بلاغ كاذب أدى لهبوط طائرة تركية اضطرارياً في مطار الخرطوم

TT

بلاغ كاذب أدى لهبوط طائرة تركية اضطرارياً في مطار الخرطوم

أعلنت سلطات الطيران المدني السودانية، أمس، أن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية من طراز بوينغ 738، أبلغت مركز الملاحة الجوية بمطار الخرطوم، بأنها ستهبط اضطراريا في الخرطوم، لوجود «قنبلة» داخلها، لكنها غادرت المطار بعد اكتشاف أن البلاغ «كاذب».
وقال المتحدث باسم الطيران المدني السوداني عبد الحافظ عبد الرحيم في تصريحات صحافية، أمس، إن طائرة الخطوط الجوية التركية القادمة من نيروبي في طريقها إلى القاهرة، وأثناء تحليقها في المجال الجوي السوداني، أبلغت سلطات مركز الملاحة بوجود «بلاغ بقنبلة على متنها». وأضاف: «فور تلقي سلطات المطار للبلاغ، اتخذت الإجراءات اللازمة للتعامل مع الحالة، وسمحت للطائرة بالهبوط في المنطقة (05) المعزولة والمخصصة للطوارئ».
وبعد هبوط الطائرة وركابها الـ107 بسلام وإنزالهم جميعاً بسلام، أخضعت الطائرة لتفتيش دقيق من قبل فرق فنية مختصة بالتعامل مع المتفجرات والقنابل، وقال عبد الرحيم: «خضعت كل الأمتعة على متن الطائرة لتفتيش دقيق، دون العثور على قنبلة أو أي مواد متفجرة».
ونقل عبد الرحيم عن طاقم الطائرة أن راكباً من الجنسية البريطانية، أبلغ إحدى المضيفات، بأنه تلقى رسالة على كومبيوتره المحمول باستخدام «الواي فاي» الخاص بالطائرة، تفيد بأن «هناك قنبلة داخل الطائرة»، فأبلغت بدورها قبطان الطائرة، فاتخذ قراره بالهبوط اضطرارياً في الخرطوم، ليتضح لاحقاً أن الرسالة كاذبة.
وأجرت السلطات الأمنية تحقيقاً مع الراكب البريطاني الذي أبلغ بوجود «القنبلة»، وذلك بحضور السفيرين البريطاني والتركي في الخرطوم، واتضح أن الرسالة واردة من «داخل الطائرة»، وقال عبد الرحيم: «أثبتت التحريات أن الرسالة التي وصلت الراكب البريطاني، صادرة من جهاز أحد ركاب الطائرة». وأوضح عبد الرحيم أن السلطات لم تعثر على الجهاز الذي أرسلت منه الرسالة، وأضاف: «أُخضعت أجهزة الحواسيب والهواتف الشخصية للركاب للتفتيش الدقيق، لكن التحقيق لم يفلح في تحديد مرسل الرسالة». وبعد تأخير قرابة الثماني ساعات، سمحت السلطات السودانية للطائرة بمغادرة مطار الخرطوم إلى القاهرة، وعلى متنها جميع الركاب بمن فيهم «الراكب البريطاني» الذي أبلغ عن وجود القنبلة.
وقال عبد الرحيم إن السلطات السودانية ستسلم تركيا نسخة من تقرير التحقيقات التي أجرتها للحكومة التركية، لإعادة التحقيق، وإجراء المزيد من التحريات، ونسخة أخرى لمنظمة الطيران المدني الدولية (إيكاو).



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.