اهتمام متزايد بدراسات الطب التقليدي في الهند

أدخله العرب وشهد ذروته خلال حقبة الحكم الإسلامي

كلية الطب النظامية في حيدر آباد التي تأسست قبل 200 عام («الشرق الأوسط»)
كلية الطب النظامية في حيدر آباد التي تأسست قبل 200 عام («الشرق الأوسط»)
TT

اهتمام متزايد بدراسات الطب التقليدي في الهند

كلية الطب النظامية في حيدر آباد التي تأسست قبل 200 عام («الشرق الأوسط»)
كلية الطب النظامية في حيدر آباد التي تأسست قبل 200 عام («الشرق الأوسط»)

في الوقت الذي تزداد فيه أهمية أنظمة الطب البديل في شتى أنحاء العالم، يستقطب نظام الطب اليوناني التقليدي «Unani System of Medicine»، وهو النظام المعروف بنشأته في الدول العربية خلال الفترة بين عام 460 و377 قبل الميلاد، الكثير من الطلاب ليس من الهند فحسب، بل من العالم العربي أيضا، للدراسة في المعاهد الهندية. عرفت الهند الطب اليوناني عن طريق الفرس والعرب في القرن الـ12، وبلغ أوجه حتى القرن الـ17 خلال الحكم الإسلامي في الهند التي شهدت اهتماما بممارسي مهنة الطب اليوناني والاستعانة بهم كأطباء للبلاط الملكي. ويضم معهد جاميا همدار، أحد المعاهد البارزة في مجال تدريس الطب اليوناني في العاصمة الهندية دلهي، طلابا من الإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق وإيران واليمن والسودان والمكسيك وموريشيوس وأوغندا وبنغلاديش وبوتان. ومن الجدير ذكره في هذا الصدد أن كلية الطب النظامية الحكومية بحيدر آباد في جنوب الهند عمرها 200 عام، وهي مستشفى وكلية لتدريس الطب اليوناني. كما يرجع تاريخ كلية الطب النظامية إلى عام 1810، عندما بدأت نشاطها بعالم أفغاني يسمى ساجدا بيغوم ماجد. وبعد ذلك، رممها وطورها مير عثمان علي خان، سابع نظام، التي تعني بالأردية «ملكا»، لولاية حيدر آباد، وجعل منها مبنى رائعا وفخما في عام 1938، ثم جرى تحويلها إلى كلية طب ومستشفى. وبعد ذلك بفترة قصيرة أصبحت الكلية مؤسسة طبية عالمية، أسهمت في تخريج عدد من أطباء وباحثي الطب اليوناني، وتشتمل مكتبة الكلية على كتب قيمة مكتوبة باللغة الفارسية والعربية في مجال الطب اليوناني. وعلى الرغم من إمكانية تتبع نشأة العلاج اليوناني حتى النهاية للرجوع إلى الطب الإيراني القديم، جرى تطوير المعرفة الأساسية بالطب اليوناني كنظام علاجي على يد العالم المسلم الحكيم ابن سينا بموسوعته الطبية «القانون في الطب». وفي المقابل، شهدت الحقبة البريطانية فرض قيود أكثر صرامة على أي نظام علاجي غير ما يعرف بنظام الطب الأخلاقي (النظام الطبي المعتمد في الغرب). ولكن على الرغم من كل ذلك، وبالإضافة إلى تعليق كل المساعدات المقدمة لمؤسسات الطب اليوناني، بقي هذا النظام بفضل التزام وتعهد أطباء مثل أجمل خان وعبد المجيد خان. وكان أجمل خان طبيبا في مجال الطب اليوناني وعالما ذا مكانة فذة لا يضاهيه أحد. ويعرف خان بوجه عام بأنه أهم المساهمين في الطب اليوناني في الهند خلال القرن الـ20، وهو سليل أسرة من الأطباء الذين قدموا خدمات لفترة طويلة في البلاط الملكي للمغول. وأسس أجمل خان مؤسسة داواخانا الهندستانية(Hindustani Dawakhana) في دلهي في عام 1905 