ألبرتو مورينو مدافع صلب لكن أخطاءه كارثية

الظهير الإسباني الأيسر يتذبذب مستواه من مباراة لأخرى ضمن دفاع ليفربول المفجع

مورينو بعد التسبب في هدف أمام إشبيلية («الشرق الأوسط») - مورينو وكان وصلاح ولحظة من السعادة (أ.ب) - مورينو وصراع على الكرة مع تاديتش لاعب ساوثهامبتون (رويترز)
مورينو بعد التسبب في هدف أمام إشبيلية («الشرق الأوسط») - مورينو وكان وصلاح ولحظة من السعادة (أ.ب) - مورينو وصراع على الكرة مع تاديتش لاعب ساوثهامبتون (رويترز)
TT

ألبرتو مورينو مدافع صلب لكن أخطاءه كارثية

مورينو بعد التسبب في هدف أمام إشبيلية («الشرق الأوسط») - مورينو وكان وصلاح ولحظة من السعادة (أ.ب) - مورينو وصراع على الكرة مع تاديتش لاعب ساوثهامبتون (رويترز)
مورينو بعد التسبب في هدف أمام إشبيلية («الشرق الأوسط») - مورينو وكان وصلاح ولحظة من السعادة (أ.ب) - مورينو وصراع على الكرة مع تاديتش لاعب ساوثهامبتون (رويترز)

قال المدير الفني لنادي ليفربول الإنجليزي يورغن كلوب خلال الصيف الماضي: «لقد عاد ألبرتو مورينو بنسبة مائة في المائة». وفي الحقيقة، يمكننا رؤية ذلك بالفعل، بعد عام وصفه مورينو نفسه بأنه «سيئ للغاية» ومر خلاله بفترات عصيبة شعر فيها بالإحباط الشديد، وكانت طفلته، كارلا، هي الوحيدة القادرة على انتزاع الابتسامة منه. لقد أصبحت الحياة جيدة مرة أخرى في ليفربول بالنسبة لمورينو، وهناك الكثير من الأسباب التي تدعوه للتفاؤل والشعور بالبهجة والسعادة.
ويرى مورينو أن أفضل شيء في العودة إلى التشكيلة الأساسية لليفربول مرة أخرى لا يمكن في شعوره بالرضا بعد التغلب على الشعور بالتهميش وهدوء الانتقادات التي كانت توجه إليه، ولا حتى في العودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولا العودة إلى المنتخب الإسباني مرة أخرى بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الغياب، رغم سعادته البالغة بالاستدعاء «غير المتوقع» من منتخب «اللاروخا»، ولا العودة إلى بلاده بكل فخر وكبرياء عندما لعب ليفربول أمام إشبيلية في دوري أبطال أوروبا الثلاثاء، لكن مورينو يرى أن أفضل شيء في العودة للتشكيلة الأساسية لليفربول يتمثل في أنه لن يواجه نجمي فريقه ساديو ماني ومحمد صلاح في التقسيمة التي تحدث في تدريبات الفريق مرة أخرى، لأنهما يسببان مشكلات كبيرة للغاية لأي لاعب يواجهونه.
وقد اعترف مورينو بأنه قد وصل لمرحلة اعتقد عندها أنه مهما فعل فلن يكون ذلك مجديا، لكن الأمور تغيرت بسرعة كبيرة وعاد إلى تشكيلة الفريق الأساسية مرة أخرى. وخلال الأسبوع الماضي، عاد مورينو إلى قائمة المنتخب الإسباني، وعادت الابتسامة إلى وجهه وهو يصف اللعب في كأس العالم بروسيا بأنه «سيكون وكأنني ألعب أول مباراة مع منتخب إسبانيا في حياتي». ويوم الثلاثاء، عاد مورينو إلى ملعب إشبيلية، الذي بدأ به مسيرته الكروية والذي شهد تألق مثله الأعلى أيضا. ولا يزال مورينو يحتفظ بصورة له وهو في الحادية عشرة من عمره وهو يقف إلى جانب مثله الأعلى خيسوس نافاس.
