{حماس} تجدد اتهام إسرائيل بقتل مهندس صواريخها التونسي

نزال: الاستخبارات الإسرائيلية خططت العملية ونفذتها بدعم من أجهزة دول أخرى

TT

{حماس} تجدد اتهام إسرائيل بقتل مهندس صواريخها التونسي

جددت حركة حماس اتهام جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، الذي قُتل في مدينة صفاقس التونسية في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وقال محمد نزال، القيادي في حركة حماس، خلال مؤتمر صحافي للحركة من العاصمة اللبنانية بيروت «لقد تأكد لنا بشكل قاطع أن الموساد هو من خطط ونفذ العملية بدعم لوجيستي، ساهمت فيه أجهزة دول أخرى، وبخاصة فيما يتعلق بالمعلومات». ووصف نزال عملية الاغتيال بأنها «عملية إرهابية»، مؤكداً أن «الموساد انتهك سيادة دول عدة، وبخاصة خلال التحضير لهذه العملية داخل دول عدة».
وبحسب نزال، فإن العملية مرت بثلاث مراحل، الأولى بدأت عندما قام شخص مجري الجنسية في شهر يوليو (تموز) 2015 بتحضير معلومات عن الزواري، أما المرحلة الثانية فقد بدأت عند تجنيد صحافية من قبل الموساد، بعد إيهامها بوجود وظيفة لدى شخصية سويسرية، وطلب منها بعد توظيفها المزيف أن تلتقي مع الزواري، وجمع معلومات عنه تحت غطاء إعلامي، أما في المرحلة الثالثة فقد تم جمع معلومات للتنفيذ ورصد تحركات الزواري.
وسرد نزال كيف «وصل المنفذان الرئيسيان عبر جوازين بوسنيين، وجلسا لساعتين في مقهى «توينز» القريب من منزل الفقيد، وعند عودته من مركز طبي كان يعالج فيه، رصده ضباط الموساد وتبعه المنفذان الرئيسيان حتى وصوله مرآب منزله، وعند توقفه وإمساكه بجهازه الخلوي التصقت السيارة بسيارته من الجهة اليمنى، وقام المنفذان بإطلاق ثماني رصاصات بمسدسي عيار 9 ملم بكاتم صوت نحو رأسه وقلبه وصدره حتى وافته المنية».
وبحسب نزال، فإن الفريق المنفذ ضم 12 ضابطاً، وتكونت المجموعة الأولى من ضابطين كانت مهمتهما جمع المعلومات، في حين كانت مهمة أربعة ضباط التجهيز اللوجيستي، وخصص ستة منهم للتنفيذ.
وهذه ليست أول مرة تتهم فيها حماس إسرائيل بقتل الزواري، الذي كشفت كتائب القسام التابعة لحماس عن أنه كان أحد أعضائها، وساعد في بناء منظومة طائرات الاستطلاع التابعة للحركة.
وقالت القسام: إن الزواري «هو أحد قادتها، وكان مشرفاً على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، التي كان لها دورها في حرب 2014»، والتي شنتها إسرائيل على قطاع غزة. وجاء في بيان سابق للقسام أن «القائد الطيار الزواري التحق قبل عشر سنوات بصفوف المقاومة الفلسطينية، وانضم لكتائب القسام، وعمل في صفوفها أسوة بالكثيرين، الذين أبلوا في ساحات المقاومة والفعل ضد العدو الصهيوني».
وجاء إعلان حماس حول اتهام إسرائيل، على الرغم من أن الحكومة التونسية لم تعلن نتائج قاطعة، وأكدت وقت الاغتيال أن «عناصر أجنبية» متورطة في مقتل مواطن تونسي. كما أعلنت الحكومة في حينه، أنها تتابع «تقدم التحقيقات والأبحاث الخاصة بجريمة اغتيال المواطن التونسي محمد الزواري، والتي توصلت آخر الأبحاث إلى إثبات تورط عناصر أجنبية فيها»، من دون تحديد جنسياتهم، مشددة على «التزام الدولة التونسية بحماية كل مواطنيها».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.