أنظار العالم تتعلق اليوم بمشاورات فنزويلا مع الدائنين

في محاولة للإفلات من شبح الإفلاس

TT

أنظار العالم تتعلق اليوم بمشاورات فنزويلا مع الدائنين

تتعلق أنظار الأسواق الدولية بالاجتماع المرتقب اليوم (الاثنين)، في العاصمة الفنزويلية كراكاس، للتفاوض حول إعادة هيكلة ديون البلاد التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة للحيلولة دون سقوطها في الإفلاس. وقالت وكالة «رويترز» أمس، إن السلطات الفنزويلية شكلت لجنة لإعادة التفاوض على مديونيات تقدر بـ60 مليار دولار، وأنها ستعقد اجتماعاً اليوم في «القصر الأبيض» المواجه لمبنى الرئاسة للوصول إلى حل مع الدائنين.
ويقدر دين فنزويلا للخارج بنحو 150 مليار دولار. وقد تراجع احتياطيها من النقد الأجنبي إلى 9.7 مليار دولار، بينما عليها دفع ما بين 1.47 و1.7 مليار دولار حتى نهاية العام، ثم نحو 8 مليارات دولار أخرى في 2018.
وتبدو فنزويلا حريصة على سداد مديونياتها، مع التزامها بسداد آخر مستحقات على شركة النفط الحكومية «بتروليوس دو فنزويلا» بقيمة 1.2 مليار دولار، وقال اثنان من الدائنين لـ«رويترز»، إنهما تسلما المستحقات، «حتى وإن كانت متأخرة بعض الشيء».
ومع وجود سيمون زبرا وزير المالية، وطارق العصامي نائب الرئيس، في لجنة إعادة التفاوض على الديون، وعدم وجود مؤشرات على إصلاح الاقتصاد، يتشكك الاقتصاديون في أن الرئيس نيكولاس مادورو يريد فعلاً إعادة سداد الديون، كما تضيف «رويترز».
إذ إن كلاً من زبرا والعصامي على قائمة العقوبات الأميركية بسبب اتهامات بالفساد وأعمال غير مشروعة.
ويرجح محللون أن الرئيس الفنزويلي يهيئ الطريق إلى إعلان الإفلاس، ملقياً باللوم على عقوبات واشنطن، وآخرون يرون أنه يريد الاستعانة بالدائنين لخلق ضغوط على الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتخفيف العقوبات.
وكانت إدارة الرئيس ترمب قد فرضت عقوبات على فنزويلا، بعد أن تم نزع سلطات البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة.
وحظرت الولايات المتحدة على المؤسسات الأميركية في أغسطس (آب) الماضي شراء أي سندات فنزويلية جديدة، وهو ما سيصعب عملية إعادة تمويل الديون القائمة من خلال طرح سندات جديدة.
«لا نعلق آمالاً كبيرة على اجتماع حاملي السندات يوم الاثنين»، كما قال تقرير لشركة ستيفل الأميركية العاملة في مجال الخدمات المالية، مضيفاً: «من المرجح أن تكون فقط جلسة لتقديم المعلومات... من المحتمل أن يكون فيها حاملو السندات أكثر اهتماماً بمعرفة إن كانت مستحقات الكوبونات السابقة سيتم سدادها، أكثر من اهتمامهم بمعرفة إن كانت إعادة الهيكلة ستتم».
وتفاقمت أزمة البلد الذي يتمتع بأكبر احتياطي نفطي في العالم مع انخفاض أسعار النفط وتراجع الإنتاج، ما دفع باحتياطيها النقدي للتدهور حتى وصل لمستوياته الحالية التي تعد الأدنى في 20 عاماً.
وعاشت فنزويلا 4 أعوام من الركود في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسببت في نقص المنتجات الأساسية وارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية.
ووضع الرئيس مادورو، منذ توليه الرئاسة في 2013، سداد المديونيات أولوية مقدمة على الاستيراد من الخارج، وهو ما زاد من مشكلات نقص السلع الأساسية وأدخل البلاد في أزمة اجتماعية حادة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).