كان من المفروض أن يكون شيئا رائعا أن نرى هذه «الرمزية» في عودة مورينو إلى ملعب رامون سانشيز بيزخوان معقل إشبيلية في مباراة الإياب، لأنها جاءت بعد عودته مرة أخرى إلى المسار الصحيح وإلى التشكيلة الأساسية لليفربول والمنتخب الإسباني، كما أن مباراة ليفربول أمام إشبيلية كان من المفترض أن تكون بمثابة فرصة أمام مورينو لكي يثبت نفسه مرة أخرى أمام الفريق الذي واجهه في ليلة اعتقد كثيرون حينها أن مسيرته مع ليفربول قد انتهت تماما بسبب الأداء الكارثي الذي قدمه في مباراة الذهاب. إلا أن الدفاع الكارثي للمرة الثانية كلف ليفربول الكثير في إشبيلية بمباراة الإياب الثلاثاء الماضي. فقد أظهر ليفربول كل ما في جعبته من أداء هجومي ممتع ودفاع مفجع، وهو ما كان علامة مميزة في موسمه المتذبذب، في تعادل مثير 3 - 3 في إشبيلية بدوري الأبطال. وتقدم ليفربول 3 - صفر في غضون 30 دقيقة، لكن إشبيلية عدل تأخره في الشوط الثاني. ودخل فريق المدرب إدواردو بريسو الشوط الثاني أكثر تصميما وساعده خطأن من مورينو على تقليص الفارق. وساعد الظهير الأيسر الإسباني ناديه السابق عندما ارتكب مخالفة ساذجة أمام منطقة الجزاء مباشرة ونفذ إيفر بانيغا الركلة الحرة مرسلا كرة عرضية حولها بن يدر برأسه في الشباك في الدقيقة 51. وأعاق مورينو بعد ذلك المهاجم الفرنسي داخل المنطقة بطريقة متهورة قبل مرور ساعة على اللعب وسجل بن يدر من نقطة الجزاء بعد أن أعاد الحكم تنفيذ الركلة مرتين قبل أن يسجل بيزارو هدف التعادل في اللحظات الأخيرة.
لقد فاز مورينو بلقب الدوري الأوروبي مع إشبيلية عام 2014. وفي عام 2016 خسر المباراة النهائية للدوري الأوروبي مع ليفربول أمام إشبيلية، ويرى البعض أنه كان السبب الرئيسي في خسارة ليفربول لهذه المباراة. انتهى الشوط الأول لتلك المباراة بتقدم ليفربول بهدف دون رد، لكن النتيجة انقلبت تماما في شوط المباراة الثاني وعاد إشبيلية ليحرز ثلاثة أهداف متتالية لتنتهي المباراة بهزيمة الفريق الإنجليزي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، في ظل أداء ضعيف للغاية من جانب مورينو.
وبعد المباراة، نشر جيمي كاراغر مدافع ليفربول السابق تغريدة على موقع «تويتر» يطالب فيها ليفربول بالتعاقد مع ظهير أيسر جديد. وقد حذف كاراغر التغريدة بعد وقت قصير، لكن الآلاف كانوا قد نشروها بالفعل. وقال مدافع ليفربول السابق والناقد الرياضي حاليا مارك لورنسون بكل صراحة: «إنه لا يستطيع أن يدافع». ووصفه أحد التقارير التي كتبت عن تلك المباراة بأنه لاعب «من دون عقل» ومنحته تقييما بلغ اثنين من عشرة، كما وصفه تقرير آخر بأنه لاعب «ميؤوس منه»، في حين قال تقرير ثالث بأنه قدم «عرضاً يثير الاشمئزاز».
ربما يكون البعض قد بالغ في تقييمه لمستوى مورينو في تلك المباراة، لكن عندما تقول هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في تقرير لها: «سوف يتعاقد النادي مع بديل له بكل تأكيد»، فإن هذا لم يأت من فراغ. صحيح أن مورينو لم يرحل عن ليفربول، لكنه لم يشارك مع الفريق بعد هذه المباراة، حيث تم إعادة لاعب خط الوسط جيمس ميلنر لكي يلعب في مركز الظهير الأيسر. وخلال الموسم الماضي بأكمله، لم يشارك مورينو في التشكيلة الأساسية لليفربول سوى في مباراتين فقط. وفي فترة الانتقالات الصيفية الماضية، تعاقد ليفربول مع أندي روبرتسون من هال سيتي لتدعيم هذا المركز.
