مقتل «داعشيين» ألمانيين بقصف أميركي في العراق

نقلت صحيفة «دي فيلت» الألمانية تأكيداً من وزارة الدفاع الأميركية لمعلومات تحدثت عن مقتل «داعشيين» اثنين بقصف أميركي في مدينة القائم العراقية. وجاء في تقرير للصحيفة الألمانية نُشر، أمس (الأربعاء)، أن الأخوين عمر ويوسف ديمير، من مدينة هيرنه بولاية الراين الشمالي فيستفاليا، قُتلا، الشهر الماضي، في غارة جوية على المدينة الحدودية مع سوريا.
ونشرت «دي فيلت» معلومات مفادها أن الاثنين (وهما في الثلاثينات من العمر) كانا من المتخصصين في تنفيذ «العمليات الإرهابية في الخارج»، ويُفترض أنهما كانا من الكوادر العليا في تنظيم «داعش» الإرهابي، وقُتلا في قصف أميركي على القائم يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن دائرة حماية الدستور الألمانية (المديرية العامة للأمن) تنشغل منذ سنوات في البحث عن مصير الأخوين ديمير ويعود اهتمامها بهما إلى الخشية من عودتهما سراً بهويات مزورة لتنفيذ أعمال إرهابية في ألمانيا.
وكان الاثنان سافرا إلى تركيا ومنها إلى سوريا عام 2014، وهناك التحقا بـ«داعش» وانقطعت أخبارهما عن بقية أفراد العائلة المقيمين في هيرنه. وولد الأخوان في مدينة تركية صغيرة قرب الحدود السورية، لكن عائلتهما انتقلت للعيش في ألمانيا قبل أكثر من 25 سنة، ما يعني أنهما جاءا وهما صغيران. وقد تبنى الأخ الأكبر، عمر، الأفكار الآيديولوجية المتطرفة وهو في ألمانيا، ويُعتقد أنه أثّر في شقيقه الذي صار يبدي تعاطفاً مع قضايا المتشددين.
وبحسب الصحيفة الألمانية صار عمر في سوريا عضواً قيادياً في «غرفة العمليات الخارجية» المتخصصة في التحضير لعمليات إرهابية في أوروبا (بما في ذلك ألمانيا)، في حين تحوّل يوسف إلى خبير في المعلوماتية، وأنشأ صفحة للتنظيم باسم «من مسلم إلى مسلم»، كما أسهم في إعداد كثير من أفلام التنظيم الإرهابي الدعائية على الإنترنت.
وسيضعف مقتل الأخوين قدرات التنظيم الإرهابي على تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية في الخارج، بحسب تقدير وزارة الدفاع الأميركية التي نقلت عنها «دي فيلت» أن مقتل الشقيقين ومعهما اثنان آخران من قادة «داعش» في القائم سيُضعف قدرة التنظيم على تطوير الأسلحة ويُضعف قدراته على تجنيد وتدريب مزيد من الإرهابيين.
وقال أخ ثالث لـ«الداعشيين» الألمانيين لراديو غرب ألمانيا «آرد» إنهما كانا متدينين ومتشددين لكنهما «مؤدبان وهادئان». وأضاف الأخ الذي يدير محلاً في هيرنه ورفض نشر اسمه، أن عمر ويوسف غادرا ألمانيا دون علم العائلة مصطحبين زوجتيهما وأطفالهما الثمانية. وأكد أن العائلة حاولت الاتصال بهما مراراً بهدف إقناعهما بخطأ ما يفعلان والعودة إلى ألمانيا، إلا أنها فشلت. كما أشار إلى أن العائلة في هيرنه تجهل مصير الزوجتين والأطفال الثمانية، وإنها تدعو الجميع إلى العودة إلى كنف العائلة في ألمانيا.