لبنان يحيي ذكرى استقلاله بعرض عسكري وأسلحة أميركية جديدة

أحيا لبنان الذكرى 74 للاستقلال في احتفال رسمي حاشد، تخلله عرض عسكري كبير أقيم على الواجهة البحرية للعاصمة بيروت، برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.
مراسم الاحتفال بذكرى الاستقلال انطلقت عند الساعة التاسعة من صباح أمس، مع وصول الرئيس ميشال عون إلى المنصة الرئيسية التي سبقه إليها بري والحريري ورؤساء الجمهورية والحكومة السابقون والوزراء والنواب السفراء العرب والأجانب والقادة العسكريون والأمنيون، وافتتح العرض العسكري بتحليق تشكيل من المروحيات التابعة للجيش، حملت الإعلام اللبنانية وعلم الجيش، ومن ثم تحليق طائرات «سوبر توكانو» التي تسلمها الجيش مؤخرا من الولايات المتحدة فوق بيروت، ليبدأ بعدها استعراض الوحدات العسكرية القتالية من جميع الألوية والأفواج، وألوية المدرعات والمدفعية والقوات البحرية، حيث نفذت سفن تابعة لسلاح البحرية عرضا في القاعدة البحرية على مراحل متقطعة، وأطلقت في عرض البحر أبواقها. وما إن انتهت وحدات الجيش من الاستعراض، حتى عبرت وحدات تابعة لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، تبتعها التشكيلات الأمنية لقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والجمارك والدفاع المدني والصليب الأحمر، وبعد انتهاء الاحتفال، غادر عون وبري والحريري المكان، وانتقلوا إلى القصر الجمهوري، حيث تقبلوا التهاني من السفراء والمسؤولين اللبنانيين والنقابات، ولدى وصول سفير النظام السوري علي عبد الكريم، ترك الحريري مكانه للحظات، ليتجنّب مصافحة هذا السفير قبل أن يأخذ مكانه مجدداً.
ولم يختلف احتفال الأمس، عن الاحتفالات السابقة التي يحييها لبنان تقليداً سنوياً في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) من كلّ عام، إلا أن هذا المناسبة غالباً ما كانت تغيب عن اللبنانيين، بالنظر لعاملين اثنين، الأول سنوات الحرب الأهلية التي كان متعذراً معها إحياء المناسبة بسبب الظروف الأمنية والانقسامات السياسية والقتال الدائر يومها بين معسكرين دام لعقد ونصف، والثاني بسبب الشغور الرئاسي الذي عرفه لبنان في ثلاث محطات.
ومعلوم أنه على أثر إقرار اتفاق الطائف في عام 1989، شهدت المناسبة الأولى للاستقلال، اغتيال رئيس الجمهورية رنيه معوض، وظلّت المناسبة مغيّبة حتى عام 1992. وما بين عامي 2006 و2008، لم يشهد لبنان هذا الاحتفال، بسبب الاغتيالات السياسية التي طالت قيادات سياسية وإعلامية وحزبية في قوى «14 آذار»، وانسحب هذا الأمر على سنتين إضافيتين (2014 و2015)، بعد الشغور الرئاسي الذي نتج عن انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وتعذّر انتخاب رئيس جديد بفعل الانقسام السياسي، إلى أن ولدت التسوية التي حملت عون إلى قصر بعبدا.ورغم رهن احتفالات الاستقلال بالاهتزازات السياسية والأمنية، فإن الجيش اللبناني واظب على إحياء هذه الذكرى، وإن على مستوى احتفالات رمزية في ثكناته، اقتصرت على تكريم عائلات شهداء ضباط وأفراد الجيش.