لكن لم تكن هذه هي النهاية بالنسبة لمورينو، إذ إن هذا التعاقد ربما يكون قد أثار شيئا ما بداخله وجعله يستحضر صفة المقاتل التي يتحلى بها، وقرر ألا يستسلم وألا يرحل عن الفريق لأنه «يحب ليفربول»، على حد قوله. يقول مورينو: «ذهبت لرؤية كلوب مرات قليلة لسؤاله عما يتعين علي القيام به وقال لي: ألبرتو، أنت تقوم بعمل جيد، لكني لا أستطيع التغيير». يضيف مورينو: «وفي نهاية الموسم سألت نفسي: ألبرتو، ما الذي تستطيع تغييره؟ ما الذي يمكنك القيام به؟» وكانت الإجابة تكمن في أن يواصل القتال وألا يستسلم من أجل العودة إلى التشكيلة الأساسية للفريق مرة أخرى، وهو ما نجح في القيام به في نهاية المطاف.
وقد تغير الوضع تماما بالنسبة لمورينو، الذي رفض عرضا خلال الصيف الحالي للانتقال إلى نابولي الإيطالي. وفي مطلع أغسطس (آب) الماضي، قال كلوب إن فترة الإعداد للموسم الجديد قد أفرزت «لاعبين جددا»، وكان مورينو من بينهم بكل تأكيد. وبدأ مورينو التشكيلة الأساسية لليفربول في تسع مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز وسبع مباريات في دوري أبطال أوروبا، وأصبح أحد اللاعبين الذين يقدمون مستويات ثابتة مع ليفربول. لقد أصبح مورينو لاعبا جديدا بالفعل وإضافة قوية لليفربول بسبب خبراته الكبيرة، لكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بالنسبة للمدافع الإسباني وكانت أخطاؤه الثلاثاء الماضي خير دليل على ذلك.
ويعترف مورينو بأنه قد تغير بالفعل، ويشيد بكل من ساعده على ذلك، بدءا من العائلة وحتى زملائه وطاقم التدريب بالنادي واختصاصية التغذية بالفريق منى نمر، التي جعلته يشعر بأنه في موطنه بإشبيلية. يقول مورينو: «دائما ما أتحدث عن عائلتي وابنتي ووالداي وكيف كان لهم دور كبير في مساعدتي، وهذا صحيح، لكن في النهاية إنه اللاعب الذي يغير الموقف، لأنه هو الشخص الذي يلعب أمام حشد هائل من آلاف الأشخاص». وأضاف: «كان العام الماضي مفيدا بالنسبة لي، من حيث التفكير والرغبة في تغيير الأشياء، حيث قلت لنفسي: ألبرتو، ما الشيء الأفضل الذي يمكنك القيام به؟ وكان أول شيء يأتي لذهني هو: الدفاع، لأنني مدافع في الأساس. وقد نجحت في تطوير هذا الجانب بالفعل، وأصبحت أكثر تركيزا من ذي قبل. أعتقد أنه يمكنكم رؤية ذلك، ولحسن الحظ فأنا لم أرتكب أي أخطأ. خلال السنوات الأولى لي مع ليفربول ربما كنت أفكر دائما في الهجوم. يعد التحلي بالثقة أمرا حيويا للغاية بالنسبة للاعب كرة القدم، لكنني أصبحت أكثر استقرارا وأكثر تركيزا. وأصبحت أقول لنفسي الآن: دعنا ندافع أولا، ونحافظ على نظافة شباكنا، وبعد ذلك ننطلق للأمام».
وهناك كلوب أيضا، الذي يقول عنه مورينو: «إنه يملك شخصية كاريزمية قوية»، مشيرا إلى أنه يلعب بأريحية أكبر في شوط المباراة الذي يلعب خلاله بعيدا عن خط التماس الذي يقف بجواره كلوب لتوجيه التعليمات بصفة مستمرة. ويضيف ضاحكا: «عندما ألعب في نصف الملعب البعيد عنه، أسمعه بشكل أقل. يمكنك أن تسمعه وأنت في أي مكان في الملعب، فهو لا يتوقف عن توجيه التعليمات. إنه شخص عاطفي، ويعشق كرة القدم ويعيش من أجلها. إنه شخص سعيد للغاية ولطيف وقريب من اللاعبين، لكن في وقت المباراة يكون أكثر رجل جاد في العالم، ويريد منا جميعا أن نكون في كامل تركيزنا. أنا لا أحب أنا أراه وهو غاضب».
