المعلمي: إغلاق الموانئ اليمنية فترته قصيرة... وسفن الغذاء لن تتأثر

السفير السعودي قال لـ «الشرق الأوسط» إن بلاده لا تتأثر بالضغوط... وتحقيق أممي حول تسليح طهران للحوثيين

ميناء الحديدة كما بدا في 7 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
ميناء الحديدة كما بدا في 7 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

المعلمي: إغلاق الموانئ اليمنية فترته قصيرة... وسفن الغذاء لن تتأثر

ميناء الحديدة كما بدا في 7 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
ميناء الحديدة كما بدا في 7 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

قال السفير عبد الله المعلمي، مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، إن هناك تحريا من اللجنة الخاصة لمتابعة قرارات مجلس الأمن بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتقوم هذه اللجنة بمتابعة اختراق القرارات الصادرة في هذا الشأن، والجانب السعودي يترقب ما تقوم به اللجنة ومتابعة ما ينتج.
وقال السفير السعودي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إنه جرى الإيضاح للمجتمع الدولي بمسألة الإغلاق المؤقت للموانئ اليمنية، «الذي سيتم التعامل معه بشكل مختلف وفي فترة قصيرة».
وأوضح أن بلاده تقدمت بخطاب إلى مجلس الأمن حول الصاروخ الباليستي الذي استهدف الرياض، وهذا الخطاب بمثابة إعطاء خبر لمجلس الأمن عن الواقعة التي جرت قبل عدة أيام، كما يوضح أن الصاروخ الذي استهدف العاصمة السعودية من صناعة إيرانية، وقد وُرِّد للميليشيات الحوثية في اليمن.
وأضاف المعلمي، أن الخطاب تضمن استنكارا صريحا لاختراق إيران قرارات الأمم المتحدة. ويطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الخرق لقرارات مجلس الأمن، خصوصا أن مجلس الأمن أدان في بيان صادر له الهجوم الصاروخي. وطالب جميع الدول باحترام قرار الحظر الصادر من المجلس.
وبسؤاله عن وجود أي نوع من الضغوط حول مسألة إغلاق الموانئ، قال المعلمي: «لا توجد ضغوط، ولا نتأثر بأي ضغوط أو أحاديث أو تصريحات تصدر عن جهة من الجهات»، مشددا على أن السعودية أكدت لمجلس الأمن وللأمم المتحدة أن الإجراءات التي اتخذت هي مؤقتة، وتابع: «هذه الإجراءات تهدف إلى الاستجابة لحالة معينة، وعندما ينتهي الغرض سيتم رفعها والعودة إلى ما كان عليه الوضع، مع التعديلات والإصلاحات والاحتياطات اللازمة».
وزاد بالقول: «جرى التأكيد على أنه وخلال فترة الإغلاق لن تتأثر السفن الحاملة للمواد الغذائية، وهذا الموقف الرسمي - والحديث للمعلمي - جرى توضيحه وبشكل مفصل لمارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة»، ولمجلس الأمن، وقد أبدى المجتمع الدولي قبوله بهذه التأكيدات التي قُدمت حول عملية الإغلاق المؤقت الذي سيتم التعامل معه بشكل مختلف وفي فترة قصيرة.
وشدد المعلمي، على أن ما يحدث من ضوضاء إعلامية تصاحب أي حدث هنا أو هناك لا يؤخذ أو يعتد به، نحن نتعامل مع المواقف الرسمية لمجلس الأمن الذي ما زال متمسكا بقرارات 2216 ويعيد التأكيد عليه في كل مناسبة، التي كان آخرها في البيان الصادر عن مجلس الأمن، إضافة إلى أن الأمم المتحدة وعلى لسان الأمين العام لها، وكذلك المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ما زالت متمسكة بـ«2216» وتدعو لتطبيقه، ونحن نعتمد على هذه المواقف الرسمية، ولا نعتمد على ما يدور في الجوانب، ومن يثير مثل هذا اللغط يريد من ذلك إيجاد جدل غير مجدٍ حول الموضوع، ونحن نتعامل مع المواقف الرسمية لاستكمال تطبيق كل القرارات الدولية الصادرة.
إلى ذلك، أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم الصاروخي الحوثي على منطقة مدنية في الرياض واعتبروه استفزازيا ويتناقض مع القرار الدولي ذات الصلة.
وقال رئيس المجلس لهذا الشهر السفير الإيطالي، سيباستيانو كاردي، إن أعضاء مجلس الأمن «يدينون بشدة الهجوم الصاروخي على الرياض الذي استهدف عمدا منطقة مدنية وتم اعتراضه فوق المطار الدولي».
وأضاف، في تصريحات أعقبت اجتماعا مغلقا للمجلس، أن أعضاء المجلس «يذكرون أن تزويد الأسلحة للحوثيين والقوات المتحالفة مع الرئيس السابق صالح يتعارض مع القرار رقم (2216)».
كما أشار إلى أن الأعضاء أعربوا عن «قلقهم بسبب الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، حيث يعاني أكثر من 6.8 مليون شخص من خطورة المجاعة».
وكان مجلس الأمن الدولي، عقد مساء أول من أمس (الأربعاء)، جلسة مشاورات بطلب من دولة السويد حول الوضع في اليمن، حيث أطلع رئيس الشؤون الإنسانية، مارك لوكوك أعضاء المجلس على الحالة الإنسانية في البلاد، بعد أن زار حديثا محافظات يمنية بالإضافة إلى العاصمة السعودية الرياض.
وقبل الجلسة، أدان لسفير البريطاني جوناثان ألن، نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، بشدة «الهجوم الصاروخي على الرياض الذي يبدو أنه استهدف عمدا المناطق المدنية»، معربا عن دعم الكامل «للمملكة العربية السعودية في معالجة المخاوف الأمنية الحقيقية التي تواجهها».
وقال إن «التقارير التي تفيد بتورط إيران في توريد الأسلحة إلى الحوثيين مقلقة للغاية»، محذرا من أنه «إذا كان ذلك صحيحا، فستكون انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.