سماعات لاسلكية للهواتف الذكية الجديدة

نصائح ومقترحات لشراء أنواعها المختلفة

سماعات لاسلكية للهواتف الذكية الجديدة
TT

سماعات لاسلكية للهواتف الذكية الجديدة

سماعات لاسلكية للهواتف الذكية الجديدة

يزداد عدد منتجي الهواتف الذكية الذين يزيلون منافذ سماعات الأذن من هياكل هواتفهم لجعلها أرق وأرفع حجماً، سواء أعجب ذلك الجمهور أم لم يعجبه. وتسمح بعض الشركات المراعية لزبائنها باستخدام سماعات سلكية تقليدية، إلا أنها تفضل بالطبع أن يشتروا السماعات اللاسلكية.
وسواء كنتم من الذين يستمعون إلى الموسيقى خلال الجري، أو التمرينات في النادي الرياضي، أو تركبون القطار، أو حتى تتمشون، فإنكم ستتعرفون فيما يلي على ما إذا كانت السماعات اللاسلكية مناسبة لكم، وأي نوع منها يجب أن تبتاعوا.
- سماعات البلوتوث
سماعات البلوتوث تشهد تطوراً كبيراً، وقد اعتاد الناس أن تترافق السماعات اللاسلكية دوماً مع الصوت السيئ، لكن هذا الأمر كان في الماضي. إذ إن أغلب السماعات اللاسلكية باتت تستخدم تقنية البلوتوث، أي التقنية نفسها التي تتيح لهاتفك التواصل مع السيارة، أو للفأرة التواصل مع اللابتوب. كان صوت البلوتوث فيما مضى سيئاً لأنه قصير المدى ومصمماً لكمية متواضعة من البيانات، وكان يتطلب ضغطاً كبيراً للعمل. إلا أن هذا الوضع بات في الماضي؛ لأن السماعات اللاسلكية تطورت كثيراً اليوم.
تقول لورين دراغان، خبيرة الصوت والفيديو في «ذا وايركاتر»: إن البلوتوث لم يعد حلاً عادياً للصوتيات اليوم. وشرحت في رسالة إلكترونية: «تحتوي السوق على بعض من أفضل سماعات البلوتوث، لكن على الزبون أن يدفع مبلغاً أكبر من الذي يدفعه لقاء السماعات السلكية التقليدية ليحصل على نوعية أفضل للصوت. لماذا؟ لأن تصنيع وترويج التكنولوجيا التي تعتمد على البلوتوث مكلفان، وهو ليس بالأمر الذي يمكن للمصنعين أن يفعلوا شيئا حياله.
مع تطور سماعات البلوتوث، تطورت بدورها التكنولوجيا اللاسلكية التي تزودها بالطاقة. وتعد أحدث النُسخ، ومن بينها البلوتوث الجديد 5.0. المستخدم في أحدث جهاز آيفون من «آبل»، وسيستخدم في الجيل القادم من أندرويد، بسرعات نقل أكبر لبيانات أكثر، مما سيترجم إلى نوعية صوت أفضل وأغنى في أذني المستهلك.
في هذه الأيام، تتوفر سماعات البلوتوث بأسعار متعددة، وتأتي مصممة بشكل يناسب الأشخاص الذين يحتاجون إليها خلال الجري أو ممارسة الرياضة، أو للحصول على صوت أوضح خلال التنزه في المدينة أو الركوب في حافلة نقل الركاب، حتى أن بعض الموديلات توفر صوتاً خارقاً، لكن فقط للزبائن الذين لا يمانعون في دفع مبالغ أكبر.
- اختيار السماعات
ماذا وأين: عاملان يجب أخذهما بعين الاعتبار أيضاً. الآن وقد عرفتم أن استخدام السماعات اللاسلكية ليست نهاية العالم، يجب على المستهلك أن يفكر أين، وفي ماذا سيستخدمها. أجرى موقع «ذا وايركاتر» حصراً لأفضل استخدامات السماعات اللاسلكية، ولنكن منطقيين، فحتى لو كان المستهلك من أكبر هواة الموسيقى وعشاقها، لن يستخدم السماعات اللاسلكية للجلوس والاستماع إلى الموسيقى ليعيش تجربة عميقة غنية تشبع حبه لها.
مثلاً، عندما يستقل المستهلك الحافلة أو قطار الأنفاق، أو يذهب للجري صباحاً، أو حتى عندما يتمرن في النادي الرياضي، سيستخدم السماعات اللاسلكية؛ لأنه ليس متفرغاً للتركيز في كل تفصيل موسيقي يسمعه. لا بد أنه سيحتاج إلى هذه السماعات أيضاً لتوضيح الصوت في وسط ضجة القطار أو ثرثرة الصديق الجالس إلى جانبه، لكنها بالطبع لن تخدمه للاستمتاع بأجمل ألحان الغيتار في أغنيته المفضلة، أو إلى خامة صوت مغنيه المفضل.
من ناحية أخرى، تكبر حاجة المستهلك إلى السماعات اللاسلكية لمعرفة ما يجري من حوله، والانفصال عن الضجة التي تحيط به في آنٍ معاً. هذا ما يعرف بالعزلة (المصطلح الصوتي لتعبير «عزل الضجة الخارجية غير المرغوبة»)، والتي تعتبر حلاً مثالياً في حال كان المستهلك يخطط لارتداء السماعات اللاسلكية في الأماكن العامة.
