أي خبرة في العمل السياسي أو العمل الحكومي.
وراهن ترمب الذي لم يكن لديه أيضاً أي خبرة سياسية أو حكومية على أن تيلرسون سيكون قادراً على ترجمة مهاراته الهائلة في عالم الشركات والنفط و«البيزنس» إلى الدبلوماسية الدولية بعد 41 عاماً أمضاها داخل شركة «إكسون موبيل» متسلقاً السلم الوظيفي حتى قمته. ويبدو أن ريكس تيلرسون كان يتجه اتجاهاً آخر مخالفاً لتوقعات الرئيس ترمب حيث أمضى الكثير من وقته في إعادة تنظيم وزارة الخارجية من الداخل وخفض ميزانيتها والاستغناء عن أكثر من ألفَي دبلوماسي.
وقد ظهرت التباينات في مواقف وتصريحات كل من الرئيس ترمب من جانب ووزير الخارجية تيلرسون من جانب آخر، وبدت واضحة في مواقف تتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وكيفية مواجهة تهديدات كوريا الشمالية. وكان رحيل تيلرسون متوقَّعاً على نطاق واسع لعدة أشهر، وفي حال خروجه خلال عدة أسابيع فإنه سيكون الوزير الذي أمضى أقصر فترة في منصبه، حيث قضى عاماً واحداً فقط في منصبه مقارنة بجميع وزراء الخارجية السابقين على مدى 120 عاماً.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.