قائمة طويلة من الاتهامات بانتظار الرئيس الجديد

قائمة طويلة من الاتهامات بانتظار الرئيس الجديد
TT

قائمة طويلة من الاتهامات بانتظار الرئيس الجديد

قائمة طويلة من الاتهامات بانتظار الرئيس الجديد

- يواجه إيمرسون منانغاغوا الآن قائمة طويلة من الاتهامات التي يقول مراقبون أنه ستلاحقه، من بينها تدبير حملة قمع في الثمانينات قتل خلالها الآلاف من أفراد شعب النديبيلي، الأقلية المنافسة لغالبية الشونا. يضاف إلى ذلك أنه كان مؤيداً متحمساً للسياسة الاقتصادية الأكثر إثارة للجدل التي طرحها روبرت موغابي، وهي سياسة مصادرة الأراضي التي كان يسيطر عليها المزارعون البيض منذ عهد الاستعمار وإعادة توزيعها. كذلك، اتهم منانغاغوا بأنه كان وراء العنف القاتل في عام 2008 في محاولة لتدوير استطلاعات الرأي لصالح موغابي، وهو أيضاً ادعاء ينكره.
في هذه الأثناء، تواصل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التحذير من رئيس زيمبابوي المقبل؛ إذ ذكرت منظمة العفو الدولية بأن «عشرات آلاف الأشخاص تعرضوا للتعذيب واختفوا وقتلوا» خلال السنوات الـ37 من حكم موغابي، داعية زيمبابوي إلى «التخلي عن تجاوزات الماضي».
أيضاً اعتبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن «على الحكومة المقبلة البدء سريعاً بإجراء إصلاحات في الجيش والشرطة اللذين كانا أداتي موغابي في عمليات القمع».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن الإعلامي الزيمبابوي ويلف مبانغا قوله «هناك جرعة صحية من الخوف لأنهم يعرفون أن الرجل الذي قد يتولى السلطة ليس السيد الديمقراطي». وتابع مبانغا أن سجل الرئيس الجديد «غير مثير للإعجاب. هل ينوي تنظيف ماضيه؟ نحن لا نعرف».
على صعيد آخر، تزعم تقارير صحافية في البلاد أن منانغاغوا، الشهير بلقبه «نغوينا» أي التمساح، لا يحظى بشعبية كبيرة في أجزاء عدة من البلاد، وتشير إلى أنه خسر مقعده البرلماني مرتين على الأقل.
لكن في الآونة الأخيرة حاول «تمساح» السياسة الزيمبابوية إصلاح ماضيه المثير للجدل والتكهنات؛ وذلك بعد محاولته تقديم نفسه بوجه سياسي مختلف إلى الرأي العام، مدعياً دعمه للإصلاح الزراعي وللجهود الرامية إلى استعادة علاقات زيمبابوي مع المستثمرين الخارجيين والمؤسسات الدولية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

لقبه اللافت
أطلِق على منانغاغوا لقب «نغوينا» (التمساح) بسبب دهائه السياسي، وحين سئل ذات مرة عن معنى لقبه التمساح، قال: «إنه يضرب في الوقت المناسب». أما متى أطلق عليه وكيف جرى ذلك؟... فإن الأمر مبهم، وفي حين يزعم البعض أنه كان لقبه إبان فترة الكفاح المسلح، يقول آخرون إنه مشتق من اسم عائلته. غير أن عسكرياً مخضرماً شرح الأمر على النحو التالي «التمساح ينتظر بصبر هدفه، متظاهراً بأنه صخرة»، و«في بعض الأحيان يظن المرء أنه لا يتفاعل، أو ليس لديه أي حل لما يحدث، وأنه لا يظهر أي حركة... حتى اللحظة المثلى، ثم يضرب. وعندما يفعل، فإنه لا يفوّت هدفه».



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.