لصناعة الطب اليوناني والطب الأيورفيدي (نوع من أنواع الطب التقليدي الذي ترعرع في الهند)، حيث عمل هناك نحو 800 شخص. وبعد ذلك بثلاث سنوات، بدأ أجمل خان تأسيس كلية الطب للفتيات. وقد سميت باسمه كلية الطب اليوناني المشهورة عالميا في عليكرة، حيث أنشئت أول جامعة للمسلمين في شبه القارة الهندية في القرن الـ19، تيمنا باسم العالم أجمل خان بعد وفاته في عام 1927 في خطوة تهدف إلى الاعتراف بفضله. وهناك طبيب آخر معروف عالميا في القرن الـ19 بوصفه أحد ممارسي مهنة الطب اليوناني، ألا وهو الحكيم عبد المجيد خان الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس كلية ومستشفى الطب اليوناني في دلهي، والتي تعد بمثابة معهد تاريخي في الهند، حيث بدأت الكلية مثل «مدرسة طبية» في عام 1889 من خلال الحكيم عبد المجيد خان. وبعد وفاة عبد المجيد خان في عام 1901، تولى الحكيم أجمل خان مهمة تطوير وتحسين هذه المؤسسة. وضع اللورد هاردينغ، الذي تولى نائب ملك الهند فيما بعد، حجر الأساس لمعهد تدريب الطب اليوناني في 29 مارس (آذار) عام 1916. وافتتح المهاتما غاندي المعهد في 13 فبراير (شباط) عام 1921. وتتبع الكلية جامعة دلهي منذ عام 1973. وتقدم الكلية دورة دراسية منتظمة مدتها خمس سنوات ونصف السنة، ويتبع تلك الدورة تدريب فترة التخصص لمدة عام واحد للحصول على درجة البكالوريوس في الطب اليوناني والجراحة، بالإضافة إلى تقديم دورة دراسات عليا (للحصول على درجة دكتور في الطب) في موضوع العلاج بالطب اليوناني. ويوجد مستشفى، يضم 150 سريرا، ملحق بالكلية حيث يتلقى الطلاب التدريب العملي في هذه المستشفى. ويخطط محمد صالح، وهو طالب من اليمن يدرس بالسنة الأخيرة في كلية الطب اليوناني في دلهي، لفتح عيادة للمعالجة بالطب اليوناني في بلده بعد إتمام دراساته العليا. ويوضح صالح قائلا: «تعتبر الدورة التدريسية أسهل بكثير بالنسبة لي، حيث إنني أتحدث اللغة العربية بطلاقة ويمكنني قراءة الكثير من الكتب الأصلية المتوفرة باللغة العربية في المكتبة. ويبحث الأفراد في كل أنحاء العالم عن نظام بديل للطب نظرا للآثار الجانبية التي يتسبب فيها الطب الحديث». ويضيف صالح، الذي يدرس حاليا فترة تخصصه في مستشفى الطب اليوناني: «ليس هناك مكان أفضل من الهند لتعلم الطب اليوناني، حيث تتوفر الكثير من الأبحاث، بالإضافة إلى التمكن من إجراء العمل الصيدلي هنا». وفي نظام التعليم في مجال الطب اليوناني، يجب على مزاولي مهنة الطب اليوناني إتمام الدورة الأساسية الخاصة بدرجة البكالوريوس في الطب اليوناني، التي سميت فيما بعد في الجامعات المعتمدة باسم بكالوريوس الطب اليوناني والجراحة. ويشتمل البرنامج، الذي تصل مدته إلى خمس سنوات ونصف السنة، على برنامج تمرين إلزامي تناوبي لمدة عام واحد، حيث يطبق الطلاب ما تعلموه داخل الفصول تطبيقا عمليا. وبعد إتمام دورة بكالوريوس الطب اليوناني والجراحة، يكون للخريجين الحق في اختيار مواصلة دورة الدراسات العليا من عدمه. تقول فردوس واني، مسؤول شؤون الطلاب بجامعة جاميا همدار بدلهي، في تصريحات صحافية: «تشمل مستويات الدراسة، علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، وهما