ألفا قتيل حصيلة البراميل المتفجرة في حلب

مصادر فرنسية: لا تغيير في سياسة واشنطن تجاه المعارضة السورية

ألفا قتيل حصيلة البراميل المتفجرة في حلب
TT

ألفا قتيل حصيلة البراميل المتفجرة في حلب

ألفا قتيل حصيلة البراميل المتفجرة في حلب

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن 1963 مدنيا، قتلوا منذ بداية العام الحالي، نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة، في حين تجددت الاشتباكات في ريفي اللاذقية وحمص، والزبداني في ريف دمشق، بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة، وسط محاولات لقوات النظام للتقدم على محور المطار العسكري بدير الزور.

بموازاة ذلك، أفاد ناشطون بأن عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، خطفوا نحو مائتي مواطن كردي من مدينة الباب في ريف حلب في شمال سوريا، غداة تنفيذ أحكام الإعدام بخمسة عشر شخصا في الحسكة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلي «داعش» خطفوا 193 مواطنا كرديا تتراوح أعمارهم بين 17 و70 عاما من بلدة قباسين في ريف مدينة الباب (30 كيلومترا شرق حلب)، مؤكدا إن أن «أسباب الخطف مجهولة، لكن مثل هذه الأعمال تتكرر في المناطق التي تسيطر عليها «الدولة الإسلامية».

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن «(داعش) غالبا ما تنفذ عمليات قتل عشوائية في حق عدد من معتقليها».

ويسيطر التنظيم المتشدد المرتبط بتنظيم «القاعدة» على كامل محافظة الرقة في شمال سوريا وعلى بعض المناطق في محافظات الحسكة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) وبعض أجزاء من الريف الشمالي الشرقي لحلب شمال سوريا.

وأفاد ناشطون، أمس، بأن «داعش» أعدمت مقاتلا معارضا تابعا للجيش السوري الحر في ساحة النعيم وسط مدينة الرقة. وقالت مصادر مدنية معارضة من المدينة إن الإعدام جرى «بشكل مفاجئ»، ودون «جمع في الساحة»، مشيرة إلى أن مقاتلي التنظيم تركوا جثة المقاتل بعد إعدامه في الساحة «لأكثر من ساعة»، وألصقوا على صدره لافتة كُتب عليها «هذا من جماعة أبو عيسى».

وكانت «داعش» أعدمت، أول من أمس، 15 كرديا في قرية التليلية بالريف الغربي لمدينة رأس العين بمحافظة الحسكة، بينهم سبعة أطفال وفتى وثلاثة مواطنات وأربعة رجال. في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري أن عدد القتلى بالبراميل المتفجرة في حلب، بلغ 1963، موضحا أن القتلى يتوزعون بين «567 طفلا دون سن الـ18، و283 مواطنة، و1113 رجلا فوق سن الـ18». ولا يشمل هذا الإحصاء القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة، الذين غالبا ما تستهدفهم الغارات الجوية. وظلت مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية سابقا لسوريا، في منأى عن أعمال العنف حتى بداية صيف 2012. عندما اندلعت فيها المعارك، وباتت القوات النظامية وفصائل المعارضة المسلحة تتقاسم السيطرة على أحيائها. ويشن الطيران الحربي والمروحي السوري، منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، غارات مكثفة شبه يومية على مناطق سيطرة المعارضة في المدينة وريفها، ويقول ناشطون إنها تهدف إلى إخضاع المدينة بالنار، بعد أن تمكن النظام من طرد مقاتلي المعارضة من مناطق أخرى في البلاد عبر حصارها لأشهر طويلة.

وأشار المرصد في بيان إلى أنه ينشر هذه الحصيلة «قبل ثلاثة أيام من مهزلة الانتخابات الرئاسية (...) كنموذج عن جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا، وإنجازات الرئيس بشار الأسد» المتوقع بقاؤه في سدة الرئاسة بعد الانتخابات، مجددا الدعوة إلى إحالة «ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا إلى محاكم دولية مختصة».

في هذا الوقت، تجددت الاشتباكات في ريف حمص، وسط البلاد، حيث أصدرت غرفة عمليات «نصرة المستضعفين»، بيانا أعلنت فيه عن بدء معركة «الآن نغزوهم» في ريف حمص الشمالي. كما تجددت الاشتباكات في ريف اللاذقية، حيث تقاتل مجموعات معارضة القوات الحكومية التي تحاول استعادة السيطرة على تلال استراتيجية تطل على الطريق الواصل بين مدينة اللاذقية والحدود التركية.

وأفاد ناشطون أمس، باشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية و«المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون» من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وعدة كتائب إسلامية من جهة أخرى، في محيط المرصد 45 بريف اللاذقية الشمالي.

وتتواصل المعارك على تخوم هذه النقطة الاستراتيجية منذ مطلع أبريل (نيسان) الماضي، بعد سيطرة قوات المعارضة على بلدة كسب الحدودية مع تركيا.

وقصف الطيران المروحي التابع للجيش السوري النظامي، أمس، قرى جبلي اكراد والتركمان الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة في ريف اللاذقية، مما أدى إلى وقوع قتلى وعدد من الجرحى في جبل التركمان.

وفي ريف دمشق، تجددت الاشتباكات في بلدة الزبداني التي قال ناشطون إن القوات الحكومية تسعى لاقتحامها، علما بأن المدينة التي يسيطر المعارضون على أحياء منها، محاصرة منذ استعادة النظام سيطرته على معظم بلدات القلمون المحاذية للحدود اللبنانية - السورية. وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، تواصل قصف المليحة، إذ أكد ناشطون أن البلدة تعرضت لثماني غارات جوية، في حين استمرت الاشتباكات على تخومها، وسط محاولات من القوات الحكومية للتقدم.

وفي سياق متصل، حاولت قوات نظامية التقدم في محيط مطار دير الزور العسكري شرق المدينة، قبل أن «تتصدى لها كتائب تابعة للمعارضة»، حيث اندلعت اشتباكات بين الطرفين استمرت لعدة ساعات، أدت إلى سقوط أربعة قتلى من عناصر الجيش النظامي. ونقل «مكتب أخبار سوريا» المعارض عن الناشط الميداني المعارض أبو محمود البوكمالي قوله إن قوات النظام نفذت تقدمها «بعد انسحاب عدد كبير» من عناصر كتائب المعارضة، من محيط مطار دير الزور العسكري إلى قرية جديد عكيدات وبلدة البصيرة شرق المحافظة، وذلك بهدف قتال تنظيم الدولة الإسلامية على تلك الجبهات. وفي درعا، جنوب البلاد، تعرض حي العباسية بدرعا البلد، وبلدة بصرى الشام في ريف درعا لقصف بالبراميل المتفجرة، بينما شهدت البلدة حركة نزوح كبيرة من السكان إلى قرى مجاورة، وذلك لاشتداد القصف بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام الموجودة حول بعض أحياء المدينة وداخلها.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».