جرائم الحرب الحوثية إلى «الجنائية الدولية»

مسؤول في «الشرعية»: الخطوة التالية مجلس الأمن

TT

جرائم الحرب الحوثية إلى «الجنائية الدولية»

تعتزم الحكومة اليمنية التوجه مباشرة إلى المحكمة الجنائية الدولية، بملف متكامل يدين قيادات رفيعة في ميليشيات الحوثيين، تورطت في جرائم حرب وإبادة بحق الشعب اليمني، إضافة إلى خرقها المعاهدات والقوانين الدولية باستهدافها دول الجوار.
وتعمل الحكومة اليمنية، بحسب منصور بجاس، وكيل وزارة الخارجية في اليمن للشؤون السياسية، على إكمال ما تبقى من وثائق ومعلومات حول الأعمال التي نفذتها الميليشيات بأمر من قيادتها التي تشمل القتل المباشر وتدمير المدن، وتجنيد الصغار، والقتل الجماعي، موضحا أن التحرك في هذا الجانب وجمع المعلومات لا بد أن يكون مقرونا بأدلة دامغة وواضحة لعرضها على المحكمة الدولية.
وقال وكيل وزارة الخارجية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن تحرك الحكومة لن يقتصر على المحكمة الدولية، وإنما سيتبعها تحرك في الاتجاه نفسه إلى مجلس الأمن، وهذا التحرك سيكون بملفات بها كل الوثائق والأدلة حول حقيقة هذه الميليشيات، موضحا أن «هذه التحركات نسعى من خلالها إلى خلق صورة واضحة بجميع الأدلة من تهريب للأسلحة وتجنيد الأطفال وقتل المدنيين، يستند عليها المحكمين في إصدار أحكامهم».
وخرجت ميليشيات الحوثيين، (والحديث لبجاس) عن الأطر والقوانين والأنظمة الدولية، التي تدين كل الأعمال التي تقوم بها الميليشيات من جرائم متعددة، يروح ضحيتها المدنيون من مختلف الأعمار والأجناس، دون مراعاة لحقوق وحرية المدنيين التي كفلها الدين، ومخالفة القوانين الدولية المشرعة لحقوق المدنيين في كل المواقع وتحديدا في مناطق النزاع، لافتا إلى أن ما تقوم بها الميليشيات لا تعدو كونها جرائم حرب ضد البشرية، وهي في حقيقة الوضع جماعة إرهابية تنفذ مخططات وأجندة إيران.
وقال وكيل الخارجية اليمنية، إن الحكومة تسعى لجمع كل الأدلة لضرب الميليشيات الحوثية للمدن والقرى اليمنية بكل أنواع الأسلحة، بل تجاوزت أعمالهم الإجرامية لضرب الدول المجاورة بصواريخ باليستية وهذا مخالف لجميع الأنظمة الدولية، موضحا أن الدبلوماسية اليمنية وقوات التحالف وعلى رأسها السعودية، تطالب منذ وقت، أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف الميليشيات الحوثية وتجريم أعمالها التي تندرج تحت الأعمال الإرهابية التي تستهدف النساء والأطفال.
ويعول المجتمع اليمني، على تحرك حكومته بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تأسست سنة 2002 كأول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء، في إصدار أمر ملاحقة وقبض لعدد من القيادات خارج البلاد والمتورطة في الأعمال الإجرامية.
وتعد المحكمة الجنائية، التي بلغ عدد الموقعين على قانون إنشائها 121 دولة، هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة، من حيث الموظفين والتمويل، وقد تم وضع اتفاق بين المنظمتين يحكم طريقة تعاطيهما مع بعضهما من الناحية القانونية، ونجحت المحكمة في فتحت تحقيقات في أربع قضايا كما أنها أصدرت 9 مذكرات اعتقال، فيما تحتجز اثنين مشتبه بهما ينتظران المحاكمة، وهو ما تبحث عنه الحكومة اليمنية في إيقاف وحجز قيادات الميليشيات تمهيدا لمحاكمتهم على جرائم الحرب.
وهنا عاد وكيل وزارة الخارجية اليمني، ليؤكد أن الحكومة الشرعية، مدعومة بقوات التحالف، سعت إلى أن يكون الحل في اليمن سياسيا وتجنيب البلاد ويلات الحرب، إلا أن كل المحاولات والمبادرات التي طرحت ووجهت بتعنت من قبل الميليشيات، وتقوم بعملية مماطلة وتهرب في كل الاجتماعات التي جرت في وقت سابق، بهدف إطالة أمد الحرب، لذا «نحن نطالب الأمم المتحدة أن يكون هناك تطبيق كامل للقرارات التي صدرت بإجماع من الدول الأعضاء»، مردفا أن هناك بعض المنظمات التابعة لهيئة الأمم المتحدة، أخفقت في الملف اليمني، ولم تكن هناك جدية في النظر بشكل شامل لحل القضية، ومن ذلك أن يكون هناك صرف مالي لوزارة التربية والتعليم التي تديرها الميليشيات، وهو نوع من الإخفاق في إدارة الأزمة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.