كما أنه قد يحتاج إلى السماعات للاتصال بسهولة بهاتفه، وكي يبقى على اتصال به دون إجباره على التوقف عن الاستماع لإعادة وصلها في حال انتزعت من المنفذ. ولا شكّ أيضاً أن خدمة البطارية هي من أهم الشروط التي يفكر بها الناس الذين يسعون للحفاظ على السماعات مشحونة طوال الوقت خلال الجري أو ركوب المواصلات. وعند الذهاب للتبضع، يجب على المستهلك أن يفكر في جميع هذه الأمور.
لنفترض أن المستهلك يحتاج إلى سماعات لاسلكية في مكتبه أيضاً، هذا يعني أنه يجب أن يبحث عن نوعية أفضل قادرة على إيضاح الصوت، وبخاصة أنه سيستخدمها وهو جالس يعمل على الكومبيوتر. كما أنه سيحتاج بالطبع إلى سماعات تعزله عن ضوضاء المكتب، وتسمح له في الوقت نفسه بسماع أي زميل يقترب منه ليتكلم معه. في هذه الحالة، ننصح المستهلك بشراء ما يعرف بسماعات «القضاء على الضجة القائمة active noise cancellation»، المصممة بلاقطة صوت خاصة تستمع إلى الأصوات المحيطة وتفبرك موجة صوتية خاصة لحجب هذا الصوت.
- ثمن عالٍ
المهم هو الالتزام بالميزانية، وعدم الانجرار خلف تسويق المصنعين؛ إذ وبعد تحديد مكان وزمان استخدام السماعات اللاسلكية، يحين وقت التفكير في المبلغ الذي يجب إنفاقه عليها، أو بمعنى أصح، تفادي إنفاق مبلغ طائل عليها. تحتوي الأسواق على أنواع لا تعد ولا تحصى من السماعات اللاسلكية، وبأسعار مختلفة، إلا أن دراغان نصحت قراءها بعدم اختيار السماعات الشديدة الرخص: «عندما تسعى الشركات المصنعة عادة إلى تخفيض سعر السماعات اللاسلكية، تبدأ بتنازلات تطال نوعية السماعة. أحياناً، يبدأ سعر السماعة بالتراجع بعد مضي وقت على وجودها في السوق، ورأينا هذا الأمر واضحاً في إنتاج بعض الشركات». يجب على المستهلك أيضاً أن يبقى في باله أن أرخص أنواع السماعات اللاسلكية في السوق قد لا تكون ذات نوعية جيدة. إن صناعة النوعية هي العنصر الذي يعزز متانة وقوة السماعات كي لا تكون رخيصة وضعيفة. والناقلات هي المؤشر الأفضل على نوعية الصوت، أي عندما تكون الناقلات رخيصة، يحصل المستهلك على صوت رفيع وغير واضح، على عكس الناقلات الجيدة، التي تمنح صاحبها صوتاً مثاليا، لكن مقابل سعر أعلى. الأهم هو أنه يجب على المستهلك ألا يسمح لحملات الصانعين الترويجية أن تؤثر على رأيه في التجربة الصوتية. لا ضير طبعاً في إنفاق مبلغ أكبر على سماعة تمتاز ببطارية أفضل لاستخدام أطول بين شحن وآخر، لكن لا داعي لإنفاق الكثير على سماعات تأتي مع أضواء مثلاً، أو على سماعات تتميز بميزة حجب الضجيج المحيط؛ لأنها تكلف أمولاً أكثر وتستنزف البطارية أسرع. في المقابل، يمكن القول إن احتواء السماعات على لاقطة صوت تتيح للمستهلك إجراء وتلقي الاتصالات تستحق إنفاق المزيد من المال، لكن على أن تحتسب التكلفة الكاملة قبل الشراء حتى لا يضطر المستهلك إلى دفع ثمن ميزات قد لا يحتاج إليها.
وتعتبر عملية شراء السماعات معقدة بعض الشيء؛ لأن المستهلك لا يمكنه أن يجربها قبل شرائها. جربت دراغان من «ذا وايركاتر» مئات الأنواع من السماعات، وكتبت الكثير من النشرات حولها لمساعدة القرّاء، وكانت لديها بعض الاقتراحات. في حال كان المستهلك يبحث عن سماعات لا سلكية لممارسة الرياضة، نصحت بسماعات البلوتوث التي تلتف حول الأذن (مثالية لعمل المكتب من ناحية الصوت وطريقة الارتداء)، التي تعتبر أفضل أنواع السماعات اللاسلكية للذين يبحثون عن نوعية صوت ممتازة، وسهولة الاتصالات، وحمل سهل، وعزل متوازن للضجيج.
في كل نشرة، سيحصل المستهلك على أفضل الخيارات المناسبة لكل ميزانية، وحتى للأشخاص الذين يبحثون عن سماعات أكثر حداثة، ولا يمانعون في إنفاق مبالغ كبيرة على بعض الميزات الإضافية. في جميع الأحوال، على المستهلك أن يعرف أن السوق على موعد دائم مع إصدار أنواع جديدة من السماعات.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

