هددت إسرائيل، للمرة الثانية في أقل من 12 ساعة، كلاً من حركتي «الجهاد الإسلامي» و«حماس» برد عنيف على أي مخططات أو محاولات لتنفيذ هجمات، رداً على عملية تفجير النفق على حدود قطاع غزة في الثلاثين من الشهر الماضي، وهي العملية التي أودت بحياة 12 مسلحاً من الحركتين، من بينهم 5 احتجز الجيش الإسرائيلي جثامينهم.
وتأتي هذه التهديدات الجديدة في ظل هدوء كبير يسيطر على القطاع، بفعل الدور الذي لعبته مصر لمنع تدهور الأوضاع وتصاعدها في ظل أجواء المصالحة الفلسطينية، ما جعلها تشكل مفاجأة وتثير أسئلة حول أسبابها. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته، أمس، الحركتين الفلسطينيتين الإسلاميتين برد قاسٍ في حال هاجمتا المناطق الإسرائيلية. وقال: «هنالك من لا يزال يتلاعب بفكرة شن اعتداءات جديدة على إسرائيل. سنرد بصرامة كبيرة جداً على كل من يحاول أن يعتدي علينا من أي جبهة كانت». وأضاف: «أقصد جميع الأطراف سواء كانت فصائل مارقة أو تنظيمات، ونحن نحمّل (حماس) المسؤولية عن أي هجوم ينطلق ضدنا من قطاع غزة أو ينظَّم ضدنا منه».
جاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات قليلة من تهديدات يؤاف مردخاي، منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية، عبر فيديو تحدث فيه بالعربية، موجهاً من خلاله رسالة إلى «حماس» و«الجهاد»، ادّعى فيها أن «الجهاد الإسلامي» تخطط لرد فعل على حساب سكان القطاع والمصالحة والمنطقة كلها، مضيفاً أن «الجيش سيقوم برد فعل حازم وقوي ضد (الجهاد) و(حماس) معاً»، داعياً قادة حركة الجهاد الإسلامي إلى السيطرة على أي محاولات للتصعيد، ومحملاً إياها المسؤولية عن أي تداعيات محتملة.
وتزامنت اتهامات مردخاي مع اتهامات الوزير في الكابنيت الإسرائيلي يؤاف غالانت، الذي قال إن «حركة الجهاد الإسلامي تلعب على حساب سكان قطاع غزة الأبرياء، وإنه على إسرائيل التأكد من أنها لن تقوم بأي فعل سواء بإطلاق الصواريخ أو إطلاق نار من قناصة أو إطلاق صواريخ مضادة للدبابات»، مشدداً على أن إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن نفسها.
وتثير التصريحات الإسرائيلية أسئلة حول ما إذا كانت تل أبيب تمتلك معلومات عن نية «الجهاد الإسلامي» تنفيذ هجمات.
وقال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»، إن السبب وراء هذه التهديدات الجديدة، أن نتنياهو لا يريد أن يفوِّت فرصة في ربط جميع القضايا بالمنطقة، واستغلال الفرص وتهديد غزة وإقحامها فيما يجري في الإقليم وعلاقة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بإيران، والتشويش على المصالحة بإرسال رسائل التهديد التي لن تتوقف.
وردّت حركتا حماس والجهاد على التهديدات المستمرة من قادة الاحتلال، إذ قالت «الجهاد» إن التهديدات بمثابة «إعلان حرب» ستعمل من أجل التصدي لها، وإنها «لن تتهاون في حماية الشعب الفلسطيني وأرضه»، وإن أرواح الفلسطينيين لديها غالية و«تلك التهديدات لن تخيفها وتثنيها عن الاستمرار في نهج الجهاد والمقاومة وحماية الثوابت»، وفق بيانها. وأضافت أن تلك التهديدات «تكشف نيات إسرائيلية للعدوان على القطاع، في إطار استمرار انتهاكاتها لوقف إطلاق النار الذي رعته مصر عام 2014»، مجددة تأكيدها حقها في الرد على أي عدوان إسرائيلي بما في ذلك حقها في الرد على ما وصفتها بـ«جريمة تفجير نفق المقاومة».
من جانبه قال فوزي برهوم، الناطق باسم «حماس»، إن تهديدات الاحتلال للمقاومة تعكس حالة الهلع والارتباك لديه من رد فعل المقاومة على جريمة استهداف المقاومين الفلسطينيين. وأضاف، في تصريح مقتضب له: «إن المقاومة الباسلة ستبقى دوماً على أهبة الاستعداد والجهوزية التامة للقيام بواجبها في حماية شعبنا والدفاع عنه وكسر هيبة الاحتلال ومعادلاته».
وفي سياق الحرب الكلامية المتصاعدة والتهديدات المتبادلة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مناورات حربية في المنطقة القريبة من قطاع غزة، ستستمر لأربعة أيام متواصلة، لإثبات جدية تهديداته.
7:57 دقيقة
إسرائيل و«الجهاد» تتبادلان التهديد ونتنياهو يتوعد بـ«رد صارم»
https://aawsat.com/home/article/1082026/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF%C2%BB-%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%88%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D9%80%C2%AB%D8%B1%D8%AF-%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%85%C2%BB
إسرائيل و«الجهاد» تتبادلان التهديد ونتنياهو يتوعد بـ«رد صارم»
جيش الاحتلال يبدأ مناورات على مقربة من غزة
إسرائيل و«الجهاد» تتبادلان التهديد ونتنياهو يتوعد بـ«رد صارم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة