برشلونة الرابح الأكبر من تعادل قطبي مدريد

كان برشلونة هو الرابح الحقيقي من تعادل قطبي العاصمة الإسبانية ريـال مدريد وأتلتيكو، إذ عزز العملاق الكاتالوني صدارة للدوري بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه.
وفاز برشلونة 3 - صفر على ليغانيس في ضواحي مدريد في افتتاح المرحلة الثانية عشرة للدوري الإسباني، واستفاد أكثر من تعادل ثنائي العاصمة على استاد واندا متروبوليتانو، الخاص بأتلتيكو، في مباراة شهدت صدامات عنيفة أسفرت عن إصابة سيرغيو راموس، قائد الريـال، بكسر في الأنف.
وقالت صحيفة «آس» اليومية الرياضية في صفحتها الرئيسية أمس: «كانت حرباً انتصر فيها برشلونة». أما «ماركا» فذكرت في عنوانها «برشلونة يفوز بقمة مدريد».
وسلطت صحيفة «سبورت»، ومقرها برشلونة، الضوء في غلافها على هيمنة فريق المدرب إرنستو فالفيردي على الصدارة، وذكرت في عنوان: «فارق 10 نقاط... برشلونة يشق طريقه نحو اللقب».
ورغم أن فالنسيا صاحب المركز الثاني هو الأقرب لمطاردة برشلونة، فإنه لم يحظَ باهتمام إعلامي كافٍ وصبّت وسائل الإعلام التركيز على تعادل قطبي مدريد الذي كان أشبه بالهزيمة للفريقين.
وانتقدت صحيفة «آس» أداء ثنائي مدريد في القمة، وقالت: «كان كل منهما بحاجة ماسة إلى الفوز، خصوصاً ريـال مدريد، وكان هذا الشعور السائد قبل المباراة وليس خلالها، ولم يؤمن أي فريق بقدراته».
وهذه أول مباراة قمة على الاستاد الجديد لأتلتيكو، كما أنه أول تعادل دون أهداف بين الفريقين في الدوري منذ 2005، ورغم وجود فرص فشل الفريقان في التسجيل.
وأهدر أنخيل كوريا، مهاجم أتلتيكو، فرصة خطيرة بعد 3 دقائق من البداية، وكاد يحرز زميله البديل كيفن غاميرو هدف الفوز لولا تدخل رافائيل فاران، مدافع الريـال، بإبعاد الكرة من على خط المرمى.
وأضاع توني كروس وكريستيانو رونالدو أبرز فرص فريق المدرب زين الدين زيدان الذي أنهى اللقاء بشكل أقوى وهدد مرمى الحارس يان أوبلاك في الدقائق الأخيرة دون جدوى.
وبدت صحيفة «إيه بي سي» أكثر انبهاراً بمستوى الفريقين وقالت: «كما توقعتم كانت المباراة نزالاً شرساً، وبرشلونة يبتعد بالقمة، والعزاء الوحيد أن الثنائي ظهرا بأداء جيد». ولم يسبق لريـال مدريد أبداً أن أحرز اللقب بعد التأخر بـ8 نقاط أو أكثر عن المتصدر، لكن زيدان قال إن فريقه لم يخرج من سباق المنافسة بعد، وأضاف: «أنا راضٍ تماماً عن أداء فريقي، لعبنا بإصرار وبشكل رائع جداً. افتقدنا فقط تسجيل الهدف. أشعر بالأسف من أجل اللاعبين لأنهم عملوا بجدية لكننا سنواصل العمل، هذا الطريق الذي يجب أن نسلكه في المباريات المقبلة». وأوضح: «في أي حال، ومهما حصل، وحتى إذا كان عليك التفكير أن البطولة انتهت، بالنسبة إليّ، عندما بدأت مع الفريق (في يناير «كانون الثاني» 2016)، كان الفارق بين برشلونة وريـال مدريد في الأشهر الأولى 10 نقاط، وأنهينا الموسم متقدمين بفارق نقطة». وتابع: «هذا ما ينبغي أن نضعه في رؤوسنا. أما على الصعيد الشخصي، فأنا أشعر بالمرارة تجاه اللاعبين، لكني أشعر بأني محارب أيضاً وإن كان الأمر معقد، ومن الصعب القول: إننا على بعد 10 نقاط».
وقال زيدان: «لا أعتقد أن اللقب أصبح بعيداً جداً ولا تزال هناك الكثير من المباريات والكثير من النقاط المتبقية. أنا متأكد أن برشلونة سيهدر النقاط».
وختم المدير الفني الفرنسي للفريق الملكي: «بالتأكيد، لم نقم بما يجب حتى الآن، لكن المشوار لا يزال طويلاً وهناك نقاط كثيرة ستُهدر من جانب كل الفرق».
وأشار زيدان إلى أن قائد فريقه سيرغيو راموس أُصيب بكسر في أنفه على الأرجح، دون أن يقدّر مدة غيابه عن الملاعب.
