«حزب الله»... دولة داخل لبنان تدار من إيران

أوجدته طهران لتنفيذ أجندتها بزعزعة استقرار الدول العربية

عناصر من ميليشيا حزب الله أثناء رفع رايتهم - أرشيف (رويترز)
عناصر من ميليشيا حزب الله أثناء رفع رايتهم - أرشيف (رويترز)
TT

«حزب الله»... دولة داخل لبنان تدار من إيران

عناصر من ميليشيا حزب الله أثناء رفع رايتهم - أرشيف (رويترز)
عناصر من ميليشيا حزب الله أثناء رفع رايتهم - أرشيف (رويترز)

تحكم إيران قبضتها على لبنان عبر ذراعها حزب الله، الذي يسعى الى تنفيذ كل ما تطلبه طهران، بعيداً عن مصالح البلاد، ورغم الدعوات المتكررة للحزب بتغليب المصلحة العامة، إلا أنها بائت جميعها بالفشل، الأمر الذي أدى الى تقديم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، معللاً ذلك بتغليبه مصلحة البلاد.
وحذر الحريري في كلمة له أمس (الاحد)، من التدخل الإيراني الذي يدمر العلاقات مع الدول العربية الأخرى، وقال ان "ما يجري إقليمياً خطر على لبنان، ونرى اليوم التدخلات في شؤون الدول العربية من قبل إيران"، مشدداً على أن إيران يجب أن تكف يدها عن التدخل بالدول العربية، وأن تأخذ لبنان إلى محور ضد الدول العربية.
وبخصوص حزب الله، ذكر الحريري أن حزب الله يثقل على اللبنانيين الوزن الذي يتحملوه، وأضاف "أنا مع التسوية ولست متوجهاً ضدّ أي فريق لا سيما حزب الله ولكن لا يحق له أن (يخرب) البلد".
واعتبر الحريري أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون من اليمن واستهدف الرياض "ليس شيئا عاديا". وقال: "هناك فريق لبناني يعمل في اليمن". وأضاف: "أنا لست ضد حزب الله كحزب سياسي ولكن ضد أن يخرب لبنان". وانتقد الحريري موقف حزب الله من السعودية والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية اللبنانية، لكنه رأى في الوقت نفسه أن السعودية "لم تتدخل في لبنان".
ومنذ تأسيس حزب الله في لبنان عام 1982م، ودخوله المعترك السياسي عام 1985م. الذي ولد من رحم حركة أمل اللبنانية المدعومة من إيران، سعت طهران في ذلك الوقت إلى تأسيس حركة جديدة تُسمّى (حزب الله) على يد محمد حسين فضل الله والملقب بـ (خميني لبنان)، وصبحي الطفيلي، وحسن نصر الله وإبراهيم الأمين وعباس موسوي ونعيم قاسم وزهير كنج ومحمد يزبك وراغب حرب. وسرعان ما تفجر الوضع بين هؤلاء بسبب محاولة كل طرف بسط نفوذه على مناطق الشيعة في لبنان؛ فاقتتل الطرفان حركة (أمل) و(حزب الله) قتالاً شرساً، حتى تمكَّن (حزب الله) من بسط نفوذه على أغلب مناطق الجنوب.
لم ينتظر الحزب طويلاً حتى بدأ بتنفيذ الأجندة التي وجد من أجلها، ففي عام 1985 جرت محاولة لاغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بتفجير سيارة مفخخة، وتمكنت السلطات الكويتية من إلقاء القبض على 17 متهماً، بينهم لبناني عضو في حزب الله، يتخذ اسماً حركياً، الياس صعب، وهو اسم غير حقيقي، وحاول حزب الله إطلاق سراح هؤلاء الـ 17 ، من السجن عن طريق خطف الطائرة الكويتية من قبل عماد مغنية مقابل تحرير رهائن الطائرة وتركها، وعندما رفضت الكويت هذه المقايضة بدأ مغنية بقتل الرهائن فقتل منهم اثنين.
واستمرت إيران بمحاولة زعزعة استقرار دول الخليج عن طريق ذراعها "حزب الله". فقد استفاق السعوديون في الثالث عشر من نوفمبر(تشرين الثاني) 1995، على وقع تفجير ارهابي في مدينة الخبر شرق السعودية، أسفر عن مقتل 19 جنديا أميركيا وجرح نحو 500 شخص.
وأظهرت التحقيقات أن المهاجمين قاموا بتهريب المتفجرات إلى السعودية من لبنان، وتمكنت قوات الأمن السعودية من إلقاء القبض على المشتبه به الرئيسي أحمد ابراهيم المغسل، بعد 20 عاماً من عملية التفجير، إثر ورود معلومات تؤكد وجود أحمد المغسل في العاصمة اللبنانية بيروت.