من العناصر الأساسية للطب اليوناني، وعلم الأدوية اليوناني والطب السريري وعلم التشخيص باستخدام أساليب الطب اليوناني والطرق الحديثة. وعلاوة على ذلك، يجرى إمداد الطلاب بالمعرفة التفصيلية والفهم لموضوعات مثل الطب الداخلي والاعتلال الذي يصيب العين والأنف والأذن والحنجرة والجراحة وطب النساء والتوليد وطب الأطفال، وغيرها من الأمور الأخرى». أما عن معاهد دورات الطب اليوناني في الهند، فيوجد في الهند في الوقت الراهن 40 كلية لطلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا، والكليات التي تقوم بتدريس الطب اليوناني في الهند عبارة عن مؤسسات حكومية أو منظمات تطوعية. وتتبع كافة هذه المؤسسات التعليمية الجامعات المختلفة، وتمنح درجة (بكالوريوس الطب اليوناني والجراحة). وعلى الرغم من ذلك، يقل عدد كليات الطب اليوناني بالمقارنة مع الكليات الحديثة (التي تمنح درجة بكالوريوس الطب والجراحة)، حيث تشتمل كل ولاية هندية على كلية واحدة (مانحة لدرجة بكالوريوس الطب اليوناني والجراحة)، على الأقل، (في حين يزيد هذا العدد في بعض الولايات) وتكون الكليات خاضعة لبعض من أفضل الجامعات في الهند. وبالنظر إلى الشروط الأساسية للالتحاق بالكلية وفرص العمل التي توفرها، فيعتمد الالتحاق بدورات درجة بكالوريوس الطب اليوناني والجراحة على المزايا المتوفرة في المرشحين لاجتياز امتحان القبول الذي ينعقد إما على مستوى الهند أو على مستوى الولاية. ويتمثل الشرط الأساسي لاستحقاق الالتحاق بدورة بكالوريوس الطب اليوناني والجراحة في وجوب إكمال المرشحين لدراسة السنة الأخيرة بالمدارس الثانوية أو المتوسطة، مع دراسة الفيزياء والكيمياء والأحياء كمواد تعليمية خاضعة لنظام تعليمي منتظم صادر عن مجلس معتمد أو جامعة معترف بها في الدولة المعنية. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكمل المرشحون 17 عاما بحلول يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) من عام التحاقهم بدورات بكالوريوس الطب اليوناني والجراحة. وتكون الأفضلية للمرشحين الذي يجيدون اللغة العربية أو الفارسية. ويجرى متابعة التسهيلات التعليمية والتدريبية في نظام الطب اليوناني في الوقت الحالي من خلال المجلس المركزي الهندي للطب، الذي يحدد أيضا مناهج الطب اليوناني للمعاهد التعليمية. وبمجرد حصول المرشح على درجة في الطب اليوناني، يحصل على فرصة ذهبية لممارسة مهنة الطب. ويمكن أن يجد هؤلاء المتخصصون مراكز الأبحاث وصيدليات الطب اليوناني ودور المسنين الخاصة والأقسام الصحية ومستشفيات الطب اليوناني والمستوصفات المركزية الحكومية. وينتشر عبر 18 ولاية من ولايات الهند ما يزيد على 150 مستشفى و1.500 مستوصف تستخدم الطب اليوناني. وعلاوة على ذلك، يوجد نحو 50.000 خريج من خريجي الطب اليوناني في الهند، يعملون معظمهم كأطباء. وتعترف منظمة الصحة العالمية بالطب اليوناني بوصفه أحد أنظمة الطب البديل. وتقدم الحكومة الهندية أيضا 27 مقعدا للدول غير الأعضاء في مبادرة خليج البنغال للتعاون التقني متعدد القطاعات «Non - BIMSTEC countries» ومن بين هذه المقاعد يخصص 12 مقعدا