شركتان تابعتان لـ«السيادي» السعودي تعززان بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران 

الاقتصاد خلال توقيع مذكرة التفاهم بين شركتي «سرك» و«الطائرات المروحية» (إكس)

شركتان تابعتان لـ«السيادي» السعودي تعززان بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران 

وقّعت شركة «الطائرات المروحية»، والشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، يوم الاثنين، مذكرة تفاهم تُسهم في بناء مستقبل مستدام لصناعة الطيران والبيئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يحمل لافتة عليها صورة ترمب بينما يتجمع أنصاره خارج ساحة «كابيتال وان» تحضيراً للاحتفال بتنصيبه (رويترز)

ترمب يعتزم إحياء «تيك توك»... لكنه يريد ملكية أميركية بنسبة 50 %

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيعيد إحياء الوصول إلى تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بأمر تنفيذي، بعد أن يؤدي اليمين الدستورية، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تحليل إخباري يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)

تحليل إخباري ماذا يعني حظر «تيك توك» لـ170 مليون مستخدم أميركي؟

سيغيّر الحظر الطريقة التي يتفاعل بها ملايين المستخدمين مع المحتوى الرقمي بالولايات المتحدة.

نسيم رمضان (لندن)
عالم الاعمال «هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

«هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أعلنت شركة «هونر» العالمية للتكنولوجيا عن إطلاق هاتفها الجديد «هونر ماجيك 7 برو» في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»

كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»
TT

كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»

كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»

تتطلع المركبات المزودة بأنظمة مساعدة السائق المتقدمة، بشكل متزايد، إلى السائق وليس إلى الطريق فقط... ولسبب وجيه؛ إذ يمكن أن تجعل هذه الأنظمة القيادة أقل أماناً بشكل متناقض، حيث ينخرط السائقون في المزيد من السلوكيات الخطرة خلف عجلة القيادة تحت الاعتقاد الخاطئ بأن المعدات الإلكترونية ستعوضهم عن نقص الحذر.

كاميرا تتبع العينين واليدين

في محاولة لتفادي مثل هذا الاستخدام الخاطئ، استخدمت شركات صناعة السيارات لسنوات أنظمة تعتمد على الكاميرا لمراقبة حركة عين السائق وموقفه وتنفسه وموضع يديه؛ بحثاً عن علامات عدم الانتباه. ثم تُقارن هذه المقاييس بالبيانات الأساسية التي جُمعت أثناء الرحلات مع السائقين الذين كانوا في حالة تأهب كامل وتركيز على الطريق. والهدف هو التأكد من أن السائقين يبدون في حالة تأهب ومستعدين للسيطرة على مهمة القيادة إذا ارتبك عمل مجموعة أجهزة الاستشعار والمحركات الإلكترونية أو أخطأت في تقدير موقف ما.