وحاول راموس أن يتابع كرة برأسه سابحاً بالقرب من مرمى أتلتيكو فتلقى ركلة على وجهه من لوكا هرنانديز في الدقيقة 36.
وطالب لاعبو ريـال بعد هذه الحركة بركلة جزاء لكن الحكم لم يحتسب شيئاً، في حين أن راموس الذي تدمى أنفه، اضطر إلى ترك مكانه مع انطلاق الشوط الثاني لزميله ناتشو.
في المقابل دافع دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، عن أنطوان غريزمان بعد عرض ضعيف آخر من المهاجم الفرنسي الذي ما زال بعيداً عن مستواه الكبير الذي قدمه الموسم الماضي.
ورغم محاولة أتلتيكو خطف الانتصار استبدل سيميوني، غريزمان في الشوط الثاني وللمباراة الثانية على التوالي، وتعرض المهاجم الفرنسي في أثناء خروجه لصيحات استهجان من مشجعيه في استاد واندا ميتروبوليتانو الجديد.
وقال سيميوني: «غريزمان أحد أفراد العائلة، وأدافع عن عائلتي حتى الموت. كل لاعب يحتاج إلى العطاء ولا يمكن الفوز بمباراة بالقليل من لاعبي كرة القدم».
ولم يسجل غريزمان، الذي قرر البقاء في أتلتيكو هذا الصيف بعدما تعرض النادي لعقوبة المنع من تسجيل أي لاعب جديد، أيَّ هدف منذ 27 سبتمبر (أيلول).
وأثار غريزمان جدلاً الأسبوع الماضي بعدما قال في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي، إنه يود اللعب في باريس سان جيرمان بجوار نيمار وكيليان مبابي.
ودافع كوكي، لاعب وسط أتلتيكو، عن زميله وقال: «أنطوان يتحلى بالهدوء، والأهداف ستأتي، وهو يلعب بشكل رائع».
وقال ساؤول، لاعب وسط أتلتيكو: «ألحقنا الضرر بأنفسنا بعدم تسجيل أي هدف وعندما نتقدم إلى الأمام يكون من الصعب التفوق علينا لكننا أضعنا العديد من الفرص الكبيرة».
على جانب آخر ورغم ارتياح برشلونة على القمة، فإن مدربه إرنستو فالفيردي ستصبح يده مغلولة في الاختيارات الدفاعية في مواجهة فالنسيا الأسبوع المقبل، بسبب إيقاف جيرار بيكيه، لحصوله على الإنذار الخامس في المباراة ضد ليغانيس.
ويأتي غياب بيكيه بعد التأكد من ابتعاد الأرجنتيني الدولي خافيير ماسكيرانو بسبب إصابة عضلية، ليملك المدرب فالفيردي الثنائي صمويل أومتيتي وتوماس فرمالين فقط عندما يحل ضيفاً على استاد مستايا.
ولم يلعب البلجيكي فرمالين، المبتلى بالإصابات والبالغ عمره 32 عاماً، أيَّ دقيقة هذا الموسم مع برشلونة وجلس على مقاعد البدلاء 3 مرات فقط، لكن لعب 5 من بين آخر 6 مباريات مع بلجيكان وكان ضمن التشكيلة الأساسية في مواجهتي المكسيك واليابان الوديتين.
وقلل فالفيردي من شأن تأثر دفاعه بغياب بيكيه، وقال: «هذا أمر كان يمكن أن يحدث وحدث بالفعل. لا يمكن أن نفعل أي شيء تجاه ذلك، أهم شيء أننا فزنا على ليغانيس وسنبدأ التفكير في موقعة فالنسيا». وتخلص مالقا من المركز الأخير بفوزه الثمين والصعب على ضيفه ديبورتيفو لا كورونيا 3 – 2، أمس.
وكان مالقا البادئ بالتسجيل عبر الفنزويلي روبرتو روزاليس في الدقيقة 15، لكن ديبورتيفو لا كورونيا رد بعد 8 دقائق بواسطة لوكاس بيريز مارتينيز، مدركاً التعادل. ومنح السويسري فابيان شاير التقدم لديبورتيفو لا كورونيا مطلع الشوط الثاني في الدقيقة 52. وأدرك مالقا التعادل بعد 11 دقيقة بواسطة الأوروغواني شوري كاسترو في الدقيقة 63، قبل أن يمنحه بورخا باستون الفوز في الدقيقة 84.
وهو الفوز الثاني لمالقا هذا الموسم والثاني له في مبارياته الثلاث الأخيرة مقابل 9 هزائم وتعادل واحد، فرفع رصيده إلى 7 نقاط ارتقى بها إلى المركز الثامن عشر بفارق نقطة واحدة أمام ألافيس الذي كان قد مني بخسارة مذلة أمام مضيفه خيتافي 1 – 4، أول من أمس (السبت).
في المقابل، مني ديبورتيفو لا كورونيا بخسارته الثانية على التوالي والسابعة هذا الموسم فتجمد رصيده عند 11 نقطة في المركز السادس عشر.