شفيق يعلن اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة المصرية

رئيس الوزراء الأسبق قال إنه سيعود إلى البلاد «خلال أيام»

TT

شفيق يعلن اعتزامه خوض انتخابات الرئاسة المصرية

قبل ثلاثة أشهر تقريباً من فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر، وفي مفاجأة غير متوقعة، أعلن الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، أمس، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، وسط حالة من الترقب في الأوساط السياسية المصرية.
ووفق الدستور المصري، فإنه من المقرر فتح باب المنافسة على رئاسة مصر في فبراير (شباط) 2018، على أن تُجرى الانتخابات وتعلن النتائج بحد أقصى مايو (أيار) من العام نفسه. وقال شفيق، وهو آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، في تصريحات لـ«رويترز» أمس، إنه سيعود لمصر خلال الأيام المقبلة. معلناً نيته الترشح للانتخابات. وقال شفيق في فيديو سجله من دولة الإمارات: «إنني أشرف بأن أعلن عن رغبتي في التقدم للانتخابات الرئاسية القادمة في مصر لاختيار رئيسها للسنوات الأربع القادمة».
ويقيم شفيق في دبي منذ خسارته الانتخابات الماضية التي أجريت في يونيو (حزيران) 2012، أمام الرئيس الأسبق محمد مرسي. ويعد شفيق، هو ثاني شخصية تعلن رغبتها في الترشح للرئاسة، بعدما أعلن المحامي الحقوقي خالد علي مطلع الشهر الحالي، عزمه خوض الانتخابات. في حين تواصلت الحملات الدعائية لجمع توقيعات لدعم إعادة ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ثانية، رغم عدم إعلانه رسمياً حتى الآن ترشحه.
وقال الناشط السياسي جورج إسحاق، لـ«الشرق الأوسط» أمس: إن «إعلان شفيق الترشح للرئاسة لم يكن متوقعاً، وهي مفاجأة، وننتظر تداعياتها»، لافتاً إلى أن «الأيام المقبلة ستشهد تداعيات هذا القرار».
وحول ما إذا أعلن السيسي الترشح للرئاسة، أكد إسحاق، أن «التنافس حينها سيكون شديداً، فوجود مرشحين للرئاسة يختلف عن وجود مرشح وحيد». لكنه قال: إن «الصندوق الانتخابي هو الحكم حينها». وعن وجود قضايا تمنع شفيق من العودة لمصر، قال إسحاق: «أعتقد أن جميع القضايا المتعلقة بالفريق شفيق حُكم فيها لصالحه، ولا توجد قضايا تمنع مجيئه لمصر».
ووُجهت لشفيق تهم عدة بالفساد؛ لكنه نال البراءة في بعض القضايا وأسقطت الاتهامات في قضايا أخرى... وكانت نيابة الأموال العامة قد قررت حفظ التحقيقات في قضية «أرض الطيارين» التي اتهم فيها شفيق بعد صدور حكم بالبراءة. وقضت محكمة جنايات القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بقبول تظلم شفيق، وإلغاء قرار إدراج اسمه على قوائم الترقب والوصول لمصر... وكان اسم شفيق قد أدرج على قوائم الترقب والوصول بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية 2012 بفوز مرسي.
وقالت دينا عدلي، محامية شفيق، حينها: إنه «تمكن من استصدار جواز سفر دبلوماسي»؛ وهو ما يعني عدم إدانته في أي قضايا جنائية، وأن سبب سفره للخارج عقب الانتخابات الرئاسية هو علمه مسبقاً برغبة «الإخوان» في الانتقام منه وتصفية حسابات شخصية معه. وعقب سفره للإمارات عام 2012 أسس شفيق حزباً سياسيا أطلق عليه «الحركة الوطنية»، يقوده من الخارج. لكن الحزب أخفق في تحقيق مكاسب كبيرة خلال الانتخابات البرلمانية عام 2015.
كما شهد الحزب استقالات جماعية خلال الفترة الماضية. وأكد المستقيلون في بيانات مختلفة لهم، أن الاستقالات جاءت اعتراضاً على السياسات التي انتهجها الحزب في الفترة الأخيرة، وتعاونه مع جماعة «الإخوان». وقال مستقيلون: إن «سياسة الحزب تتخذ مواقف معادية للدولة المصرية وسياساتها لتحقيق مصالح وأغراض شخصية لا تتوافق وأهداف الحزب».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.