بالنيابة عن إدارة قسم اليورفيدا واليوغا والمداواة الطبيعية والطب اليوناني ونظام سيدها الطبي «AYUSH»، التابع لوزارة الصحة، بموجب نظام التعاون الدولي، في حين يخصص 15 مقعدا عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية. وتمنح تلك الأماكن للطلاب المهتمين بمواصلة دورات الدارسة الجامعية والدراسات العليا في الطب اليوناني والطب الأيورفيدي. وبالإضافة إلى ذلك، تكون هذه المنح الدراسية متاحة لدول مثل البحرين وإيران والعراق وإسرائيل والأردن والكويت ولبنان وعمان وقطر والسعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة واليمن وفلسطين والجزائر ومصر وإثيوبيا وكينيا والسودان. يقول أسعد محيي الدين، من كينيا، الذي يدرس في جاميا همدار دلهي، حيث حصل على منحة دراسية: «أردت مواصلة دراسة الدورة للحصول على درجة دكتور في الطب، بجانب العمل في الجانب البحثي المتعلق بالطب اليوناني». وتتعاون جامعة جاميا همدار بنيودلهي، منذ عام 2003، مع معهد ابن سينا للطب في جنوب أفريقيا في مجال الطب اليوناني حيث تعد البلاد موطنا لما يزيد على 200.000 معالج تقليدي يعتنون بأكثر من 27 مليون شخص. ويتعاون الكثير من الباحثين والأطباء الهنود مع معهد الطب بجنوب أفريقيا في مجال الطب اليوناني. ومن بين أطباء الطب اليوناني المعاصرين الحكيم ذو الرحمن، الذي عمل في الكلية الطبية للحكيم أجمل خان، في عليكرة، لفترة تزيد على 40 عاما قبل أن يتقاعد كعميد لكلية المعالجة (الطب). ويشتهر ذو الرحمن في العالم بسبب إسهاماته الكبيرة في مجال الطب اليوناني. وعلى العكس من الأدوية الحديثة، التي يكون لها آثار جانبية ضارة، يساعد الطب اليوناني أيضا على تحسين الصحة العامة للشخص. ويوضح جميل أنه بعد الاتجاه العالمي للاهتمام المتزايد بالأنظمة البديلة والطبيعية، يجري ممارسة المداواة بالطب اليوناني، بالإضافة إلى تدريسه والبحث فيه بأسمائه المحلية في أكثر من 20 دولة. وتضم القائمة الخاصة بهذه الدول كلا من أفغانستان والصين وكندا الدنمارك وألمانيا وفنلندا وهولندا والنرويج وبولندا وكوريا واليابان والسعودية والسويد وسويسرا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية. ويكون أغلبية الأطباء الممارسين للطب اليوناني في الهند من المسلمين. ويوضح الحكيم خالد صدقي أن الطب اليوناني هو علم طبي مطور جيدا ولا علاقة له بالإسلام أو ثقافة المسلمين. ويعزو صدقي هذا الأمر إلى توافر كتب الطب اليوناني إما باللغة العربية أو الفارسية أو الأردية مع عدم وجود ترجمات موافية لها إلى اللغة الإنجليزية أو الهندية. وتضم قائمة أشهر الكليات المعروفة والبارزة في الهند التي توفر دورات في مجال الطب اليوناني كلا من: كلية الطب اليوناني والطب الأيورفيدي (دلهي) وجامعة جاميا همدار (دلهي) وكلية طب أجمل خان (عليكرة) والمعهد القومي للطب اليوناني (بنغالور) والكلية الطبية النظامية الحكومية (حيدر آباد) وكلية ومستشفى دكتور عبد الحق للطب اليوناني (أندرا براديش) والكلية الطبية الحكومية (باتنا) وكلية ومستشفى صفية حميديا للطب اليوناني (ماديا براديش) وكلية ومستشفى ذا كلكتا للطب اليوناني.



