المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا سابعا لمصر

حصل على 97 في المائة من الأصوات الانتخابية

المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا سابعا لمصر
TT

المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا سابعا لمصر

المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا سابعا لمصر

توج المشير عبد الفتاح السيسي، رئيسا جديدا لجمهورية مصر العربية، بعد أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر رسميا أمس فوزه بالمنصب وحصوله على 23 مليونا و780 ألفا و104 أصوات، بنسبة 96.91 في المائة من الأصوات الصحيحة، مقابل 775 ألفا و511 صوتا فقط لمنافسه الوحيد حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، بنسبة 3.09 في المائة من إجمالي الأصوات الصحيحة.

وفور إعلان النتيجة أمس، قال الرئيس المنتخب في كلمة للشعب المصري أذيعت عبر القنوات الرسمية، إنه يثمن موقف منافسه الخاسر حمدين صباحي، وصفا إياه بأنه «وفر فرصة جادة للمنافسة». وكان صباحي قد هنأ السيسي أمس متمنيا له التوفيق. وقال السيسي للمواطنين: «أتطلع أن أكون أهلا لثقتكم الغالية»، مشددا أنه «حان وقت العمل الذي تنتقل به مصرنا العزيزة إلى غد مشرق، الذي يعود بها إلى الاستقرار.. المستقبل صفحة بيضاء وفي أيدينا أن نملأها بما شئنا.. عيشا وحرية وعدالة وكرامة اجتماعية».

وأضاف السيسي: «إذا تعاونا سنملؤها بما نتمنى لوطننا ونأمل لأبنائنا من عزة وكرامة وما نرجوه لأنفسنا». وتابع: «أثق في وعيكم بما يواجه الوطن من مخاطر»، مؤكدا أن ما تحقق من إنجاز لمرحلتين من خارطة الطريق جاء كنتيجة طبيعية لتضحيات الشعب المصري في ثورتي «25 يناير»، و«30 يونيو»، موجها الشكر للشعب الذي اصطف أمام لجان الاقتراع، كما عبر عن خالص شكره لقضاة مصر ورجال الجيش والشرطة والإعلام بما قاموا به من تغطية للعملية الانتخابية.

وأكد السيسي أن الهدف خلال المرحلة المقبلة يتمثل في تحقيق أهداف الثورة من حرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية، مشيرا إلى أنه يثق في وعي الشعب المصري وما تواجهه بلاده الحبيبة من مخاطر، مختتما كلمته بشكر الشعب المصري قائلا: «حفظ الله مصر وشعبها الأبي، وتحيا مصر».

من جهته، هنأ صباحي رئيس الجمهورية المنتخب بالفوز، متمنيا له التوفيق والسداد خلال الفترة المقبلة، وذلك خلال اتصال تليفوني أجراه أمس، داعيا الله أن يوفقه لما فيه الخير لمصر وشعبها.

وأجريت الانتخابات الرئاسية أيام 26 و27 و28 مايو (أيار) الماضي. وقال المستشار أنور العاصي، رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، إن إجمالي المشاركين في الداخل والخارج بلغ 25.578.223 ناخبا، بنسبة حضور 47.45 في المائة تقريبا. ويبلغ عدد الناخبين المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين ما يناهز 54 مليون ناخب مصري. وأوضح رئيس اللجنة أن الأصوات الصحيحة بلغت 24.537.615 صوتا، بنسبة 95.93 من إجمالي عدد من أدلوا بأصواتهم، في حين بلغ عدد الأصوات الباطلة 1.400.608 أصوات بنسبة 4.07 في المائة.

وفور إعلان النتيجة سادت فرحة عارمة قاعة المؤتمر، وردد المشاركون في المؤتمر الصحافي العالمي بمقر هيئة الاستثمار «سيسي سيسي» و«تحيا مصر»، في حين قام آخرون بإطلاق الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم، وقام الحاضرون بمقاطعة المستشار العاصي خلال كلمته أكثر من مرة تعبيرا عن الفرحة، كما ردد عدد كبير من المشاركين في المؤتمر أغنية «بشرة خير» للفنان حسين الجسمي وأغنية «تسلم الأيادي». وقالت حملة الرئيس السيسي في وقت سابق أمس، إنه سيلقي كلمة للأمة عقب الإعلان الرسمي نتيجة الانتخابات.

