السودان يتطلع لاستقطاب 40 مليار دولار من مدخرات المغتربين

الحكومة أعدت قائمة مشروعات لجذب استثماراتهم

TT

السودان يتطلع لاستقطاب 40 مليار دولار من مدخرات المغتربين

يتطلع السودان لاستقطاب مدخرات واستثمارات خمسة ملايين مغترب، بينهم 40 ألف رجل أعمال، تتراوح قيمتها بين 40 و60 مليار دولار؛ وذلك بالاستفادة من التسهيلات المصرفية التي أتاحها رفع الحصار عن البلاد الشهر الماضي.
وأعد جهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج قائمة بمشروعات استثمارية تعتزم الحكومة ترويجها بين المغتربين لجذب مدخراتهم لتنمية البلاد.
كما يطرح الجهاز دراسات جدوى للتمويل العقاري لمشروعات سكن المغتربين، ويسعى لإدخالهم تحت مظلتي التأمين الصحي والاجتماعي، والاستفادة من الخبراء والعلماء السودانيين بالخارج عند عودتهم النهائية.
وتقدر التحويلات السنوية للمغتربين السودانيين، بنحو ستة مليارات دولار، وأثناء العقوبات المفروضة على البلاد كان نحو 90 في المائة من تلك الأموال يتم تحويلها خارج النظام المصرفي.
لكن بعد رفع العقوبات قرر البنك المركزي السوداني السماح لأسر المغتربين بتسلم التحويلات بالعملة نفسها؛ وهو ما يعزز التوقعات بعودة أموال المغتربين للتدفق عبر السوق الرسمية.
وأطلق جهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج أمس برنامج الشراكة لنقل المعرفة بعد رفع الحظر الاقتصادي، الذي يهدف إلى توعية ممثلي القطاع الحكومي والقطاع الخاص بأهمية العمل على تطبيق الحلول المصرفية الرقمية للحاق بالنظام المالي العالمي.
واعتبر عبد الرحمن سيد أحمد، نائب الأمين العام لجهاز تنظيم السودانيين بالخارج، أن الاستفادة من مدخرات المغتربين رهين بتكامل الأدوار بين الجهات ذات الصلة (جمارك، ضرائب، والبنك المركزي، وجهاز المغتربين، والبنوك التجارية).
وقالت أسماء خيري، مديرة إدارة الرقابة الوقائية ببنك السودان المركزي: إن تحويلات المغتربين بدأت في الانسياب، لكن ليس بالقدر المطلوب.
وانتقدت اتخاذ أسعار الصرف بالأسواق الموازية معياراً للأسعار بالبلاد، واصفة التعامل مع السعر الموازي بـ«الجريمة» التي يجب محاربتها.
وحول مساهمة البنوك الأجنبية العاملة في السودان (نحو 15 بنكاً) في جذب واستقطاب مدخرات وتحويلات المغتربين، قال أسامة طمبل، نائب مدير بنك الجزيرة الأردني: إنه رغم مساهمة تلك البنوك في دعم الاقتصاد، لكن يؤخذ عليها أنها لا تتوسع أفقياً وتتمركز في الخرطوم، و«تتعاطى مع النخب الكبيرة»، كما أنها أقل التزاماً بتطبيق الشريعة الإسلامية واحتكار الخدمات.
ومن شأن المصارف السودانية أن تجمع أكثر من 171 مليار دولار خلال عام تقريباً بعد قرار رفع العقوبات عن التحويلات المالية إلى السودان، وتشمل تلك التدفقات 9 مليارات دولار متوقعة من تحويلات المغتربين، ونحو 18 مليار دولار من قطاع التصدير، فضلاً عن مضاعفة حجم قطاع الاستثمار البالغ حالياً 74 مليار دولار، إضافة إلى القروض والمنح الدولية، التي كانت موقوفة بسبب العقوبات.
وفرضت الولايات المتحدة العقوبات للمرة الأولى على السودان عام 1997، وأعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في يناير (كانون الثاني) الماضي عن موافقة مبدئية على تخفيف العقوبات عن السودان. وفي يوليو (تموز) أرجأت إدارة الرئيس دونالد ترمب قرار رفع العقوبات بشكل دائم ثلاثة أشهر، وبدأت الولايات المتحدة في إجراءات رفع العقوبات الشهر الماضي.



«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.