معرض لرسومات الأديب الفرنسي فيكتور هوغو في النمسا

فيكتور هوغو، عندما ذكر اسمه أول ما يخطر في البال قصص «البؤساء» و«أحدب نوتردام»، و«ملائكة بين اللهب»، عرفه العالم كاتبا فرنسيا مبدعا، ذاع صيته وترجمت رواياته إلى معظم اللغات، فهو شاعر ومسرحي وسياسي ومؤرخ وصحافي وناقد، وفنان.
هذا هو «أمير الأدب الفرنسي» الذي ولد في عام 1802 وتوفي في 1885، ولا تزال مؤلفاته تباع وتتحول إلى أفلام ومسرحيات كما لا يزال مؤرخون يدرسون دوره المهم في السياسة وهو من أوائل المنادين بضرورة وقف عقوبة الإعدام التي استخدمتها المقاصل الفرنسية في هوجائية للخلاص من المعارضين.
ولكن قد يخفى على كثيرين وعلى الرغم من الشهرة التي نالها فيكتور هوغو، في مواهبه الكثيرة، أنّه كان فناناً له رسومات رائعة وطراز خاص به ومميز.
في هذا السياق، وبهدف إلقاء مزيد من الأضواء على فيكتور هوغو الرسام افتتح في متحف ليوبولد بالعاصمة النمساوية فيينا، معرض خاص للوحاته ورسوماته وأكثر ما رسوماته كانت بالاستنسل والفرشاة.
يستمر المعرض طيلة الفترة من 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 حتى 15 يناير (كانون الثاني) المقبل، ويضم 60 لوحة تعكس موهبة هوغو الفنية التي أكثر ما ساعدته كمنفذ إبداعي جديد لجأ إليه خلال السنوات التي قضاها في المنفى كناشط سياسي، وكان حينذاك قد قرّر التوقف عن الكتابة والتأليف.
رسم هوغو أكثر من 4 آلاف لوحة بعضها سوداوي لم يستخدم فيها غير اللونين الأسود والبني ورسم القليل على منسوجات صبغها بألوان تنوعت وتظلّلت في رمزية ظاهرة.
وكما لم يخط هوغو مؤلفاته ببساطة متلاعبا برص الحروف وتنسيقها، كذلك كانت رسوماته التي فجر فيها قوة كامنة بعيداً عن التقليدية، فأحدث تأثيراً في عدد من الفنانين وإن بنسبة أقل كثيراً من تأثيره على الكتاب والمؤلفين.
إلى ذلك لا يزال نقاد ومؤرخون يبحثون عن الأسباب التي حالت دون شهرة هوغو كرسام؟ وهل يعود له الأمر شخصياً باعتباره أولى الاهتمام الأكبر لتأليف الروايات والمسرحيات والشعر والسياسة، ولم يول الرسم إلّا لحظات خفّف فيها عن ضيقه بالأوضاع السياسية في بلاده وما حولها فجاءت رسوماته تجريدية أحيانا، ورمزية أحيانا أخرى، من دون أن يخلو بعضها من مناظر طبيعية حملت سماواتها نظرته المخالفة بينما ظهرت شاعريته في منمنمات رقيقة رسمها بالدانتيل، كما له وجوه وبروفايلات ساخرة.