الشرطة تحقق مع نتنياهو للمرة السادسة واستطلاع رأي ينذر بسقوط حكومته

TT

الشرطة تحقق مع نتنياهو للمرة السادسة واستطلاع رأي ينذر بسقوط حكومته

في الوقت الذي وصل فيه محققو الشرطة إلى بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، لمواصلة التحقيق معه في قضايا الفساد، نشر معهد البروفسور كميل فوكس في تل أبيب، نتائج استطلاع للرأي العام الإسرائيلي حول الانتخابات البرلمانية يؤكد أنه في حال إجراء تحالفات واقعية جديدة في الحلبة الحزبية سيتم إسقاط نتنياهو والتحالف اليميني معه عن الحكم.
وجاء في نتائج الاستطلاع، الذي أجري لحساب موقع «واللا» الإخباري اليميني، أنه في حال تحالف رئيس كتلة «يش عتيد» يائير لبيد، مع كتلة «كولانو» برئاسة وزير المالية موشيه كحلون، ومع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، غابي أشكنازي، سيتمكن من الفوز بـ33 مقعداً وسيصبح أكبر الكتل، وسيكون على رئيس الدولة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وستكون هذه إمكانية واقعية جداً، إذ أن معسكر اليسار والوسط سيفوز معاً بـ70 من مجموع 120 مقعداً، حيث يحصل «المعسكر الصهيوني» المعارض على 17 مقعداً و«القائمة المشتركة» التي تضم الأحزاب العربية الوطنية على 11 مقعداً، وحزب «ميرتس» اليساري 7 مقاعد.
وبهذا تشكل هذه الأحزاب جسماً مانعاً قوياً يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة يمين. بالمقابل يحصل «الليكود» بزعامة نتنياهو على 26 مقعداً (يوجد له اليوم 30) وحزب «البيت اليهودي» لليمين المتطرف يرتفع من 8 إلى 9 مقاعد وحزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الدفاع يسرائيل بيتنا يحصل على 7 مقاعد. وتتقلص الأحزاب الدينية، إذ يفوز حزب «يهدوت هتوراة» لليهود الغربيين (الأشكناز) ويختفي حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين من الخريطة السياسية. وعلى الرغم من هذه النتائج، فإنه عندما يتم السؤال حول أفضل شخصية لرئاسة الحكومة، ما زال نتنياهو يحصل على أكثرية نسبية (31 في المائة)، يليه لبيد بنسبة 14 في المائة. ولكن الانتخابات في إسرائيل برلمانية حزبية وليست شخصية، والجمهور لا يقرر من يتولى رئاسة الحكومة، بل ينتخب الأحزاب.
وفي هذه الأثناء وصل رجال الشرطة أمس، للمرة السادسة خلال السنة الحالية للتحقيق مع نتنياهو. وليس من الواضح بعد ما إذا سيكون هذا هو التحقيق الأخير معه، لكن المعروف أن التحقيق في الملفين 1000 و2000 وصل إلى مراحل نهائية، تمهيداً لتلخيصهما وتحويلهما إلى المستشار القانوني للحكومة لكي يقرر بشأنهما. في الملف 1000 الذي يحظى بأكبر قدر من الاهتمام، تم استجواب نتنياهو للاشتباه بالحصول على رشوة والاحتيال وخرق الثقة من خلال علاقاته مع رجل الأعمال الملياردير أرنون ميلتشين. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت جريمة دفع الرشوة ستعزى إلى ميلتشين، على الرغم من أن الشرطة اتهمته خلال التحقيق معه في لندن بتقديم رشاوى لنتنياهو على شكل سيجار وزجاجات شمبانيا. وهناك قناعة لدى الشرطة بأن نتنياهو متورط.
وعلى الرغم من أن الشرطة لم تحقق بعد مع نتنياهو في الملف 3000، الذي يعتبر أكبر قضية فساد في تاريخ إسرائيل، وبموجبه تم شراء غواصات وسفن حربية من شركة ألمانية مقابل رشاوى بعشرات ملايين الدولارات، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود براك، خرج باتهامات مباشرة لنتنياهو في الموضوع. وهاجم الشرطة على تباطؤها في التحقيق في هذا الملف، وقال إنه «لا يوجد أي تفسير لتأخير التحقيق في قضية الغواصات طوال ثمانية أشهر، ويبدو أن ذلك هو جزء من خطة أكبر، ولا يمكن تفسيرها إلا بالخوف من التحقيق مع رئيس الوزراء».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.