الحوثيون يستبدلون بمقاتليهم في مديرية الصلو آخرين من الشمال

TT

الحوثيون يستبدلون بمقاتليهم في مديرية الصلو آخرين من الشمال

سقط المئات من ميليشيات الحوثي وصالح بين قتيل وجريح، خلال الأسبوع المنصرم، بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن ومواجهاتهم مع الجيش الوطني في الوقت الذي استبدل فيه الانقلابيون بمقاتليهم في مديرية الصلو بتعز آخرين من الشمال.
وكثفت مقاتلات التحالف من قصفها على مواقع وتجمعات وتعزيزات الانقلابيين شرق وشمال العاصمة صنعاء، وأشده في جبهة نهم، شرق صنعاء، ومواقع وأهداف عسكرية في العاصمة، علاوة على الغارات المماثلة على البيضاء وتعز والجوف ومأرب وحجة، المحاذية للسعودية.
وأكدت مصادر محلية «مقتل أكثر من 70 انقلابياً وجرح عشرات آخرين إثر غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف يوم الاثنين الماضي على معسكر (أنجر) التدريبي التابع للميليشيات الحوثية في وادي ظهر بمديرية همدان، شمال العاصمة صنعاء»، طبقاً لما نقل عنها «المركز الإعلامي لمقاومة صنعاء» التابع للشرعية.
وقالت إن «قتلى المعسكر ينتمون إلى محافظات صنعاء وعمران وصعدة، ومن بينهم القيادي الحوثي أحمد حسين المسعودي الذي دُفن يوم الأربعاء في وادي ظهر، بينما تحاول الميليشيات إخفاء عدد الضحايا وتشيّعهم بشكل فردي وتقول لأهاليهم إنهم قُتلوا في جبهتي نهم وتعز، وإن أعداداً من جثث المسلحين تم نقلها على متن أطقم مغطاة بطرابيل اتجهت نحو العاصمة صنعاء، فيما نقلت سيارات الإسعاف أعداداً من الجرحى، حيث استقبل المستشفى العسكري الذي تفرض عليه الميليشيات الحوثية حراسة مشددة، عشرات من القتلى والجرحى بعد الغارات التي شنها الطيران على المعسكر».
وكانت الميليشيات الانقلابية قد استحدثت معسكرات تدريبية في عدد من مديريات محافظة صنعاء تقوم فيها بتدريب مقاتليها قبل إرسالهم إلى جبهات القتال في عدد من المحافظات اليمنية.
وعلى الصعيد نفسه، حققت قوات الجيش تقدما جديداً في مأرب، بعد مواجهات عنيفة ومحاولات مستمرة من قبل الانقلابيين للتقدم إلى مواقع الجيش في صرواح، غرب المحافظة.
وقال مصدر عسكري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش حققت تقدماً جديداً في جبهة مأرب وتمكنت من تحرير أحد المواقع الذي كانت تتحصن فيه الميليشيات بجبل مرثد الاستراتيجي، بعد مواجهات عنيفة، حيث كانت الميليشيات تستخدم المواقع لاستهداف مواقع الجيش الوطني في محيط الجبل».
وفي محافظة البيضاء، قال العقيد الركن عبد الله محمد صادق الحميقاني، المتحدث باسم المجلس العسكري بمديرية الزاهر، إن «المعارك ما زالت محتدمة في جبهات الزاهر وذي ناعم وقيفة، وعدد من الجبهات القتالية الأخرى في محافظة البيضاء، في ظل تصعيد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من قصفها على مواقع الجيش والمقاومة والقرى السكنية، واستعادة مواقع خسرتها خلال الأيام الماضية والتي منيت فيها بالخسائر البشرية والمادية الكبيرة».
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بعد الخسائر التي منيت بها الميليشيا الانقلابية، تريد الآن رفع معنويات مقاتليها من خلال إيهامهم وإيهام المقاومين بأنها تقوم بتعزيزات وحشد للتقدم والأخذ بالثأر، وكل ما تلقاه هي خسائر متواصلة كلما حاولت التقدم أو التسلل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية»، مشيراً إلى أن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية تتواصل مع من لهم صلة بأفراد المقاومة الشعبية للإفراج عن أسراها المعتقلين، وتقنعهم بعقد صفقة تبادل، بينما المعتقلون والمختطفون في سجونها ليسوا بأسرى بل هم من تم اعتقالهم واختطفاهم من المدنيين». وأكد أن «أفراد الجيش الوطني وعناصر المقاومة الشعبية في جميع جبهات القتل في محافظة البيضاء لن يتركوا ولن يبرحوا أماكنهم، انسحبت الميليشيات الانقلابية أم لم تنسحب، وسيتم تطهير المحافظة بشكل كامل من هذه الميليشيات الانقلابية»، وأن الميليشيا الانقلابية «تستميت لاقتحام كامل باقي المناطق المحررة من مديرية الزاهر آل حميقان للوصول إلى جبل العر بيافع، وهذا حسب اعتراف الضابط الأسير لدى المقاومة الشعبية، حيث إن لجبل (العر) أهمية كبيرة، وكان معسكر سابق للحرس الجمهوري حتى 2 مايو (أيار) 2011، حيث ضاق أهالي الحد يافع ذرعاً بسبب تصرفات جنود المعسكر اللا أخلاقية، فقاموا بمحاصرة المعسكر وفرضوا عليه حصاراً خانقاً استمر لأسابيع، فحاولت وحدات من (اللواء 26 ميكا) بالسوادية فتح الحصار المفروض على المعسكر وكانت الطريق عبر مديرية الزاهر آل حميقان بالبيضاء». ويواصل الجيش الوطني تصديه لجميع محاولات الانقلابيين التسلل والتقدم إلى مواقع الجيش الوطني مع قصفها المستمر بمختلف الأسلحة على مواقع الجيش وعدد من الأحياء السكنية بما فيها حيفان والصلو. وقُتل اثنان من الانقلابيين وأصيب 3 آخرون في مواجهات مع الجيش الوطني غرب جبل هان ووادي حنش وحذران والروض، عقب محاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في جبل هان، الذي تسعى الميليشيات للسيطرة عليه وفرض الحصار على تعز من خط الضباب، غرباً، الرابط بين تعز والمناطق الجنوبية، طبقاً لما أكده مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط».
ومنذ مطلع الشهر الجاري، كثفت الميليشيا الانقلابية من الدفع بتعزيزاتها (مقاتلين وآليات عسكرية) إلى مختلف الجبهات في تعز التي لا تزال خاضعة لسيطرتها، وأكثر تلك التعزيزات إلى ريف المحافظة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.