أما الآن، فتقدم العديد من الشركات التي تستهدف مشغلي أساطيل المركبات التجارية، سيما شركات الشحن لمسافات طويلة، تقنية كاميرات لوحة القيادة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تأخذ مراقبة السائق خطوة متقدمة إلى الأمام.

كاميرات التعلم الآلي

تستخدم كاميرات لوحة القيادة الجديدة هذه التعلم الآلي لالتقاط الإشارات السلوكية الدقيقة التي تعدّ علامات على النعاس. وفي حديث لمجلة «سبيكتروم» الصادرة عن جمعية المهندسين الكهربائيين الأميركيين، يقول إيفان ويلبورن، نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي والبيانات في شركة «سامسارا» التي أطلقت مؤخراً حلاً تقنياً خاصاً بها لاكتشاف النعاس: «يواجه سائقو الشاحنات لمسافات طويلة خطراً، خصوصاً في القيادة عند وقوعهم في حالة النعاس؛ لأنهم غالباً ما يعملون لساعات طويلة ويقودون لمسافات طويلة».

تقنية مراقبة السائق التي طوَّرتها شركتا «سامسارا» و«موتيف»، ومقرّها سان فرانسيسكو، وشركة «ناوتو»، ومقرها في «سانيفيل» القريبة، تقدم تنبيهات صوتية في الوقت الفعلي للسائق النعسان؛ ما يمنحه فرصة للراحة لتقليل خطر وقوع حادث بسبب الإرهاق. وتم تكوين كل منها بحيث إذا اكتشفت كاميرا لوحة القيادة أن السائق يستمر في تشغيل السيارة مع إظهار علامات النعاس بعد التنبيه داخل المقصورة، فيمكنها الاتصال مباشرة بمديري الأسطول حتى يتمكنوا من إعلام السائق وتعزيز تدابير السلامة.

رصد علامات النعاس

يتم تدريب كل نظام على التقاط مجموعات مختلفة من العلامات التي تشير إلى أن السائق يشعر بالنعاس. على سبيل المثال، يتتبع الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة «موتيف» التثاؤب وحركة الرأس. يؤدي «التثاؤب المفرط» وموضع الرأس الذي يشير إلى أن السائق صرف نظره عن الطريق لمدة خمس ثوانٍ إلى إطلاق تنبيه.

تتبع ميزة اكتشاف النعاس في شركة «ناوتو»، التي تم إطلاقها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، سلوك السائق الفردي بمرور الوقت، وتتبع التثاؤب وغيرهما من المؤشرات، مثل مدة ومعدل الرمش، وتغيرات وضعية الجسم الكلية للسائق. تم تدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة «ناوتو» بحيث إنه عندما تتراكم علامات النعاس هذه إلى مستوى مرتبط بمخاطر غير مقبولة، يصدر تنبيهاً للسائق.

وتطلق تقنية مراقبة السائق من «سامسارا» تنبيهاً صوتياً للسائق عندما تكتشف مجموعة من أكثر من عشرة أعراض للنعاس، بما في ذلك إغلاق العين لفترة طويلة، وإيماءة الرأس، والتثاؤب، وفرك العينين، والانحناء، وهي علامات تدل على أن السائق يغفو.

تحسين فاعلية أجهزة الكشف

وفقاً لمؤسسة سلامة المرور، فإن 17 في المائة من جميع الحوادث المميتة تحدث بسبب سائق نعسان.

يلاحظ ويلبورن أن الجيل الجديد من أدوات الكشف عن النعاس يعتمد على مقياس «كارولينسكا» للنوم. ويوضح أن: «مقياس (كارولينسكا) للنوم هو مقياس من تسع نقاط لإجراء تقييم بناءً على ما يصل إلى 17 سلوكاً، بما في ذلك التثاؤب، وتشوهات الوجه، والارتعاشات المفاجئة» التي تحدث عندما يستيقظ الشخص فجأة بعد فترة وجيزة من النوم. «يضع مقياس (كارولينسكا) للنوم كل ذلك في الحسبان ويمنحنا وسيلة كمية للتقييم بطريقة شمولية: هل هذا الشخص نعسان؟».

