الشهادة الذهبية للمتحف الفلسطيني من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء

للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة

الشهادة الذهبية للمتحف الفلسطيني من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء
TT

الشهادة الذهبية للمتحف الفلسطيني من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء

الشهادة الذهبية للمتحف الفلسطيني من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء

حصل المتحف الفلسطيني على الشهادة الذهبية للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED) من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء، ليكون بذلك أول متحف في الشرق الأوسط وأول مبنى في فلسطين وواحد من 14 متحفاً حول العالم، يحصل على الشهادة الذهبية، وجاء الإعلان في مؤتمر صحافي عُقد في مقر المتحف الفلسطيني في بيرزيت أمس.
وبموجب هذه الشهادة أصبح المتحف الفلسطيني معتمداً كمبنى أخضر (صديق للبيئة) بُني على إجراءات وتقنيات تراعي البيئة والاستدامة وتحقق فوائد اقتصادية واجتماعية (إنسانية)، خلال دورة حياة المبنى ابتداء من اختيار الموقع، وعملية التصميم والإنشاء حتى التشغيل. وحقق المتحف هذا الإنجاز بعد حصوله على 61 نقطة في نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED)، الذي وضعه المجلس الأميركي للأبنية الخضراء (الصديقة للبيئة).
من ناحيتها عبّرت زينة جردانه رئيسة لجنة المتحف في مؤسسة التعاون عن فخرها بهذا الإنجاز الفلسطيني على مستوى العالم، قائلة: «نفخر بأنّ المتحف الفلسطيني الذي بني بجهد وتمويل وتكاتف فلسطيني، استطاع أن يكون على مستوى عالمي من ناحية التصميم والاستدامة البيئية»، مضيفة: «حرصنا منذ بداية فكرة تأسيس المتحف أن نكون رياديين ليس في خلق المعرفة وتعزيز الجانب الثقافي وحسب، بل بالاستدامة البيئية والحفاظ على طبيعة المكان. ونسعد اليوم أن نكون نموذجاً بخلق هذا الانسجام بين الطبيعة والثقافة ليس في فلسطين فقط بل على مستوى العالم».
واستعرض مدير المرافق في المتحف الفلسطيني م. بشار عمار، والمديرة التنفيذية للمجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء، م. وجدان الشريف معايير تطبيق البناء الأخضر المتبعة في المتحف، بدءاً من اختيار الموقع الذي راعى الاستدامة في صور عدة منها: منع انجراف التربة خارج موقع البناء، وتوفير مواصلات عامة قريبة من البناء، وتوفير مواقف للسيارات الصديقة للبيئة وسيارات النقل الجماعي.
كما حرص المتحف على تحقيق الكفاءة في استخدام وتوفير المياه بنسبة وصلت إلى نحو 49 في المائة، من خلال خزانات جمع مياه الأمطار، ومعالجة وإعادة استخدام المياه العادمة في الزراعة، واستخدام تقنية الري بالتنقيط. كما يراعي المتحف تقنيات حفظ الطاقة وتوفيرها من خلال الالتزام بعدم استخدام غازات التدفئة والتكييف التي تؤثر على تآكل طبقة الأوزون، من خلال التصميمات والتقنيات والعزل العالي بتوفير الطاقة بنسبة تصل إلى 16 في المائة.
هذا وتمت مراعاة الاستدامة في استخدام المواد والمصادر الطبيعية من خلال توفير حاويات لفرز النفايات، بالإضافة لفرز وإعادة استخدام ما يقارب 96 في المائة من النفايات أثناء مرحلة البناء، كما استخدمت في البناء مواد ذات محتوى معاد تدويره بنسبة 32 في المائة، بالإضافة لتوفير مواد إقليمية بنسبة نحو 41 في المائة، والتي تقلل من عمليات الشحن والنقل والتلوث الناتج عنها. أمّا جودة البيئة الداخلية فتمت مراعاتها من خلال توفير هواء نقي كاف من خلال أنظمة تهوية وتكييف ميكانيكية، بالإضافة لتبني سياسة منع التدخين داخل المتحف وتوفير أماكن خارجية خاصة بالمدخنين، واستخدام مواد قليلة الانبعاثات داخل البناء.
هذا ويشيد المتحف الفلسطيني بالدور الهام الذي لعبته الشركات الفلسطينية التي نفذت بناء المتحف الفلسطيني، وتغلبت على مختلف التحديات في تطبيق معايير البناء الأخضر بهذا المستوى للمرة الأولى في فلسطين، وهي: المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء، وشركة بروجاكس إنترناشيونال، وشركة اتحاد المقاولين (ccc)، وشركة آرابتك جردانه، وشركة طبيلة للهندسة والمقاولات، وشركة شركة طبيله تارجت المتحدة للهندسة والإعمار، شركة ميراج للتعهدات الإلكتروميكانيكية، وعدد كبير من المقاولين الفرعيين.
يقع المتحف في بلدة بيرزيت الفلسطينية بمحاذاة جامعة بيرزيت، على بعد 7 كم شمال رام الله و25 كم شمال مدينة القدس المحتلة، على تلة مشرفة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. والجدير ذكره أنّه مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرّسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي، وينتج وينشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظورٍ جديد، وهو أحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، المؤسسة الأهلية الفلسطينية غير الربحية؛ التي تهدف إلى توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في فلسطين والتجمعات الفلسطينية في لبنان.