ولم تسلم البحرين من إرهاب حزب الله، فقد سعى الحزب إلى زعزعة استقرار المنامة، ففي فبراير(شباط) 2011،، أحبط الأمن البحريني شحنة من الذخائر والمتفجرات والأسلحة قبالة السواحل البحرينية، وهو التاريخ الذي شهدت فيه البحرين اضطرابات أمنية خطيرة، وضبطت المنامة خلية إرهابية تبين انها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حيث ظهرت جلياً أنشطة ايران السرية في البحرين، ومحاولاتها زعزعة الاستقرار في البلاد.
وفي الثالث عشر من أغسطس (آب) من العام 2015 كشفت السلطات الكويتية عن «خلية العبدلي» بعدما ضبطت قوى الأمن مخزناً للأسلحة والمتفجرات في مزرعة بمنطقة «العبدلي» الحدودية. ودلت التحقيقات على أسلحة ومعدات وأجهزة اتصال في 3 مواقع أخرى بينها مخبأ محصن بالإسمنت المسلح تحت بيت أحد المتهمين. وقدرت وزارة الداخلية في بيان وقتها كمية الأسلحة بعشرين طناً تقريباً.
وأكدت السعودية والحكومة اليمنية في نهاية فبراير الماضي ضلوع حزب الله اللبناني مباشرة في الحرب بين الحكومة الشرعية والانقلابيين من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتخطيط لشن عمليات داخل الأراضي السعودية.
وفي الرابع من نوفمبر الحالي، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، صاروخاً باليستياً أُطلق من داخل الأراضي اليمنية باتجاه العاصمة السعودية الرياض، لتتناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة، دون أن يوقع أي إصابات.
وأوضح العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن الصاروخ اتجه صوب العاصمة الرياض وتم إطلاقه بطريقة عشوائية وعبثية، لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، واعترضته سرايا «البيتريوت»، مضيفاً أن اعتراض الصاروخ أدى إلى تناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة بشرق مطار الملك خالد الدولي ولم تكن هناك أي إصابات.
وفي هذا الجانب أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن ميليشيات حزب الله اختطفت الدولة اللبنانية ووضعت الحواجز أمام كل مبادرة لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، وفوق كل هذا تصر على الاحتفاظ بالسلاح، مما يتعارض مع احترام سيادة المؤسسات الرسمية. وأضاف في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» الأميركية أن «الحزب ينشر نفوذا خبيثا في الشرق الأوسط»، وعدد من الدول ترغب في صده. وحول اتخاذ إجراء مباشر ضد الحزب قال «صنفنا حزب الله منظمة إرهابية، وعلى العالم اتخاذ إجراءات للحد من أنشطته، ولا يمكننا أن نسمح بأن يكون لبنان منصة ينطلق منها الأذى للسعودية، الشعب اللبناني بريء ويخضع لسيطرة الحزب وعلينا مساعدته للخروج من قبضة الحزب». وأضاف أن سلوك ايران ودعمها للإرهاب وبرنامجها الصاروخي الباليستي، كلها انتهاك للقرارات الدولية، ولذلك نود أن نرى عقوبات على إيران لدعمها للإرهاب، والعقوبات المفروضة على إيران لانتهاكها قرارات الأمم المتحدة للصواريخ الباليستية.
من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، يوم أمس، إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل التهديدات التي تمثلها إيران على استقرار المنطقة.
وفي كلمته الافتتاحية في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، أكد قرقاش أن «الدور الإيراني يزداد سوءا في دعم التوتر الطائفي ودعم الحرب بالوكالة في عدد من الدول»، بحسب مركز الإمارات للسياسات الذي ينظم الملتقى بالتعاون مع وزارة الخارجية الإماراتية.
بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان اليوم (الاثنين)، تمسك بلاده بوحدة لبنان واستقلاله. وشدد على أن "عدم تدخل إيران في شؤون لبنان شرط مهم لاستقرار المنطقة".