من جهته، يقول ستيفان هيك، الرئيس التنفيذي لشركة «ناوتو»، إن الذكاء الاصطناعي لشركته قد ضُبط للتدخل عند مستوى كارولينسكا 6. «نترك العلامات المبكرة جداً للنعاس؛ لأن الناس يجدونها مزعجة إذا كنت تنبههم كثيراً. عند المستوى 1 أو 2، لن يكون الشخص مدركاً أنه نعسان بعد؛ لذلك ستكون التنبيهات في تلك المستويات مجرد إزعاج. ثم يضيف: «بحلول الوقت الذي يصل فيه نعاسهم إلى المستوى 5 أو 6، فإنهم يبدأون في أن يصبحوا خطرين لأنهم يُظهرون فترات طويلة من عدم الانتباه. وفي تلك المرحلة، يعرفون أنهم غلبهم النعاس؛ لذلك لن يكون التنبيه مفاجئاً لهم».

يؤكد ويلبورن من شركة «سامسارا» أن شركته لديها سبب وجيه للاعتقاد بأن نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها قوية وستتجنب الإيجابيات الكاذبة أو السلبيات الكاذبة التي من شأنها الإقلال من فائدة الأداة للسائقين ومشغلي الأساطيل. ويلاحظ أن «الكشف الدقيق لا يكون جيداً إلا بقدر البيانات التي تغذي وتدرب نماذج الذكاء الاصطناعي».

ذكاء اصطناعي مدرَّب

مع وضع ذلك في الحسبان، قام فريق الذكاء الاصطناعي في «سامسارا» بتدريب نموذج تعلم آلي للتنبؤ بدرجة نوم «كارولينسكا» المرتبطة بسلوك السائق باستخدام أكثر من 180 مليار دقيقة من لقطات الفيديو (تصوير 220 مليار ميل مقطوع). جاءت اللقطات من كاميرات لوحة القيادة في أسطول سيارات عملائها.

يتذكر ويلبورن أن أحد التحديات الكبيرة كان اكتشاف حالات السلوك المرتبطة بالنعاس وسط هذا الكم الهائل من البيانات. «إنه أمر نادر نوعاً ما؛ لذلك فإن الحصول على أمثلة كافية لتدريب نموذج كبير يتطلب التعمق في كمية هائلة من البيانات». ويقول إن التحدي نفسه كان إنشاء تسميات لكل هذه البيانات، «ومن خلال العديد من التكرارات، التوصل إلى نموذج متوافق مع التعريف الإكلينيكي للنعاس».

بدأ هذا الجهد في جني ثماره في الوقت القصير منذ أن جعلت «سامسارا» ميزة الكشف عن النعاس متاحة في كاميرات لوحة القيادة الخاصة بها في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي. وفقاً لويلبورن، وجدت «سامسارا» أن التركيز على علامات النعاس المتعددة كان فكرة جيدة بالفعل.

وتم اكتشاف أكثر من ثلاثة أرباع أحداث القيادة أثناء النعاس التي تم تنبيهها إليها بواسطة كاميرات لوحة القيادة منذ ذلك الشهر، من خلال سلوكيات أخرى غير التثاؤب وحده.

بالنسبة للسائقين الذين يشعرون بالقلق من أن إدخال هذه التكنولوجيا ينذر بإخلال أكبر في الخصوصية، تقول الشركة إن ميزة مراقبة السائق الخاصة بها مخصصة للاستخدام الصارم داخل أساطيل المركبات التجارية وأنها ليس لديها نية لطلب اعتمادها على نطاق واسع في المركبات الاستهلاكية.

ربما يكون الأمر كذلك، لكن الكشف عن النعاس أصبح بالفعل من السمات القياسية للسلامة في عدد متزايد من سيارات الركاب.

وتشتمل شركات صناعة السيارات مثل «فورد»، و«هوندا»، و«تويوتا»، و«دايملر - بنز» في تشكيلاتها على مركبات توفر إشارات تنبيه صوتية أو بصرية تشجع السائقين المشتت الانتباه أو النعسانين على أخذ قسط من الراحة.