قيادي كردي يعلن فشل جهود تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني

TT

قيادي كردي يعلن فشل جهود تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني

كشف قيادي كردي أن «المشاورات التي بدأها رئيس حكومة إقليم كردستان ونائبه خلال اليومين الماضيين حول تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وصلت إلى نهايتها، حيث يبدو أن القوى التي طالبت في وقت سابق بتشكيل تلك الحكومة تراجعت عن تلك المطالب بعد أن توصلت إلى قناعة بعدم استعداد رئيس الحكومة الحالية لتقديم استقالته ومغادرة المنصب».
وقال القيادي، الذي طلب عدم كشف هويته، إن «الوفد الذي وصل إلى السليمانية أمس وتحاور مع قيادة حركة التغيير كان من المفترض أن يجري مباحثات مماثلة مع قيادة الاتحاد الوطني للغرض نفسه، ولكن بسبب إلغاء المكتب السياسي للحزب لم يعد هناك غير هيرو إبراهيم أحمد الشخصية النافذة في الحزب للقائها والتباحث معها حول موضوع الحكومة البديلة، ولكن اللقاء اقتصر على مأدبة غداء جمعت وفد الحكومة وبعض قيادات الاتحاد الوطني، ولم يتطرق الطرفان إلى هذا الموضوع بتاتا».
وأضاف القيادي الذي حضر ذلك اللقاء أن «نيجيرفان البارزاني أبلغ قادة الاتحاد الوطني بأنه أثناء لقائه بقيادة حركة التغيير تلقى منهم تأكيدا بالموافقة على إبقاء رئاسة الحكومة المقترحة للإنقاذ الوطني بيد نيجيرفان ونائبه قباد طالباني، وبذلك لم يعد هناك أي مطلب من حركة التغيير لتشكيل الحكومة الانتقالية من شخصيات تكنوقراط أو مستقلين. كما أن نيجيرفان قال إنه أبلغ قادة الحركة بأن تغيير الحكومة وإعادة تشكيلها من جديد سيحتاج إلى وقت طويل، وإلى إجراءات تأخذ وقتا، وعليه فإن الإبقاء على هذه الحكومة لتصريف الأعمال أفضل من طلب استقالتها، وعليه فإن هناك توجها بإجراء تعديل وزاري فقط دون المضي بتشكيل الحكومة الانتقالية المرتقبة».
ويبدو بحسب القيادي المذكور «فإن التحركات الأخيرة لرئيس الحكومة ونائبه جاءت لسحب البساط من تحت أقدام قوى المعارضة ومنعها من المضي في مشروعها بتشكيل الحكومة الانتقالية، وقد نجح الحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني في تحقيق هذا الغرض من إقناع الاتحاد الإسلامي بتبني مشروع الحكومة الانتقالية، بشرط أن تكون تحت قيادة نيجيرفان وقباد طالباني، وهذا ما تراه قوى المعارضة بأنه لن يغير من الواقع شيئا، وعليه فإن الأمور تتجه حاليا باتجاه الإبقاء على هذه الحكومة إلى حين إجراء الانتخابات المقبلة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».