أفلام عربية مثيرة للجدل في أيام قرطاج السينمائية

بعد مرور خمسة أيام على انطلاق تظاهرة أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ28، تتالت ردود الفعل تجاه مجموعة من الأفلام العربية المثيرة للجدل السياسي، سواء على مستوى مضامين تلك الأفلام، أو على مستوى مخرجيها، واتهام البعض منهم بالتطبيع مهادنة للعدو الإسرائيلي.
وتركزت ردود الفعل المتباينة على أفلام مشاركة في المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة السينمائية العريقة التي تعود انطلاقتها إلى سنة 1966، ومن بين تلك الأفلام فيلم «قضية رقم 23» للمخرج اللبناني زياد دويري، و«مطر حمص» للمخرج السوري جود سعيد، إلى جانب فيلم يحمل عنوان «في الظل» للمخرجة التونسية ندى المازني، وهو فيلم وثائقي من بين الأفلام المرشحة لجوائز المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة السينمائية.
وفيما يتعلق بفيلم «قضية رقم 23» للمخرج اللبناني زياد دويري، فقد نظمت مجموعة من الأحزاب والمنظمات التونسية وقفة احتجاجية أمس أمام إحدى قاعات السينما وسط العاصمة التونسية للمطالبة بمنع بث الفيلم، وإقناع رواد أيام قرطاج السينمائية بعدم مشاهدة الفيلم، لاتهام المخرج بالتطبيع مع إسرائيل من خلال فيلم «الصدمة» الذي صوّرت مشاهده في تل أبيب.
وتدور أحداث «قضية رقم 23» في أحد أحياء بيروت، حيث تحصل مشادة بين مسيحي لبناني ولاجئ فلسطيني، وتأخذ الخصومة أبعادا أكبر من حجمها، مما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة. وفيما تعرض وقائع المحاكمة جراح الرجلين، وتكشف الصدمات التي تعرضا لها، يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، مما يدفع بطوني المسيحي وياسر الفلسطيني إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرتهما في الحياة.
وأثار الفيلم السوري «مطر حمص»، وهو الفيلم الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة في أيام قرطاج السينمائية، حفيظة مناصري الثورة في سوريا، وانقسمت الآراء بين مؤيدين وعارضين للأطراف المتنازعة في سوريا.
ويروي هذا الفيلم للمخرج السوري جود سعيد، قصة خيالية تستند لواقع الحرب ليقدم مجموعة من الشخصيات تعيش أزمة حمص القديمة خلال الفترة ما بين فبراير (شباط) ومايو (أيار) 2014، وبينما يحاول يوسف وهدى النجاة وخلق الحياة وسط الموت والدمار، برفقة طفلين وشخصيات أخرى، تنطلق رواية الأحداث السورية وفق مستويات متعددة، تحتفي في جوانب منها بالأمل والحياة والحب.
وبسبب هذا الفيلم السوري، أعلن المخرج السوري سامر العجوري صاحب فيلم «الولد والبحر» انسحابه من مهرجان أيام قرطاج السينمائية.
أمّا بالنسبة للأفلام التونسية المثيرة للجدل، فمن المتوقع أن يثير الفيلم الوثائقي «في الظل» للمخرجة ندى المازني حفيظة رواد قاعات السينما بسبب تناوله موضوع الشذوذ الجنسي في المجتمع التونسي، وهو ما سيخلق جدلا اجتماعيا حادا حول دواعي عرض هذا الفيلم في أحد أعرق المهرجانات السينمائية في أفريقيا والعالم العربي.
وسبق لنجيب عياد، مدير أيام قرطاج السينمائية، التي تتواصل إلى يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، التأكيد على ضرورة العودة بعميد المهرجانات العربية والأفريقية إلى ثوابت التأسيس ومبادئ «سينما المقاومة»، وهو ما قد يخلف تساؤلات جديدة حول مدى التداخل بين الثقافي والسياسي في عالم الفن السابع.