تقرير فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يستحدث معسكرات جديدة لاحتجاز الفلسطينيين

تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير ومعتقل فلسطيني (أ.ف.ب)
تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير ومعتقل فلسطيني (أ.ف.ب)
TT

تقرير فلسطيني: الجيش الإسرائيلي يستحدث معسكرات جديدة لاحتجاز الفلسطينيين

تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير ومعتقل فلسطيني (أ.ف.ب)
تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير ومعتقل فلسطيني (أ.ف.ب)

ذكر تقرير فلسطيني، اليوم (الأربعاء)، أن الجيش الإسرائيلي استحدث معسكرات جديدة لاحتجاز الفلسطينيين في ظل ازدياد أعداد المحتجزين بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفقاً لـ«رويترز».

وجاء في التقرير المشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير، أن هذه المعسكرات تتبع الجيش مباشرة وليس مصلحة السجون الإسرائيلية.

ولفت التقرير إلى أنه بجانب معسكرات الجيش في سالم وعتصيون وحوارة، استُحدثت معسكرات أخرى لاحتجاز الفلسطينيين مثل «منشة» و«نفتالي».

وورد بالتقرير أن «المعتقلين المحتجزين في معسكر منشة الإسرائيلي، ينفذون منذ أيام خطوات احتجاجية، وأمس أبلغوا المحامين خلال مثولهم أمام المحكمة عبر تقنية (فيديو كونفرانس)، أنهم شرعوا بإضراب عن الطعام احتجاجاً على الظروف الاعتقالية الصعبة والقاسية التي يواجهونها».

وأشار التقرير إلى أن «عدد المعتقلين المحتجزين في معسكر منشة حتى تاريخ أمس نحو 100 معتقل».

وأوضح التقرير أن «معسكر منشة هو واحد من ضمن عدد من المعسكرات التي استحدثها الاحتلال الإسرائيلي في ضوء تصاعد حملات الاعتقال بالضفة العربية»، مشيراً إلى أن المعسكر يقع جغرافياً شمال الضفة بالقرب من معسكر سالم، وإدارياً يتبع الجيش الإسرائيلي.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في تقريرهما إنه «رغم المطالبات العديدة من قبل المؤسسات المختصة بإغلاق معسكري عتصيون وحوارة فإن الاحتلال يصر على استخدامه محطةً للتنكيل بالأسرى وتعذيبهم تحت إدارة جيش الاحتلال، واليوم بدلاً من إغلاق معسكري عتصيون وحوارة يعمل اليوم على توسيع دائرة المعسكرات التابعة للجيش».

ولم يصدر تعقيب من الجهات الإسرائيلية ذات الصلة بشأن احتجاز فلسطينيين في معسكرات تابعة للجيش الإسرائيلي.

ويشير موقع نادي الأسير الفلسطيني إلى أن إسرائيل تحتجز «أكثر من 10 آلاف و300 أسير ومعتقل بينهم 89 أسيرة و345 طفلاً داخل سجون الاحتلال، إلى جانب المئات من معتقلي غزة في معسكرات الاحتلال، وهم رهن الإخفاء القسري».