العاهل المغربي يوجه بتنظيم حازم لعمليات توزيع المساعدات

استقرار حالة المصابين في فاجعة تدافع الصويرة

العاهل المغربي يوجه بتنظيم حازم لعمليات توزيع المساعدات
TT

العاهل المغربي يوجه بتنظيم حازم لعمليات توزيع المساعدات

العاهل المغربي يوجه بتنظيم حازم لعمليات توزيع المساعدات

ذكر بيان لوزارة الداخلية المغربية مساء أمس، أنه على إثر فاجعة التدافع التي وقعت أول من أمس خلال عملية توزيع مساعدات غذائية بقرية سيدي بولعلام بإقليم (محافظة) الصويرة، يجري حالياً تحقيق من قبل النيابة العامة المختصة والمفتشية العامة للإدارة الترابية.
وأضاف البيان أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أعطى تعليماته لرئيس الحكومة، ولوزير الداخلية، وكذا للقطاعات المعنية بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية، قصد التأطير الحازم لعمليات الإحسان العمومي، وتوزيع المساعدات على السكان المعوزين.
وذكر البيان أن ثقافة التكافل ظلت دائماً راسخة في التقاليد المغربية كما كانت حاضرة بقوة في المجتمع المغربي، سواء على مستوى الدولة، أو المنظمات غير الحكومية، أو الأشخاص، مبرزاً أن الحملات الطبية وتوزيع المساعدات والمبادرات التكافلية والتضامنية تعد مكوناً أصيلاً ضمن هذه الثقافة. كما أن دينامية النسيج الجمعوي ومبادراته المعترف بها والفاعلة تشكل مبعث فخر ومحط تقدير بالنسبة للبلاد.
غير أن هذه المبادرات المحمودة في حد ذاتها، يشير البيان، لا ينبغي القيام بها دون تأطير متين يضمن أمن وسلامة المستفيدين والمحسنين على حد سواء، مضيفاً أنه لهذا السبب؛ فإن الإطار القانوني التنظيمي، الذي أمر به الملك محمد السادس يبقى ضرورياً من أجل حماية التقليد العريق للتضامن والتكافل وضمان الأمن.
وأكد بيان وزارة الداخلية، أنه لا يجب تشويه الوقائع في هذه الظروف المأساوية، ولا المزايدة من خلال التذرع بحاجيات الأشخاص المعوزين أو تضخيمها بشكل مفرط، وخلص إلى أنه تطبيقاً للتعليمات الملكية المتعلقة بالمحاسبة وبالمبادئ التي يتعين أن تحكم العلاقات بين الإدارة والمواطنين، فإنه سيتم الاستماع إلى عامل (محافظ) إقليم الصويرة من قبل القضاء، وذلك في إطار التحقيق القضائي الذي فتحته النيابة العامة المختصة، في ظل الاحترام الدقيق للقانون.
في غضون ذلك، أكدت السلطات الصحية بجهة مراكش – آسفي، أمس، أنه «لم يتم تسجيل أي إصابة بسبب وجود دخان أو غاز خلال حادث التدافع»، خلافاً لما أوردته بعض المنابر الإعلامية. وذكر بيان للسلطات الصحية في الجهة أنه على أثر حادث التدافع الذي وقع خلال عملية توزيع المساعدات الغذائية، الذي أدى إلى مصرع 15 شخصاً، جميعهم نساء، وإصابة 5 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، تداولت بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي أن وفاة الضحايا نجمت عن تسرب دخان.
وأكدت السلطات الطبية أنه، بعد الاستماع والفحص السريري والكشوف المخبرية والأشعة، التي أجريت لجميع الضحايا «تبين بشكل واضح أنه لم يتم تسجيل أي إصابة بسبب وجود دخان أو غاز في تلك اللحظات، خلافاً لما ورد ببعض المنابر الإعلامية».
وحسب المصدر ذاته، فإن عملية التكفل بالمصابين تمر في أجواء من المسؤولية، وتنسيق تام ما بين مختلف مستويات العلاج بوزارة الصحة.
وأفاد خالد سنيتر، المندوب الإقليمي للصحة بالصويرة، بأن الحالة الصحية للمصابين، الذين تم استقبالهم بالمستشفى الإقليمي بالصويرة: «مستقرة»، وأضاف في تصريح لوسائل الإعلام أن المصابين يستفيدون من متابعة طبية دقيقة ومستمرة، يشرف عليها طاقم طبي معبأ لهذه الحالة، مشيراً إلى أن المصابين الذين سيغادرون المستشفى ابتداء من اليوم (الثلاثاء)، حسب تحسن وضعيتهم الصحية، سيستفيدون أيضاً من مواكبة ما بعد الاستشفاء.
وبخصوص الحالتين اللتين نقلتا عبر مروحيتين نحو المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش، أوضح سنيتر أنه تم التكفل بهما، ووضعهما تحت المراقبة الطبية في ظروف جيدة، وأن حالتهما الصحية «مستقرة»، حسب التقرير الطبي المتوفر.
من جهة أخرى، توجه عبد الفتاح البيجيوي، والي (محافظ) جهة مراكش – آسفي، أمس، مرفوقاً بجمال مختتار، عامل إقليم الصويرة، إلى مستودع الأموات بمستشفى سيدي محمد بنعبد الله، بالصويرة، للإشراف على عملية نقل جثامين الضحايا نحو المناطق التي ينتمون إليها من أجل إجراء مراسيم الدفن.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أصدر على أثر الحادث تعليماته إلى السلطات المختصة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا وللمصابين. كما قرر التكفل شخصياً بلوازم دفن الضحايا ومآتم عزائهم وتكاليف علاج المصابين.
في حين أعلنت وزارة الداخلية فتح بحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات، مشيرة إلى أنها فتحت تحقيقاً إدارياً شاملاً في الموضوع.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».