مشروع للسكك الحديدية يربط مدن السعودية بمكة المكرمة

كشف وزير النقل الدكتور نبيل العمودي، عن طرح مشروع للسكك الحديدية يربط المدن السعودية بمنطقة مكة المكرمة، ومنها إلى المدينة المنورة، فضلاً عن مشروع جسر بري، يربط شرق السعودية بغربها ليصل إلى ميناء جدة الإسلامي، مشيراً إلى أن تلك المشاريع طُرحت على القطاع الخاص.
وأكد العمودي وجود خطة شاملة لمشروع سكك حديدية تربط كثيراً من مدن السعودية بمنطقة مكة المكرمة، لافتاً إلى أن من أهم محاور مشروع السكك الحديدية يتمثل بربط محافظة الطائف على مشارف العاصمة المقدسة من الناحية الشرقية، وجازان الواقعة في أقصى الجنوب الغربي، ونجران الواقعة في أقصى الجنوب.
وبيّن أن سبب تعرض مشروع قطار الحرمين لبعض العقبات التي أدت إلى تأخير تنفيذه كان ضخامة المشروع وتعقيده هندسياً، مؤكداً تجاوز العقبات، وقرب الانتهاء من «أمور بسيطة» لتبدأ عملية التشغيل الفعلي العام المقبل.
وجاءت تأكيدات الوزير بالتزامن مع زيارة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة لمشروع قطار الحرمين، وقيامه برحلة تجريبية بالقطار من جدة إلى العاصمة المقدسة، وقطع أول تذكرة للقطار.
وغادر القطار محطة جدة الساعة العاشرة والنصف من صباح أمس، متجهاً إلى محطة مكة المكرمة التي تبعد عن الحرم المكي 3.5 كيلومتر، ورفع الأمير خالد الفيصل التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على ما تحقق من إنجاز في قطار الحرمين الذي يقدم خدماته للحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين على السواء.
وقال الأمير خالد الفيصل بعد أن استقل قطار الحرمين، يرافقه نائبه الأمير عبد الله بن بندر: «أتقدم بالتهنئة أيضاً إلى ولي العهد الأمين نظير هذا الإنجاز غير المستغرب على السعودية التي لم تدخر جهداً في خدمة الإسلام والمسلمين وتطوير هذا الوطن الذي يواصل تقدمه منذ توحيده وحتى وقتنا الحاضر».
وتابع الفيصل: «المشاريع التي تتوالى ليست للتباهي والمفاخرة، بل تأتي من منطلق أننا مؤتمنون على هذا البلد الذي يضم أقدس بقاع الأرض، وعودنا قادتنا على أن نتطلع إلى الأفضل وأن نحسّن جميع الخدمات خدمة للمواطنين والمسلمين الذين يتوافدون على هذه الأرض المباركة». وتمنى ألا يتوقف العمل عند هذا المشروع، فمنطقة مكة المكرمة تحتاج إلى قطار آخر يصلها بجازان وقطار آخر من الطائف إلى نجران، على حد قوله.
ويمتد قطار الحرمين على طول 450 كيلومتراً، ويتكون من خط حديدي كهربائي مزدوج يربط بين المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) مروراً بجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، لخدمة الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين، وسيشهد انطلاقته التجارية خلال عام 2018، وذلك بعد اكتمال واستيفاء جوانب السلامة والجاهزية التشغيلية للسرعات العالية. ويشتمل مسار القطار على 5 محطات للركاب، ويقطع قطار الحرمين المسافة بسرعة تقدر بـ300 كلم في الساعة، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع 60 مليون راكب سنوياً، ويشتمل على إطلاق 35 قطاراً بسعة 417 مقعداً للقطار الواحد، تمتاز بتجهيزها بوسائل الراحة وفق أحدث نظم النقل العالمية.
وتلعب محطة قطار الحرمين في مكة المكرمة دوراً استراتيجياً مهماً بسبب موقعها وما تجسده من اكتمال عقد مشروع النقل، إذ تمتاز بموقعها على المدخل الرئيسي لمدينة مكة المكرمة في حي الرصيفة، وتتربع على مساحة تزيد على 503 آلاف متر مربع، وتبعد عن الحرم المكي أقل من 4 كيلومترات، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 19500 مسافر في الساعة الواحدة قدوماً ومغادرة من المحطة، إضافة إلى احتضانها مركزاً حديثاً للنقل بالأجرة والحافلات من وإلى الحرم المكي وجاهزة للارتباط بشبكة مترو مكة عند إنشائها.