«بورغفارد»... ماركة ألمانية عريقة تعود بدعم صيني

منتجة سيارات وشاحنات هزّتها أزمة مالية ملتبسة

بورغفارد بي إكس 7 - توم انلايكر مدير التسويق والمبيعات في {بورغفارد}
بورغفارد بي إكس 7 - توم انلايكر مدير التسويق والمبيعات في {بورغفارد}
TT

«بورغفارد»... ماركة ألمانية عريقة تعود بدعم صيني

بورغفارد بي إكس 7 - توم انلايكر مدير التسويق والمبيعات في {بورغفارد}
بورغفارد بي إكس 7 - توم انلايكر مدير التسويق والمبيعات في {بورغفارد}

شهد القرن العشرين ظهور مئات من ماركات السيارات في أوروبا والولايات المتحدة وغيابها، وكان مستوى الإمكانات الاقتصادية للشركات الصانعة المتنافسة عاملاً حاسماً في الصراع من أجل البقاء.
أسماء عديدة رائدة فرضت نفسها لعقود بين صانعي أكثر السيارات تميّزاً انتهت إما بالإفلاس وإما بالذوبان في شركات صانعة أكبر برهنت حقائق السوق أنها أقدر على المنافسة والتطوّر. واليوم لدى النظر إلى السوق الأميركية نجد أن الماركات الأكثر رواجاً في قطاع السيارات الشعبية هي اليابانية والكورية الجنوبية بعدما ظلت هذه السوق فعلياً حكراً على الصانعين الأميركيين الكبار وعلى رأسهم الثلاثي: جنرال موتورز، وفورد، وكرايسلر.
في أوروبا، حدث الشيء نفسه تقريباً، وانتهت صناعة السيارات البريطانية إلى بضع ماركات باتت تملكها كلها تقريباً شركات ألمانية أو صينية أو هندية. وفي فرنسا، اختُزلت عشرات الشركات الصانعة في صانعين اثنين: رينو، وبي إس إيه (بيجو – سيتروان). أما في إيطاليا فلقد احتكرت مجموعة «فيات» عملياً صناعة السيارات الإيطالية، ولا سيما في أعقاب استحواذها عام 1986 على «ألفاروميو» المملوكة في حينه للدولة.
الصانعون الألمان تفاوتت حظوظهم بين النجاح والفشل، لكنهم على الرغم من خسارة ألمانيا حربين عالميتين، ومن ثم تقسيمها وإعادة توحيدها، استطاع كبار الصانعين ليس البقاء فقط بل والتوسّع في معظم أنحاء العالم، وفي مختلف الفئات السعرية، ولا سيما فئة السيارات الفاخرة.
قصة «بورغفارد»
شركة صانعة واحدة هي «بورغفارد» عاشت تجربة غريبة من نوعها.
«بورغفارد»، التي أُعيد تأسيسها عام 2008، وتعود اليوم إلى أسواق الشرق الأوسط بعد غياب طويل، لها قصة مثيرة، من أبرز محطاتها إفلاسها في ظروف غير عادية عام 1961، مع أنها كانت تنتج سيارات جذابة ومتقدمة تصميمياً. ولكن بعد قرابة 5 عقود من طي صفحة الشركة وماركتها الأشهر التي تحمل اسم مؤسسها كارل بورغفارد، شمّر حفيده، كريستيان بورغفارد، عن ساعديه وقرّر بالتعاون مع شريكه كارل هاينز نوس وبدعم من مستثمرين صينيين إعادة إطلاق مؤسسة جدّه.
وفي معرض دبي الدولي للسيارات 2017، زارت «الشرق الأوسط» جناح «بورغفارد»، وشاهدت الطرازين اللافتين اللذين عرضتهما الشركة للجمهورين الخليجي والعربي: «بي إكس 5» و«بي إكس 7». وقال توم إنلايكر، نائب رئيس المبيعات في الشركة، إن أسواق الخليج تتيح فرص نمو هائلة، ولذلك تطوِّع شركة «بورغفارد» سياراتها لكي تلائم ظروف المنطقة المناخية وتلبي احتياجات زبائنها بكفاءة. وتسعى الشركة لبناء قاعدة عملاء قوية في المنطقة.
لمحة تاريخية
وُلد كارل فريدريش فيلهلم بورغفارد عام 1890 في مدينة هامبورغ بشمال ألمانيا وتوفي عام 1963 في مدينة بريمن، الواقعة أيضاً في شمال البلاد إلى الغرب من هامبورغ. وفي بريمن أسس بورغفارد -الشغوف بالميكانيكا والسيارات- شركته من دمج مؤسستين صانعتين: الأولى هي هانزا – لويد (الناتجة قبلاً عن اندماج شركتي هانزا وناماغ - صانعة سيارات لويد) وغولياث – بورغفارد، وهذه الأخيرة أسسها كارل بورغفارد، في حقبة ما بعد الحرب العالمية الأولى. في حينه كانت «هانزا – لويد» تمرّ مثلما كان حال ألمانيا بصعوبات مالية واقتصادية كبيرة، بل ومع دخول عقد العشرينات من القرن الماضي شارفت على الإفلاس. وهكذا أقدم بورغفارد على شرائها موسّعاً أعماله عام 1929، ومن ذلك إطلاق بورغفارد سيارته الأولى من طراز «بليتزكارين» (العربة – الصاعقة) وهي مركبة خفيفة ثلاثية العجلات لاقت رواجاً لاستخدامها في الشحن الخفيف وخدمات نقل البريد.
