اشتباك مسلح بين الانقلابيين في صنعاء يخلف قتلى وجرحى

أنصار صالح يحملون الحوثيين المسؤولية عن تقويض الشراكة

مجموعة من الحوثيين ومعهم مجندون من الأطفال يحملون السلاح في صنعاء أمس (رويترز)
مجموعة من الحوثيين ومعهم مجندون من الأطفال يحملون السلاح في صنعاء أمس (رويترز)
TT

اشتباك مسلح بين الانقلابيين في صنعاء يخلف قتلى وجرحى

مجموعة من الحوثيين ومعهم مجندون من الأطفال يحملون السلاح في صنعاء أمس (رويترز)
مجموعة من الحوثيين ومعهم مجندون من الأطفال يحملون السلاح في صنعاء أمس (رويترز)

اندلعت أمس اشتباكات بين مسلحين من جماعة أنصار الله الحوثية من جهة، وأفراد موالين للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في العاصمة صنعاء، وذكرت مصادر يمنية لوكالة الأنباء الألمانية سقوط قتلى وجرحى إثر الاشتباكات، فيما ذكرت «رويترز» سماع السكان دوي إطلاق نار في وسط العاصمة صنعاء أمس الأربعاء في تصعيد لانتقادات متبادلة بين الحوثيين وصالح.
وأبلغ مصدر في حزب صالح السياسي «رويترز» أن مقاتلين حوثيين مسلحين دخلوا المسجد الذي بني وسمي على اسم الرئيس السابق وسعوا للسيطرة عليه، وقال المصدر: «سيزيد هذا التوترات، هناك اشتباكات متقطعة في الحي السياسي في صنعاء».
من جهته قالت مصادر أخرى لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحين حوثيين اقتحموا مسجد (الصالح) في حي السبعين بالعاصمة صنعاء، المؤمن من قبل حراسة تابعة لصالح، والذي يعتبر كأكبر المساجد اليمنية مساحة.
وأضافت أن «مسلحي الحوثي أصروا على البقاء في المسجد، إلا أن حراسته منعتهم من الاستمرار فيه، وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى»، دون معرفة عدد دقيق لحصيلة الضحايا.
وتابعت المصادر أن «مسلحي الحوثي دخلوا المسجد بذريعة البقاء فيه حتى اليوم الخميس، من أجل تأمين مهرجان يقيمه الحوثيون يوم غد في ميدان السبعين القريب من المسجد». وذكرت المصادر أن الطرفين استخدما الأسلحة الخفيفة والرشاشة خلال المواجهات، وأن مسلحي الحوثي منعوا المواطنين من المرور من عدة أحياء وشوارع قريبة من المكان نفسه.
وأفادت المصادر ذاتها بأن الوضع ما زال متوترا في العاصمة صنعاء، دون أن تعلق وسائل الإعلام التابعة للحوثي أو صالح، حول هذه المواجهات. وكانت اشتباكات قد اندلعت بين الطرفين نهاية أغسطس (آب) الماضي، في العاصمة صنعاء، أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين، بينهم خالد الرضي، أحد مساعدي صالح. وما زالت العلاقة متوترة، بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)، رغم إعلان الطرفين مساعيهما المتكررة لإزالة حالة الاحتقان السائدة.
إلى ذلك حمل أنصار صالح جماعة الحوثيين كامل المسؤولية عن كل قطرة دم تسال بين اليمنيين في الحادثة التي حدثت أمس في المسجد، معتبرين أن ما قام به الحوثي من اقتحام جامع الصالح وإطلاق قذائف الـ«أر بي جي» والقنابل اليدوية داخل الجامع ومحاصرة أفراد حراساته الاعتيادية الموجودة، ومن ثم فرضهم حصاراً مسلحاً أدى إلى اندلاع الاشتباكات وتبادل إطلاق للنار وسقوط عدد من القتلى والجرحى، أمر غير مقبول.
واعتبر بيان صادر من أنصار صالح وبث عبر الـ«فيسبوك» أمس أن الاستمرار في الاقتحامات المسلحة لمؤسسات الدولة، ودور العبادة والمحاكم، إلى جانب عدم احترام بنود الشراكة بين صالح والحوثيين وحلفائهم يعتبر عملاً انقلابياً يقوض الشراكة بين الطرفين.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.