الشرطة الإسرائيلية تكشف عن ملف فساد رابع ضد نتنياهو

اتهمته بتقديم خدمات لصديقه مالك شركة للاتصالات وموقع إخباري

TT

الشرطة الإسرائيلية تكشف عن ملف فساد رابع ضد نتنياهو

أبلغ محققو الشرطة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنهم سيحققون معه في قضية فساد رابعة، وطالبوه بأن يخصص لهم أربع جلسات تحقيق إضافية، بعد أن كان يماطل في ذلك بدعوى انشغاله بقضايا وطنية كبرى.
ويطلق المحققون على هذه القضية الجديدة اسم «الملف 4000»، علماً بأن هناك ثلاث ملفات أخرى جرى التحقيق معه فيها خمس مرات، كان آخرها أول من أمس، وهي «الملف 1000»، الذي يتهم فيه نتنياهو بتلقي هدايا من السيجار الفخم والحلي والجواهر لزوجته بكميات تجعلها في خانة الرشى، و«الملف 2000»، الذي يتعلق بشبهات بإبرام صفقة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تقضي بتقليص حجم منافستها، مقابل أن تخفف الصحيفة من انتقاداتها إليه، أما «الملف 3000»، الذي يتعلق بصفقة الغواصات الألمانية، فيعتبر أضخم قضية فساد في إسرائيل، ويتهم فيها أيضاً كبار مساعدي نتنياهو، لكنه شخصياً يعتبر غير مشتبه فيه، إلا أن المحققين ينوون التحقيق معه كشاهد، فيما تقول مصادر في الشرطة إنه قد يتحول إلى مشتبه فيه بسهولة.
أما القضية الرابعة، فتتعلق بتهمة تقديم نتنياهو خدمات لصديقه مالك شركة الاتصالات «بيزك» وصاحب موقع «واللا» الإخباري شاؤول أولوفيتش، مقابل ثمن معين.
وقالت مصادر مطلعة إن هناك أدلة جديدة تظهر وجود علاقة بين نتنياهو وأولوفيتش، يحصل بموجبها هذا الأخير على تسهيلات ومناقصات مقابل تغطية داعمة في موقع «واللا»، الذي يعتبر الأكثر انتشاراً في إسرائيل، ويتم تنسيق الأخبار والمواد المنشورة مع الناطق بلسان نتنياهو.
وتتهم الشرطة نتنياهو بتقديم تصريح كاذب لمراقب الدولة، أخفى فيه حقيقة علاقة الصداقة التي تجمعه بأولوفيتش، التي جلبت له أرباحاً بمئات ملايين الدولارات.
وتقول مصادر الشرطة إن الموقع واسع الانتشار قام بنشر أخبار تدعم أسرة نتنياهو فقط، وتتغاضى عن أخطائهم ورفض انتقادهم، كما قام بالتنسيق مع الناطق بلسان رئيس الحكومة نير حيفتس حول أي الأخبار المسموح بنشرها وبأي صيغة، لا سيما الأخبار المتعلقة بزوجة رئيس الحكومة سارة.
كما تحقق الشرطة في قرار نتنياهو بتعيين المقرب منه شلومو فيلبر في منصب مدير عام وزارة الاتصالات، وهي الوزارة التي كان يتولاها نتنياهو في حينه، وفي يومه الأول عقد فليبر لقاءً مع أولوفيتش، وبات فليبر هو المتهم الأساسي في القضية، ومن جملة الشبهات الموجهة إليه تحوله إلى «وكيل لبيزك»، و«تسريب معلومات لها»، في حين أوصت السلطات بتقديمه للمحاكمة.
في غضون ذلك، أعلن مكتب نتنياهو أنه تفاهم مع قادة المستوطنين المعتصمين أمام بيته، وأنهم قرروا وقف إضرابهم الجزئي عن الطعام، بعدما تجاوب مع مطالبهم بشق طرق خاصة لليهود في الضفة الغربية. وقال ناطق بلسانه إنه قرر تخصيص 800 مليون شيقل (230 مليون دولار) لشق وتطوير وإنارة وتحسين الشوارع الخاصة بالمستوطنين، ربعها سيُدفَع فوراً والبقية في موازنة 2018.
من جهة ثانية، وعلى صعيد غير متصل، احتدم نزاع عنيف بين المستوطنين اليهود في منطقة بيت لحم في الضفة الغربية، وتحول إلى شجار بالأيدي، بسبب اختلافهم على أرض فلسطينية منهوبة. ووصل الخلاف إلى الشرطة، ومن ثم إلى طاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على أمل أن يتدخل لفضه.
وسبب هذا النزاع أرض فلسطينية سلبتها إسرائيل في التكتل الاستيطاني «غوش عتصيون» بمنطقة بيت لحم، وخصصتها لمن أخلتهم من بؤرة «عمونا» الاستيطانية. وعندما باشروا في أعمال الحفر قام مستوطنو بؤرة «غئولات تسيون» المجاورة بمنع الجرافات من العمل، زاعمين أن هذه الأرض تابعة لهم.
وبدأ النزاع بعد سلب الأرض الفلسطينية من أصحابها وتخصصها لبناء مستوطنة «عميحاي»، المخصصة لمن أخلوا من «عمونا»، مع أنها تتسع لعدد أكثر منهم بكثير، إذ ادعى مستوطنو البؤرة الاستيطانية أن «الأرض تابعة لهم»، فيما زعم مستوطنو «عمونا» أنها من حقهم، متناسين أصحاب الأرض الأصليين الذين سلبتها الحكومة الإسرائيلية منهم.
وقال مصدر في المجلس الاستيطاني «بنيامين»، أمس، إن المستوطنين من البؤرة المجاورة قاموا بمنع الجرافات والعمال من البدء بالعمل في المستوطنة الجديدة، وقال أحد سائقي الجرافات إن «امرأة تحمل رضيعاً وقفت بجسدها أمام الجرافة».
وفي حادث آخر، أوقفت شرطة الاحتلال ست فتيات لقيامهن بالتسلق على رافعة إحدى الجرافات لمنعها من العمل، وقالت الشرطة إنهن «ارتكبن مخالفات تتعلق بالإخلال بالنظام العام»، في حان قال محاميهن إن الشرطة اعتدت عليهن واعتقلتهن بلا سبب.
وادعى مستوطنو «غئولات تسيون» أن السلطات الإسرائيلية خضعت لطلبات السلطة الفلسطينية، وخططت لشق الشارع المؤدي إلى «عميحاي» على أراضيها، بدلاً من شقه قرب قرية فلسطينية وعلى حساب الأراضي الفلسطينية.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.