20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند
TT

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

ارتفع عدد الطلاب الأجانب بالتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي بنسبة 3.4 في المائة؛ أي نحو مليون طالب، وبزيادة تصل إلى 35 ألف طالب عن عام 2016، والذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية على تأشيرات الطلاب غير المهاجرين.
وحسب تقرير مؤسسة «الأبواب المفتوحة (أوبن دورز)» الذي نشر في آخر 2017، فإن الزيادة في عدد الطلاب تأتي للمرة السابعة، وإن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كليات وجامعات أميركا ارتفع بنسبة 85 في المائة منذ 10 سنوات.
تم نشر تقرير «الأبواب المفتوحة» عن التبادل التعليمي الدولي، من قبل معهد التعليم الدولي الذي يعد من أهم منظمات التبادل الثقافي الرائدة في الولايات المتحدة. وقد «أجرى معهد التعليم الدولي إحصاءات سنوية عن الجامعات حول الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1919، وبدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية منذ أوائل السبعينات. ويستند التعداد إلى استطلاع شمل نحو 3 آلاف من المؤسسات التعليمية المرموقة في الولايات المتحدة».
وحسب التقرير المفصل، فإن هذا العدد من الطلاب الأجانب لا يشكل إلا 5 في المائة من عدد الطلاب الذين يدرسون في قطاع التعليم العالي بالكليات والجامعات الأميركية، حيث يصل مجمل العدد حسب التقرير إلى 20 مليون طالب؛ أي بارتفاع بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة عن عام 2007. ويعود سبب الارتفاع إلى ازدياد عدد الطلاب الأجانب وتراجع عدد الطلاب الأميركيين في البلاد منذ أن سجل عدد الطلاب الأميركيين أعلى معدل في عامي 2012 و2013.
وحول أصول الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر التقرير أنه للسنة الثالثة على التوالي كان أكبر نمو في عدد الطلاب من الهند، وعلى مستوى الدراسات العليا في المقام الأول وعلى مستوى التدريب العملي الاختياري (أوبت). ومع هذا، لا تزال الصين أكبر دولة من ناحية إرسال الطلاب الأجانب، حيث يبلغ عدد الطلاب في الولايات المتحدة نحو ضعف عدد الطلاب الهنود. لكن ما يؤكد عليه التقرير هو النمو في عدد الطلاب الآتين من الهند.
ومن هنا أيضا فقد وجد التقرير أن 50 في المائة من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة من دولتي الصين والهند.
ووصلت نسبة التراجع لدى الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة إلى 14.2 في المائة، ويعود ذلك، حسب التقرير، إلى حد كبير للتغييرات في برنامج المنح الدراسية للحكومة السعودية الذي يقترب الآن من عامه الرابع عشر.
التراجع الملحوظ في عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، كان من اليابان والمملكة المتحدة وتركيا، وبنسبة أقل من اثنين في المائة لكل من هذه الدول. وإضافة إلى كوريا الجنوبية، فقد انخفض عدد طلاب هونغ كونغ بنسبة 4.7 في المائة. وكانت أكبر نسبة انخفاض بين الطلاب الأجانب من البرازيل، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 32.4 في المائة. ويعود ذلك أيضا إلى نهاية البرامج الحكومية البرازيلية التي تساعد الطلاب الذين يدرسون في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وحول أسباب التراجع في عدد طلاب هذه الدول بشكل عام، يقول تقرير «أوبن دورز» إنه من المرجح أن تشمل عوامل التراجع مزيجا من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية في هذه الدول؛ «وفي بعض الحالات توسع فرص التعليم العالي في داخل هذه الدول وتراجع عدد السكان».
ويكشف التقرير الأخير أن 25 من أفضل الجامعات الأميركية و10 ولايات أميركية يستقبلون أكبر عدد من الطلاب الأجانب السنة الماضية. وكان على رأس المستقبلين كما هو متوقع ولاية كاليفورنيا، تبعتها ولاية نيويورك، وولاية تكساس في المرتبة الثالثة، وماساتشوستس في المرتبة الرابعة.
