السيسي يأمر الجيش والشرطة باستعادة الأمن في سيناء «خلال 3 أشهر»

وزير الدفاع الروسي يؤكد وقوف بلاده بجانب مصر في مواجهة الإرهاب

سيارات محترقة قرب مسجد الروضة الذي تعرض للهجوم الإرهابي في سيناء قبل أيام (رويترز)
سيارات محترقة قرب مسجد الروضة الذي تعرض للهجوم الإرهابي في سيناء قبل أيام (رويترز)
TT

السيسي يأمر الجيش والشرطة باستعادة الأمن في سيناء «خلال 3 أشهر»

سيارات محترقة قرب مسجد الروضة الذي تعرض للهجوم الإرهابي في سيناء قبل أيام (رويترز)
سيارات محترقة قرب مسجد الروضة الذي تعرض للهجوم الإرهابي في سيناء قبل أيام (رويترز)

أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، رئيس أركان الجيش محمد فريد حجازي، ووزارة الداخلية، باتخاذ إجراءات سريعة لفرض الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد، خلال فترة 3 أشهر، داعياً قوات الجيش والأمن إلى استخدام «كل القوة الغاشمة»، على حد قوله، للقضاء على الجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء.
وتحولت محافظة شمال سيناء الحدودية إلى بؤرة إرهابية مشتعلة منذ سنوات وتنتشر فيها جماعات متشددة من أبرزها «أنصار بيت المقدس» التي بايعت تنظيم داعش عام 2014 وغيّرت اسمها إلى «ولاية سيناء».
ويوم الجمعة الماضي شهد مركز «بئر العبد»، في شمال سيناء، أسوأ هجوم إرهابي تتعرض له مصر في العصر الحديث، حين قتل مسلحون أكثر من 300 مُصل، في هجوم على مسجد. ولم تعلن بعد أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكنّ شهوداً قالوا إن المهاجمين كانوا يحملون رايات شبيهة بتلك التي يرفعها تنظيم داعش.
وقال السيسي، خلال احتفال أقيم في القاهرة أمس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، إن «مصر تواجه حرباً مكتملة الأركان تسعى إلى هدم الدولة، وتدعمها قوى خارجية بالسلاح والمال»، مرجعاً ذلك إلى سعي تلك القوى لـ«فرض هيمنتها على المنطقة وإثناء مصر عن القيام بدورها الإقليمي... الذي لا يهدف سوى إلى ترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات».
ولفت السيسي إلى أن هناك «دولاً حولنا سقطت بفعل التنظيمات والأفكار الشيطانية، وتكلفة إعادة إعمارها كبيرة، مثل سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا وغيرها». وضرب مثلا بأن سوريا تحتاج إلى 250 مليار دولار لإعادة إعمارها.
كما أشار إلى أن «المصريين يحاربون هؤلاء الإرهابيين نيابة عن المنطقة والعالم»، مشيداً بالجهود الجارية لتنمية البلاد جنباً إلى جنب مع محاربة الإرهاب، واصفاً ما يتحقق على الأرض بأنه «شيء كبير وعظيم جداً في ظل الظروف المحيطة بنا داخلياً وخارجياً».
وتعهد السيسي بتحويل مدينة «بئر العبد»، التي شهدت الهجوم الإرهابي الأخير، إلى مدينة «يشار إليها بالبنان». وتساءل «كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم... أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة؟... كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذي يحث على التراحم ونشر التسامح... أن ينشروا الفساد في الأرض، ويحل البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم في الحياة؟».
وشدد على أن العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مصر تهدف إلى عرقلة جهود التنمية واستنزاف الاقتصاد. ووجه حديثه إلى الفريق محمد فريد حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ملزماً إياه بالمسؤولية عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر بالتعاون مع وزارة الداخلية، مؤكداً أن «رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة الحرب على الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره».
وتعمد السيسي تكرار عبارة «القوة الغاشمة» التي استخدمها يوم الجمعة رداً على هجوم «الروضة»، رغم ما أثارته من ضجة دفعت المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إلى توضيح أن ما يقصده هو «القوة الشريفة التي لا ترحم المعتدي وتلاحق الإرهابيين وتأخذهم جميعاً».
وأكد السيسي أن الجهود التي تبذلها الدولة هي جهود علمية ومخلصة وأمينة ولا تهدف سوى إلى إعادة بناء الدولة وتحقيق الازدهار، منوهاً إلى أنه ورغم محاربة الدولة للإرهاب على مدار السنوات الأربع الماضية وما يتكلفه ذلك من أعباء مالية، فإنه توجد معدلات نمو مرتفعة.
وجدد دعوته إلى تجديد الخطاب الديني وتنقيته من «الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل الشباب واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير». وقال إن «عملية تنوير العقول وتطوير وترسيخ المفاهيم الثقافية والاجتماعية اللازمة لحماية أبنائنا من الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تقودها مؤسسة واحدة أو حتى الدولة بمفردها... بل يتطلب ذلك عملاً جماعياً... يشترك فيه الدولة بمختلف مؤسساتها مع المجتمع بشتى مكوناته».
من جهة أخرى، استقبل السيسي أمس وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي زار القاهرة. وقال المتحدث الرئاسي السفير بسام راضي إن السيسي أعرب عن اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تربطها بروسيا، وحرصها على مواصلة تعزيزها على الأصعدة كافة خلال المرحلة المقبلة خصوصا في المجال العسكري، في ضوء ما يتعرض له الشرق الأوسط من تحديات وعلى رأسها الإرهاب.
وأضاف المتحدث أن الوزير الروسي نقل تعازي الرئيس فلاديمير بوتين في ضحايا حادث مسجد «الروضة» الإرهابي، مؤكداً وقوف روسيا بجانب مصر وتضامنها الكامل معها في مواجهة الإرهاب. كما ثمن وزير الدفاع الروسي ما تشهده العلاقات المصرية - الروسية خلال المرحلة الراهنة من تعاون مُثمر يحقق مصالح البلدين، مؤكداً اهتمام روسيا بتفعيل التعاون والتشاور مع مصر بما يسهم في مواجهة التحديات المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وذكر السفير راضي أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الاستمرار في تطوير وتعزيز التعاون القائم، كما بحث سبل مواجهة المخاطر الناتجة عن انتشار الإرهاب والتطرف، حيث اتفق الجانبان على أهمية تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وتطرق اللقاء كذلك إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد السيسي على أهمية تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، بما يحافظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.