العُلا... إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا

جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
TT

العُلا... إلى تعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا

جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)
جانب من المشاركين في عرض «مسارات» في العلا (الشرق الأوسط)

وسط أجواء من العراقة التي تتمثّل بها جبال العلا ووديانها وصحرائها، شمال السعودية، احتفلت، الجمعة، «فيلا الحجر» و«أوبرا باريس الوطنية» باختتام أول برنامج ثقافي قبل الافتتاح في فيلا الحجر، بعرض قدّمته فرقة باليه الناشئين في أوبرا باريس الوطنية.

«فيلا الحجر» التي جاء إطلاقها خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، في 4 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تعدّ أول مؤسسة ثقافية سعودية - فرنسية تقام في السعودية، لتعزيز الدبلوماسية الثقافية على نطاق عالمي من خلال التعاون والإبداع المشترك، بما يسهم في تمكين المجتمعات ودعم الحوار الثقافي، وتعد أحدث مشروعات الشراكة الاستراتيجية بين «الهيئة الملكية لمحافظة العُلا»، و«الوكالة الفرنسية لتطوير العُلا».

وبمشاركة 9 راقصات و9 راقصين تراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً من خلفيات متنوعة، أدّى الراقصون الناشئون، تحت إشراف مصمم الرقصات الفرنسي نويه سولييه، عرضاً في الهواء الطلق، على الكثبان الرملية، ووفقاً للحضور، فقد نشأ حوار بين حركاتهم والطبيعة الفريدة للصخور والصحراء في العلا، لفت انتباه الجماهير.

تعزيز التبادل الثقافي بين الرياض وباريس

وأكد وجدان رضا وأرنو موراند، وهما القائمان على برنامج «فيلا الحجر» لما قبل الافتتاح الموسم 2023 - 2024 لـ«الشرق الأوسط» أنه «سعياً إلى تحقيق الأهداف الأساسية لبرنامج ما قبل الافتتاح لـ(فيلا الحجر)؛ جاء (مسارات) أول عرض إبداعي للرقص المعاصر تقترحه الفيلا». وحول إسهامات هذا العرض، اعتبرا أنه «سيسهم في تحديد ما يمكن أن تقدمه هذه المؤسسة الثقافية لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا، من خلال فهم العلاقة بأرض العلا التاريخية، وبجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجواء الطبيعية للمنطقة وبالبيئة الحضرية».

من جهتها، شدّدت فريال فوديل الرئيسة التنفيذية لـ«فيلا الحجر»، لـ«الشرق الأوسط» على التزامهم «بتقديم عروض لفنون الأداء وتسليط الضوء على الطاقة الإبداعية للمواهب السعودية والفرنسية والدولية» مشيرةً إلى أن شراكة الفيلا مع أوبرا باريس الوطنية، من شأنها أن «تعزِّز وتشجّع التعاون والحوار الثقافي بين السعودية وفرنسا، وعلى نطاق أوسع بين العالم العربي وأوروبا، إلى جانب تشكيل فرصة فريدة لصنع إنجازات ثقافية تتميز بالخبرة في بيئة فريدة ولجمهور من كل الفئات».

«مسارات»

وبينما أعرب حضور للفعالية من الجانبين السعودي والفرنسي، عن إعجاب رافق العرض، واتّسم باستثنائية تتلاءم مع المكان بعمقه التاريخي وتشكيلاته الجيولوجية، أكّد مسؤولون في «فيلا الحجر» أن عرض «مسارات» جاء تحقيقاً للأهداف الأساسية لبرنامج «فيلا الحجر» لما قبل الافتتاح، حيث يعدّ أول عرض إبداعي للرقص المعاصر على الإطلاق تقترحه المؤسسة المستقبلية، وتوقّعوا أن يُسهم العرض في تحديد ما يمكن أن تسهم به هذه المؤسسة الثقافية لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وفرنسا، من خلال فهم علاقتها بأرض العُلا التاريخية، وبجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأجواء الطبيعية للمنطقة وبالبيئة الحضرية.

وانتبه الحضور، إلى أنه احتراماً للمكان الغني بالتنوع البيولوجي وبتاريخه الممتد إلى آلاف السنين (العلا)، جاء العرض متحفّظاً وغير تدخلي، فلم تُستخدم فيه معدات موسيقية ولا أضواء، بل كان مجرد عرض مكتف بجوهره، في حين عدّ القائمون على العرض لـ«الشرق الأوسط» أنه حوارٌ مع البيئة الشاسعة التي تحتضنه وليس منافساً لها.

15 لوحاً زجاجياً يشكّلون عملاً فنياً معاصراً في العلا (الشرق الأوسط)

«النفس – لحظات طواها النسيان»

والخميس، انطلق مشروع «النفس – لحظات طواها النسيان» بعرض حي، ودُعي إليه المشاركون المحليون للتفاعل مع المنشأة من خلال التنفس والصوت؛ مما أدى إلى إنتاج نغمات رنانة ترددت في أرجاء الطبيعة المحيطة، ووفقاً للقائمين على المشروع، فإن ذلك يمزج العمل بين التراث، والروحانية، والتعبير الفني المعاصر، مستكشفاً مواضيع خاصة بمنطقة العلا، مثل العلاقة بين الجسد والطبيعة.

وكُشف النقاب عن موقع خاص بالمنشأة والأداء في العلا، حيث يُعدّ المشروع وفقاً لعدد من الحاضرين، عملاً فنياً معاصراً من إنتاج الفنانة السعودية الأميركية سارة إبراهيم والفنان الفرنسي أوغو شيافي.

يُعرض العمل في موقعين مميزين بالعلا، حيث تتكون المنشأة في وادي النعام من 15 لوحاً زجاجياً مذهلاً يخترق رمال الصحراء، بينما تعكس المنحوتات الزجاجية المصنوعة يدوياً جيولوجيا المنطقة في موقع «دار الطنطورة».