تركيا توقع قريباً اتفاقية «خط البضائع» مع إيران وقطر

استمراراً لاستغلال الأزمة القطرية مع الرباعي العربي

TT

تركيا توقع قريباً اتفاقية «خط البضائع» مع إيران وقطر

تُوقِّع تركيا وإيران وقطر خلال أيام اتفاقاً لإنشاء خط بري لنقل البضائع بين الدول الثلاث. وقال وزير النقل والمواصلات التركي أحمد أرسلان في تصريحات، أمس، إن المباحثات بين الدول الثلاث وَصَلَت إلى مراحل متقدمة، وجرى تبادل المعلومات ووجهات النظر حول الخط المقترح، وجرى التوافق حوله.
وأضاف أرسلان أن «مباحثات جرت بين الوزراء المعنيين من الدول الثلاث، تم التوصل خلالها إلى توافق حول أغلب التفاصيل، وننتظر أن نوقع قريباً على اتفاق نهائي في هذا الإطار».
وكان مجلس الوزراء القطري، وافق، الشهر الماضي، على مشروع مذكرة تفاهم بشأن تسهيل النقل وحركة المرور العابر (الترانزيت)، بين حكومات قطر وإيران وتركيا. وفي وقت سابق، قال وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي إنه تم التوصل إلى اتفاق ثلاثي مبدئي بين تركيا وكل من إيران وقطر بشأن نقل البضائع من تركيا إلى قطر عبر إيران، في محاولة للتغلب على المقاطعة المفروضة من جانب الرباعي العربي على قطر لتورطها في دعم الإرهاب. وينص الاتفاق على نقل البضائع بالشاحنات برّاً من تركيا إلى الموانئ الإيرانية، ومن ثم نقل الشاحنات عبر سفن «الرورو» إلى ميناء حمد في قطر. واستغلَّت تركيا أزمة قطر مع دول المقاطعة العربية ورفعت صادراتها إليها بنسبة 84 في المائة في الأشهر الثلاثة التي أعقبت الأزمة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب معطيات لمجلس المصدرين الأتراك، صدرت في سبتمبر (أيلول) الماضي، فإن قيمة الصادرات التركية إلى قطر بلغت في هذه الفترة 165 مليون دولار أميركي.
وزادت قيمة الصادرات التركية إلى قطر، خلال شهر أغسطس (آب) الماضي بنسبة 75 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 65 مليون دولار. وانفرد قطاع المنتجات المائية والحيوانية بالنصيب الأكبر من الصادرات التركية إلى قطر خلال أغسطس بقيمة صادرات بلغت 8.6 مليون دولار، يليه قطاع الخدمات الكهربائية والإلكترونية بمبلغ 8 ملايين دولار.
وقال رئيس اتحاد مصدري الثروات السمكية في تركيا، سنان كيزل طان، إن المنتجات الحيوانية والغذائية تصدَّرَت قائمة الصادرات التركية إلى قطر، وإن المنتجات التركية دخلت تقريباً جميع الأسواق والمحلات التجارية في قطر، وأسهمت المعارض التجارية في إقامة علاقات وطيدة بين الشركات التركية والقطرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون التجاري. وتابع أنه حتى لو تم إنهاء مقاطعة قطر من جانب كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، فسنواصل تزويد قطر بمنتجاتنا التي ألِفَتْها الأسواق هناك.
على صعيد آخر، نفت وكالة دعم وتشجيع الاستثمار التابعة لرئاسة مجلس الوزراء التركي ما تردد بشأن تغيير شروط التملُّك في تركيا لمواطني دول الخليج.
وقال كبير مستشاري وكالة دعم وتشجيع الاستثمار مصطفى كوكصو، أمس، إنه لا صحَّة لما أثير أخيراً عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول التملك في تركيا. وكان أحد المغردين على «تويتر» وصف نظام التملك في تركيا بأن فيه الكثير من النصب والاحتيال.
وأشار كوكصو إلى أنه يحق للمستثمر الأجنبي السماح لعائلته ولكل من يرغب باستخدام الوحدات السكنية التي يملكها، وفي حال رغبته يمكنه أيضاً إبرام عقد إيجار بينه كمالك للعقار وصديقه كمستأجر له، إلى جانب التصرف بالعقار الذي يملكه بأي شكل يريد، كما هي الحال في العقارات التي يملكها في بلده الأصلي.
ونفى كوكصو ما ذُكِر من أنه عند بيع العقار تحصل الدولة على 35 في المائة من قيمة العقار ضريبةً، مؤكداً أن هذا غير صحيح، وأن النظام الضريبي في تركيا يُطبَّق على الربح فقط وليس على قيمة العقار بحسب شرائح معروفة وواضحة، فضلاً عن أن تركيا تعفي المستثمر الأجنبي من الضريبة على هذا الربح في حال استمر مالكاً للعقار لمدة خمس سنوات، فيقوم ببيعه ويقبض قيمة العقار والربح من دون أن يدفع أي ضريبة.
كما نفى ما جاء عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج من أن الدولة تستحوذ على 50 في المائة من قيمة العقار عند الوفاة، موضحاً أن الضرائب على الإرث محددة بالقانون وتحتسب كشرائح تبدأ من 1 في المائة فقط. وأوضح أن نظام الضرائب في تركيا يُطبَّق على الأتراك والأجانب على حد سواء، لافتاً إلى أن مواطني جميع الدول يُعامَلون معاملة التركي في الضرائب تماماً، ولا يوجد أي فرق بين المواطنين من مختلف الجنسيات والأتراك. وحثَّ مَن يرغب التعرف على شرائح ضريبة الربح للأشخاص الحصول عليها من موقع مديرية الضرائب الرسمي على شبكة الإنترنت، والعودة إلى المصادر الرسمية.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الإنتاج الصناعي في تركيا خلال شهر سبتمبر الماضي بنسبة 10.4 في المائة مقارنةً مع الشهر نفسه من العام الماضي، و0.6 في المائة مقارنة مع أغسطس السابق عليه.
وذكر بيان لهيئة الإحصاء التركية أمس أن مؤشر قطاع المعادن والمناجم حقق خلال سبتمبر الماضي ارتفاعاً بنسبة 4.6 في المائة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، بينما حقق قطاع الصناعات التحويلية ارتفاعا وصل إلى 10.4 في المائة.
كما حقق مؤشر قطاعات الكهرباء والغاز وإنتاج المكيفات ارتفاعاً بنسبة 13 في المائة. وأشار البيان إلى أن مؤشر قطاع الإنتاج الصناعي خلال الربع الثالث من العام الحالي حقق ارتفاعاً بنسبة 10 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).