ويتولى السيسي المنصب، كرئيس سابع للبلاد، خلفا للمستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، والذي تولى المنصب بشكل مؤقت بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، عقب احتجاجات شعبية عارمة ضده، مطلع يوليو (تموز) الماضي، وكان حينها السيسي وزيرا للدفاع.

وقال المستشار أنور العاصي أمس في كلمته: «نلتقي بكم اليوم والشعب يحقق الخطوة الثانية من خارطة الطريق»، مشيرا إلى أن الشعب اختار رئيسه، ولم يتبق سوى اختيار البرلمان، موضحا أن الدستور والقانون حددا الدور المنوط باللجنة العليا للانتخابات بمنتهى الاستقلالية، وأنها حرصت منذ البداية على التزام دقة قاعدة بيانات الناخبين، وابتعدت عن الرد على أي سلبيات قد تعطل عملها وكان الرد وفقا للقانون.

وأوضح المستشار أنور العاصي أنه لم يتقدم للترشح سوى المرشحين الرئاسيين وأوراقهما كانت سليمة، مشيرا إلى أن اللجنة رصدت مخالفة دعائية لكل مرشح وجرى حفظها لأنها لم تؤثر على الانتخابات. وأضاف أن اللجنة أكدت ضرورة أن يجري الفرز أمام ممثلي المجتمع المدني والإعلام، مؤكدا أن زيادة عدد اللجان الانتخابية يفسر غياب وجود كثافات أمام اللجان.

وحول أزمة تصويت الوافدين، قال العاصي إن وسائل الإعلام أساءت للجنة العليا للانتخابات في التعامل مع تصويت الوافدين، موضحا أن اللجنة اختارت الطريق الآمن فيما يتعلق بمشكلة الوافدين لتحصين منصب الرئيس، منوها بأن قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت في الانتخابات الرئاسية يوما ثالثا، لم يكن عشوائيا، وإنما كان مدروسا، حيث شهدت البلاد موجة شديدة الحرارة مع يومي الانتخابات، أدت لتمديد يوم ثالث ليتمكن كل فرد من التصويت، وكي يعود الوافدون لمواطنهم، واتخذته اللجنة لصالح المواطنين دون أي شيء آخر، مؤكدا أن نسبة الحضور في اليوم الثالث بلغت نحو عشرة في المائة من إجمالي الحضور.

وكان المؤتمر الصحافي قد بدأ أمس بكلمة للأمين العام للجنة العليا للانتخابات المستشار عبد العزيز سالمان أكد فيها أن مصر بدأت تخطو نحو مستقبل حقيقي ديمقراطي، بدأ بانتخابات حرة نزيهة جرت تحت بصر العالم كله في متابعة منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية وهيئات دولية كثيرة منها الاتحاد الأوروبي والأفريقي والكوميسا والبرلمان الأوروبي واتحاد الساحل والصحراء وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والسفراء المعتمدون في الداخل أو الخارج.

وقال سالمان، إن التاريخ سوف يثبت أن هذه الانتخابات التي جرت في مصر غير مسبوقة كان الحاكم فيها المعايير الدولية للاستقلال والنزاهة والتجرد والمهنية، مشيرا في هذا الصدد إلى التقارير الأولية للمنظمات الدولية والمحلية والهيئات التي تابعت العملية الانتخابية.

وأضاف أن الشعب المصري انتصر بإرادته وظهر للعالم أجمع المعدن الحقيقي له، وقال إن هؤلاء القضاة العظام هم جزء من الشعب المصري، منوها بأن للجنة الانتخابية منذ بداية عملها لا تعمل إلا وفق الدستور والقانون ولا تصدر من القرارات إلا ما يحقق صالح مصر، وأكد أن اللجنة العليا للانتخابات لم تنحز إلى جانب دون الآخر، حتى أتمت عملها لكي تظهر نتيجة الانتخابات.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.