لكن بكل تأكيد يكون كلوب غاضبا في بعض الأوقات، ويقول مورينو عن ذلك: «نعم، ولا يكون هذا شيئا لطيفا! الشيء الذي يجعله يشعر بالغضب هو أن يرى لاعبيه لا يلعبون بالشكل الذي يريده. أنا متأكد من أن جميع المديرين الفنيين كذلك، لكن بالنسبة له تشعر وكأن الدماء تغلي في عروقه عندما يغضب». ويضيف مورينو: «في بعض الأوقات نلعب بشكل سيئ في شوط المباراة الأول للدرجة التي تجعله لا يصدق ما يراه. إنه يغضب بشدة عندما يرى أن فريقه لا يقدم المطلوب منه ولا يتفاعل مع أحداث المباراة. في كل مباراة تكون هناك بعض اللحظات التي يكون فيها أحد اللاعبين في تمركز خاطئ داخل الملعب أو يرتكب خطأ ما، فنحن بشر، وهذا يحدث دائما. لكن ما يغضبه هو الطريقة التي يلعب بها الفريق، فلو رأى أن اللاعبين لا يقدمون أي شيء ولا يركضون داخل الملعب ولا يضغطون على الخصم بالشكل المطلوب فإنه يغضب بشدة».
يقول مورينو: «في التدريبات، يقود الحصة التدريبية مساعده زيليكو بوفاك، ويعطيه الحرية في اختيار الطريقة التكتيكية التي يريد تطبيقها. وبعد ذلك، هناك بيتر كراوتز، الذي يقوم بغالبية الاستراتيجية التي سنسير عليها في التدريبات. لكن كلوب شخص تملؤه العاطفة، ولا يمكنه أن يقف بعيدا يشاهد ما يحدث». وأضاف لاعب إشبيلية السابق: «سألته الموسم الماضي: ما الذي يتعين علي القيام به حتى أطور من نفسي؟ وقدم لي المساعدة بالطبع، لكنه لم يكن قريبا مني على نحو خاص. وخلال الموسم الحالي، أصبح أكثر قربا مني، نظرا لأنني أصبحت ألعب في التشكيلة الأساسية للفريق، فهو يعمل على تصحيح الأخطاء التي أرتكبها ويعمل على تطوير مستواي بشكل أكبر. أنا الآن أكثر سعادة من الموسم الماضي».
ربما يكون هناك شيء آخر ساعد على استقرار مورينو، وهو بقاء أفضل أصدقائه، وهو البرازيلي كوتينيو، وعدم رحيله عن ملعب «أنفيلد». يقول مورينو عن ذلك: «طالبته بألا يرحل عن الفريق، لكن في النهاية يتعين على اللاعب أن يكون هو صاحب القرار النهائي. لا يمكنني أن أخبرك بما قاله لي بالطبع، لأنه شيء شخصي للغاية، لكننا تحدثنا في هذا الأمر».
وبغض النظر عما سيحدث على المدى الطويل، فمن المؤكد أن ليفربول لن يسمح لكوتينيو بالرحيل في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة. يقول مورينو: «لو كان الأمر بيدي، فلن يرحل كوتينيو عن الفريق، لكن لا يمكنني التدخل في ذلك. الأمر يتعلق بليفربول وبرشلونة وهو شخصيا، والقرار سيتوقف عليهم. ويرى مورينو أن ليفربول يمكنه أن يفوز بالبطولات، قائلا: «لدينا فريق جيد وقادر على الفوز بالبطولات. لقد خرجنا من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وهو ما يعني أننا فقدنا المنافسة على إحدى البطولات. ويحتل مانشستر سيتي صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن من حقنا أن نحلم بالمنافسة على تلك البطولة، ولم لا؟ أنا هنا منذ أربع سنوات وأريد بكل قوة أن أحصل على بطولة. لدينا فريق جيد، لذا سوف نواصل الحلم. لدينا فريق عظيم وخط هجوم خطير للغاية، ويرغب الجميع في تجنب مواجهتنا. أنا لا أعتقد أن أي فريق في دوري أبطال أوروبا يريد أن يواجه ليفربول».
ولو كان مورينو في أي فريق آخر لم يكن ليريد مواجهة ليفربول ومحمد صلاح أحد لاعبيه. يقول مورينو عن صلاح: «يمكنه أن يصبح أفضل صفقة انتقال في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بكل تأكيد، فأرقامه مذهلة ويسجل في كل مباراة تقريبا ويصنع أهدافا ويقوم بعمل عظيم من أجل الفريق. أنا، كمدافع، لا أريد أن ألعب أمام ماني وصلاح. عندما تواجه لاعبين يملكون هذه السرعة الهائلة ويركضون خلف المدافعين فإنهم يجعلون المدافعين يركضون خلفهم مثل البلهاء». ولا يتعين على مورينو أن يقوم بذلك بعد الآن، حيث يقول ضاحكا: «أنا في فريقهما الآن».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.