ويتضح من التقرير أن 22.4 من مجمل الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاءوا إلى الجامعات الـ25 الأولى في ترتيب الجامعات التي استقبلت الطلاب الأجانب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وحسب غرفة التجارة الأميركية، فإن لارتفاع عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي؛ إذ ارتفع ما يقدمه هؤلاء الطلاب إلى الاقتصاد الأميركي من 35 مليار دولار إلى 39 مليار دولار العام الماضي. ويبدو أن سبب الارتفاع يعود إلى أن ثلثي الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة يتلقون تمويلهم من الخارج، أي من حكوماتهم وعائلاتهم وحساباتهم الشخصية. ولا تتوقف منفعة الطلاب الأجانب على الاقتصاد؛ بل تتعداه إلى المنافع العلمية والبحثية والتقنية.
وحول الطلاب الأميركيين في الخارج، يقول التقرير إنه رغم التراجع الطفيف في السنوات القليلة الماضية، فإن عدد هؤلاء الطلاب تضاعف 3 مرات خلال عقدين. ووصلت نسبة الارتفاع إلى 46 في المائة خلال العقد الماضي. كما أن عدد هؤلاء الطلاب في الخارج وصل إلى 325.339 ألف طالب لعامي 2015 و2016.
ويبدو أن معظم الطلاب الأميركيين يرغبون بدراسة العلوم والهندسة والرياضيات في الخارج وتصل نسبة هؤلاء الطلاب إلى 25.2 في المائة من إجمالي عدد الطلاب. وبعد ذلك يفضل 20.9 في المائة من هؤلاء الطلاب دراسة إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية.
ولا تزال الدول الأوروبية المحطة الرئيسية للطلاب الأميركيين في الخارج، وقد ارتفع عدد هؤلاء الطلاب بنسبة 3.5 في المائة عامي 2015 و2016. وتأتي على رأس لائحة الدول المفضلة للطلاب الأميركيين بريطانيا، تليها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا التي احتلت المركز الخامس بدلا من الصين العامين الماضيين. كما ارتفع عدد الطلاب الأميركيين في الفترة نفسها في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والدنمارك وتشيكيا ونيوزيلندا وكوبا وهولندا. ولاحظ التقرير أيضا ارتفاعا في عدد الطلاب الأميركيين الذين يذهبون إلى دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية للدراسة الجامعية.
ووصلت نسبة الارتفاع في هذه الدول إلى 5.6 في المائة، ووصل عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية إلى 53.105 ألف طالب.
لكن أهم نسب الارتفاع على عدد الطلاب الأميركيين في الخارج كما جاء في التقرير، كانت في اليابان التي سجلت نسبة ارتفاع قدرها 18 في المائة، وكوريا الجنوبية بنسبة 3 في المائة.
ورغم هذه الارتفاعات في كثير من الدول، خصوصا الدول الأوروبية، فإن هناك تراجعات في عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في بعض البلدان كما يشير التقرير الأخير، ومن هذه الدول كما يبدو الصين التي تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها بنسبة 8.6 في المائة، أما نسبة التراجع في فرنسا فقد وصلت إلى 5.4 في المائة، حيث وصل عدد الطلاب إلى 17.215 ألف طالب، وسجلت البرازيل نسبة كبيرة من التراجع في عدد الطلاب الأميركيين الذين يأتون إليها، ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 11.4 في المائة، ووصل عدد الطلاب إلى 3.400 ألف طالب. أما الهند فقد تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها خلال العامين الماضيين بنسبة 5.8 في المائة، ووصلت هذه النسبة إلى واحد في المائة في اليونان التي عادة ما تستقطب الطلاب المهتمين بالميثولوجيا اليونانية والراغبين بدراسة اللغة اليونانية نفسها.
مهما يكن، فإن عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في الخارج لا يزيدون بشكل عام على 10 في المائة من مجمل عدد الطلاب الأميركيين الباحثين عن جامعة جيدة لإنهاء تحصيلهم العلمي قبل دخول عالم العمل والوظيفة.