الذهب ينخفض لأقل مستوى في أربعة أشهر

«برنت» يهبط بفعل صعود الدولار وإنتاج «أوبك»

الذهب ينخفض لأقل مستوى في أربعة أشهر
TT

الذهب ينخفض لأقل مستوى في أربعة أشهر

الذهب ينخفض لأقل مستوى في أربعة أشهر

انخفض الذهب للجلسة الخامسة على التوالي، أمس (الاثنين)، مسجلا أطول موجة هبوط في سبعة أشهر، إذ انصرف اهتمام الأسواق عن الذهب بعد صعود الأسهم، وقبل اجتماع لجنة السياسات للبنك المركزي الأوروبي وبيانات أميركية مهمة، الأسبوع الحالي.
وهبط الذهب الفوري 5.‏0 في المائة إلى 20.‏1244 دولار للأوقية (الأونصة). ونزل الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة تسليم أغسطس (آب) 30.‏1 دولار، إلى 70.‏1244 دولار.
وصعدت الفضة 2.‏0 في المائة إلى 72.‏18 دولار للأوقية متعافية من أقل مستوى في 11 شهرا عند 60.‏18 دولار. ونزل البلاتين 8.‏0 في المائة إلى 25.‏1433 دولار في حين فقد البلاديوم 2.‏0 في المائة إلى 25.‏831 دولار للأوقية.
من جهة أخرى، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت باتجاه 109 دولارات للبرميل، أمس، متأثرة بارتفاع الدولار، وبيانات تظهر صعود إنتاج منظمة أوبك إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر.
وتخلى برنت عن مكاسب أوائل المعاملات ليهبط 19 سنتا إلى 22.‏109 دولار للبرميل بعد أن ختم الأسبوع الماضي على تراجع نسبته واحد في المائة. وقلص الخام الأميركي مكاسبه إلى أربعة سنتات ليسجل 75.‏102 دولار للبرميل، بعد أن أنهى الأسبوع على هبوط 6.‏1 في المائة. وارتفع الخامان في وقت سابق من اليوم، بفعل بيانات تظهر نمو أنشطة المصانع الصينية بأسرع وتيرة في خمسة أشهر، في مايو (أيار)، مما يضاف إلى سلسلة مؤشرات قوية من الولايات المتحدة تنبئ بتحسن في توقعات الاقتصاد العالمي.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي في الصين إلى 8.‏50 في مايو (أيار) من 4.‏50 في أبريل (نيسان)، حسبما ذكر المكتب الوطني للإحصاءات أول من أمس (الأحد)، وهو ما فاق توقعات السوق البالغة 6.‏50.
وبحسب «رويترز» قال غاريث لويس ديفيز كبير محللي سوق الطاقة في «بي إن بي باريبا»: «أي شيء فوق الخمسين نبأ جيد، ويدعم الأسعار، لكن هذه ليست مفاجأة غير متوقعة، لذا كانت محسوبة في الأسعار نوعا ما. بوجه عام، يبدو أن (برنت) والخام الأميركي يميلان رغم تذبذبهما إلى التراجع. اتبع الذهب المنحى نفسه مع تعزز الدولار».
ويضغط ارتفاع الدولار على السلع الأولية المسعرة بالعملة الأميركية، مثل النفط، حيث يجعلها أعلى تكلفة للمشترين من حملة العملات الأخرى.
وفي حين استمدت أسعار النفط بعض الدعم من المخاوف بشأن أوكرانيا، وفشل ليبيا المتكرر في زيادة الصادرات، فإن ارتفاع الإمدادات من منتجين آخرين يفرض ضغوطا نزولية على برنت. وخلص مسح أجرته «رويترز»، يوم الجمعة، إلى ارتفاع إنتاج نفط «أوبك» إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، في مايو (أيار) بفعل زيادة إمدادات أنغولا وصادرات جنوب العراق، مما أبطل مفعول القلاقل المتصاعدة في ليبيا.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.