طالبان لـ {الشرق الأوسط} : نفاوض الأميركيين حول تبادل الأسرى فقط

الملا ذبيح المتحدث الرسمي أكد أن مقاتلي الحركة لا يتلقون رواتب.. ومرشحي الرئاسة وجوه لعملة واحدة

عناصر من طالبان في ولاية ننجرهار خلال إحدى العمليات (رويترز)
عناصر من طالبان في ولاية ننجرهار خلال إحدى العمليات (رويترز)
TT

طالبان لـ {الشرق الأوسط} : نفاوض الأميركيين حول تبادل الأسرى فقط

عناصر من طالبان في ولاية ننجرهار خلال إحدى العمليات (رويترز)
عناصر من طالبان في ولاية ننجرهار خلال إحدى العمليات (رويترز)

قال الملا ذبيح الله مجاهد المتحدث الرسمي باسم طالبان، ويعد أحد القيادات العليا للحركة الأصولية، ومن الوجوه المقربة من الملا محمد عمر زعيم طالبان، إن الحركة تفاوض الأميركيين على تبادل الأسرى فقط، مشيرا إلى أن طالبان لم تفاوض من قبل حكومة الرئيس حميد كرزاي، ولم تجلس مع ممثلي الحكومة.
وقال إن «طالبان غير خاضعة لأي نفوذ خارجي، حيث إنها لا تتلقى الدعم من أي جهة». وأوضح الملا ذبيح في حوار مع «الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، مع عدة صور أرسلها لوجوه بعض عناصر الحركة، أن طالبان تخوض حرب عصابات تعتمد على اللامركزية في التنفيذ، ولكنها تخضع لاستراتيجية واحدة تحددها قيادة طالبان، وتشرف على تنفيذها بشكل عام، وليس بشكل مفصل، فيما عدا المعارك ذات الأهمية الاستثنائية.
وقال إن عناصر الحركة لا يتلقون رواتب، وقال إن الشعب الأفغاني يجاهد في سبيل الله دفاعا عن دينه وأرضه وشرفه. وأوضح المتحدث الرسمي للحركة الأصولية أن {طالبان عمدت إلى عرقلة الانتخابات الرئاسية حتى تبرهن على فشل العدو سياسيا في أفغانستان، كما فشل عسكريا}.
وأفاد الملا ذبيح بأن الانتخابات لا تعترف بها طالبان، ولا تدعم أحدا من مرشحيها، زاعما أن {مرشحي الرئاسة جميعهم وجوه لعملة واحدة}.
وبالنسبة الى المستقبل, قال ذبيح الله مجاهد ردا على سؤال لـ{الشرق الأوسط}, إن {حرية جميع أفراد شعب أفغانستان ستكون محترمة ومحمية وفقا لما حدده الإسلام من حريات، لا أكثر ولا أقل}.
أما عن مدارس البنات, فقال المتحدث الرسمي باسم طالبان {سوف نبني المزيد منها، ولكن بمناهج إسلامية قوية وعلوم عصرية أيضا، بل سنقيم لهن كليات عليا متخصصة في مجالات مثل الطب والتعليم، والكثير من أفرع العلم الحديث والعلوم الإنسانية}. وأشار إلى أن {المرأة الأفغانية كانت عنصرا حيويا في الجهاد، وسوف تكون كذلك في مرحلة البناء والانطلاق نحو مستقبل يليق بذلك الشعب العظيم الذي لقن الإنسانية دروسا خالدة في الشجاعة والدفاع عن الدين وحرية الوطن}.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».