وفيما بعد إثر نهاية الحرب العالمية الثانية، أسس بورغفارد لمنتجاته 3 شركات منفصلة هي: «بورغفارد» و«غولياث» و«لويد». ويرى كثرة من دارسي تاريخ «مغامرة» بورغفارد الجميلة أن ثمة 3 أسباب رئيسة لعجز بورغفارد عن الصمود: الأول، أسلوب إدارة الرئيس المؤسس بما في ذلك إصراره على تعدد الطرازات. والثاني، الحجم الصغير نسبياً لمجموعته بالمقارنة مع منافسيه (على رأسها «فولكسفاغن» و«أوبل» التي كانت تملكها شركة «جنرال موتورز» الأميركية العملاقة). والثالث، تراجع الطلب في السوق الأميركية يومذاك. ولكن الغريب، والمؤسف في آن معاً، أنه عندما واجهت «بورغفارد» الإفلاس في مطلع عقد الستينات من القرن الـ20 كانت ما زالت لديها أصول مالية كافية لتأمين التغطية المطلوبة. ولعل هذا من العوامل التي أثارت الشكوك حول وجود «مؤامرة» من كبار الصانعين الألمان للتخلص من منافس عنيد أصغر حجماً ينتج سيارات جذابة.
خلال عقد الخمسينات برز ضمن مجموعة سيارات «بورغفارد» (التي كانت تنتج الشاحنات أيضاً) 3 طرازات أشهرها على الإطلاق «بورغفارد إيزابيلا»، بالإضافة إلى السيارة الفخمة المتقدمة الأكبر حجما «بورغفارد بي 100» –آخر طراز أنتجته الشركة قبل إفلاسها. أما الطراز الثالث، وهو الأصغر حجماً، فكان «لويد آرابيلا» الذي شكا الجمهور من قلة اعتماديته أحياناً.
«إيزابيلا» نجح طوال عقد الخمسينات، وكان قد سبقه عام 1949 طراز «بورغفارد هانزا 1500»، أما الـ«بي 100» المزوّد بنظام تعليق هوائي فأُطلق عام 1960.
7 طرازات للشركة
يتوافر طراز «بي إكس 7» بـ10 خيارات، 4 منها بدفع ثنائي، و6 بدفع رباعي، وهي مطروحة بخياري 5 مقاعد أو 7 مقاعد، و3 فئات تجهيزية هي «إس» و«إس إي» و«إس إل».
من ناحية أخرى للخيارات الـ10 محرك واحد سعة لترين، رباعي الأسطوانات مع شحن توربيني وبخّ مباشر، يولّد قوة 225 حصاناً كبحياً، وعزم دوران أقصى يبلغ 300 نيوتون-متر. ولقد زُودت كلها بناقل حركة أوتوماتيكي بست سرعات.
أما طراز «بي إكس 5» فيأتي بـ9 خيارات، 7 منها بدفع ثنائي و2 بدفع رباعي، وهي مطروحة بخيار 5 مقاعد، و3 فئات تجهيزية هي «إس» و«إس إي» و«إس إل».
من ناحية أخرى خُصّص للخيارات الـ10 محرّكان رباعيّا الأسطوانات مع شحن توربيني، الأول سعة 1.4 لتر، والثاني سعة 1.8 لتر، يولّد المحرك الأول قوة 110 كيلوواط وعزم دوران أقصى يبلغ 250 نيوتون- متر، ويولد الثاني قوة 140 كيلوواط وعزم دوران أقصى يبلغ 280 نيوتون-متر.
وبالنسبة إلى نقل السرعات زُوّد نموذجان لهما المحرك الأصغر سعة بناقل حركة يدوي بست سرعات، أما النماذج الباقية فزُوّدت كلها بناقل أوتوماتيكي بست سرعات.


مقالات ذات صلة

إنفوغراف: كيف كان أداء «تسلا» في الربع الثاني؟

الاقتصاد متعاملون في بورصة نيويورك يتابعون موجة البيع التي أطلقها تراجع أداء «تسلا» وشركات تكنولوجية أخرى (أ.ف.ب)

إنفوغراف: كيف كان أداء «تسلا» في الربع الثاني؟

رغم تخفيضات الأسعار والتمويل المنخفض الفائدة، جاءت النتائج المالية لعملاق السيارات الكهربائية «تسلا» التي يرأسها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، متراجعة.

«الشرق الأوسط» (تكساس)
الاقتصاد تجمِّع الأذرع الآلية السيارات على خط إنتاج السيارات الكهربائية «ليب موتور» بمصنع في جينهوا (رويترز)

التوسع الصناعي السريع في الصين... هل هو ميزة نسبية أم سياسات مشوهة؟

ظهرت روايتان متضاربتان حول التوسع الصناعي السريع في الصين بقيادة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والسلع التكنولوجية العالية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق مجموعة من نسخ السيارات الكلاسيكية المصغرة (الشرق الأوسط)

«فيراري» و«بينتلي» و«بوغاتي» و«أستون مارتن» صغيرة... لأصحاب ميزانيات كبيرة

إذا كنت تحلم بشراء سيارة فارهة مثل «فيراري» أو «أستون مارتن» أو «بينتلي»... بسعر أقل بكثير من السعر الحقيقي لتلك التحف المتنقلة، بين هيدلي ستوديوز Ben Hedley .

جوسلين إيليا (لندن)
الاقتصاد سيارة «لوسد» في المعرض المصاحب للمنتدى العالمي للمركبات الكهربائية وتكنولوجيا التنقل 2024 (الشرق الأوسط)

السعودية... خبراء دوليون يدعون لتبني حلول التنقل بالطاقة المتجددة  

اختتم المنتدى العالمي للمركبات الكهربائية وتكنولوجيا التنقل 2024، الذي أقيم في الرياض، يومي الأربعاء والخميس، وسط حضور كبير من المسؤولين والرؤساء التنفيذيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارة كهربائية في معرض المنتدى العالمي للمركبات الكهربائية وتكنولوجيا التنقل 2024 (الشرق الأوسط)

السعودية: تسارع صناعة المركبات الكهربائية عبر شراكات استراتيجية عالمية

حققت المملكة إنجازات متقدمة في صناعة المركبات الكهربائية نتيجة للشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية إلى جانب جهود صندوق الاستثمارات العامة.

زينب علي (الرياض) آيات نور (الرياض)

إشارات سريعة

إشارات سريعة
TT

إشارات سريعة

إشارات سريعة

> السيارات الكهربائية: قررت الحكومة البريطانية خفض الدعم على شراء السيارات الكهربائية الجديدة من 3500 جنيه إسترليني إلى 3000 جنيه فقط (3750 دولاراً). جاء ذلك في بيان الميزانية الجديدة التي شملت أيضاً رفع الدعم عن السيارات الكهربائية التي يزيد ثمنها على 50 ألف إسترليني، بما في ذلك سيارات تيسلا «موديل إس وإكس». وعلق خبراء على القرار بأنه يأتي عكس توجهات تشجيع الحكومة للتحول إلى السيارات الكهربائية، خصوصاً أن تجارب الدول الأخرى تؤكد أن خفض الدعم يتبعه دوماً تراجع الطلب.
> فورد: أوقفت شركة فورد الإنتاج من مصانعها الأوروبية في ألمانيا ورومانيا، بالإضافة إلى مصنع إسباني في فالينسيا. وتتبع فورد بهذا القرار الكثير من الشركات الأوروبية الأخرى التي أوقفت إنتاجها لتجنب انتشار فيروس كورونا. وتأثرت الشركات في أوروبا بقرارات الحجر الإلزامي الحكومية وضعف إمدادات قطع الغيار وتراجع الطلب على السيارات، وأحياناً ضغوط نقابات العمال التي طالبت بحماية العمال من الاختلاط أثناء فترة انتشار الفيروس.
> هوندا: أعلنت شركة هوندا عن نفاد مجموعة خاصة من طراز سيفيك «تايب آر» من الأسواق الأوروبية التي رصدت لها الشركة 100 سيارة فقط من هذا النوع، منها 20 فقط في بريطانيا.
وتتميز المجموعة الخاصة بقدرات سباق إضافية وخفض في الوزن يبلغ 47 كيلوغراماً. وهي موجهة إلى فئات تمارس السباقات مع الاستعمال العملي للسيارة التي تحتفظ بمقاعدها الخلفية.
> الصين: تدرس السلطات الصينية تخفيف الشروط على شركات السيارات من حيث حدود بث العادم كنوع من الدعم المرحلي للصناعة حتى تخرج من أزمة «كورونا» الحالية. ويعتقد خبراء «غولدمان ساكس»، أن الاقتصاد الصيني سوف ينكمش بنسبة 9 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي (2020). ويعتبر قطاع السيارات الصيني هو الأكثر تأثراً بتراجع الطلب وإغلاق المصانع.