روسيا تعلن إحباط هجوم «دهس»

الدوما يطالب بالسجن مدى الحياة للمتهمين بالتجنيد في التنظيمات الإرهابية

TT

روسيا تعلن إحباط هجوم «دهس»

أكد وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف إحباط القوى الأمنية التابعة للوزارة عشرات الهجمات الإرهابية في روسيا خلال العام الماضي، بما في ذلك هجوم كان يعد له مواطن قرغيزي بـ«الدهس» بواسطة سيارة شحن كبيرة من نوع «كاماز».
وقال الوزير في حوار أجرته معه صحيفة «إزفستيا» الروسية إن الأمن اعتقل ربيع العام الحالي مواطنا قرغيزيا في منطقة «خيميكي» في موسكو، كان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي قرب واحدة من محطات المترو في شمال موسكو، وأضاف: «كان المعتقل يمارس التجنيد في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، وكان يخطط لعمل إرهابي بواسطة سيارة من نوع (كاماز)»، وأكد أن قوات وزارة الداخلية الروسية تبذل كل ما بوسعها وتستخدم كل الوسائل المتوفرة لديها لإحباط الهجمات التي يستخدم فيها الإرهابيون السلاح الأبيض، أي السكاكين «بالطعن»، والتي يستخدمون فيها سيارات، أي الهجمات «بالدهس». وأشار إلى رواج هذا الأسلوب في دول أوروبية، وقال إن الأمن الروسي يستخلص العبر والاستنتاجات من تلك الهجمات.
وكانت النيابة العامة في مقاطعة كيروف الروسية أحالت في شهر أكتوبر الماضي، ملف قضية شاب قرغيزي يبلغ من العمر 23 عاماً، إلى محكمة مديرية موسكو العسكرية. ويتهم الشاب بالتحضير لعمل إرهابي، والدفاع علانية عن الإرهاب وتبريره. وتقول معلومات وزارة الداخلية الروسية إن المتهم عمل خلال الفترة من فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2017 على استقطاب وتجنيد مواطنين اثنين من مقاطعة كيروف، لتنفيذ عمل إرهابي في موسكو. وتشير معلومات النيابة العامة إلى أن أحد الأساليب التي كانوا يخططون لاعتمادها في تنفيذ العمل الإرهابي هو «دهس» عدد كبير من المواطنين بواسطة سيارة شحن من نوع «كاماز». وما زالت التحقيقات مستمرة في هذه القضية.
وخلال الأشهر الماضية أعلنت وزارة الداخلية الروسية، بالتعاون مع هيئة الأمن الفيدرالي، عن إحباط عدد من الهجمات الإرهابية، وإلقاء القبض على عناصر ينتمون إلى تنظيم داعش في أكثر من مدينة روسية، فضلا عن الكشف عن «خلايا إرهابية نائمة». وعلى سبيل المثال لا الحصر قامت قوات الداخلية هيئة الأمن الفيدرالي في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالكشف عن «خلايا نائمة» تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في مدينتي موسكو ومحج قلعة، وألقت القبض على أعضاء تلك الخلايا وقالت إنهم كلهم من أبناء داغستان. واعترف المتهمون باتصالاتهم مع التنظيم الإرهابي، وأنهم كانوا يخططون لهجمات في داغستان أثناء الفعاليات الاحتفالية.
وفي مطلع الشهر ذاته اكتشف الأمن «خلية نائمة» يقودها مواطن أجنبي من تنظيم داعش، كان عناصرها يخططون لتنفيذ تفجيرات إرهابية في أماكن تجمع حشود كبيرة من المواطنين. وفي نهاية أغسطس (آب) ألقى الأمن القبض على مواطنين من واحدة من جمهوريات آسيا الوسطى، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية في الأول من سبتمبر (أيلول) الذي يصادف عيد «يوم المعرفة» وبداية العام الدراسي، ويشهد فعاليات حاشدة لا سيما في المدارس. وكان أحد المتهمين ينوي تفجير نفسه، والثاني كان يخطط لمهاجمة الناس بالسلاح الأبيض، أي الهجوم بالطعن. وعمليا كانت أجهزة الأمن الروسية تعلن كل أسبوع مرة أو أكثر من مرة عن اعتقال متورطين بنشاط إرهابي وآخرين يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية، فضلا عن مواطنين يقومون بتجنيد متطوعين جدد في صفوف تنظيم داعش الإرهابي. وانضم البرلمان الروسي إلى جهود الأمن في التصدي للإرهاب، لا سيما نشاط «التجنيد» الذي يشكل خطورة خاصة. وأشار آدالبي شخاغوشييف، النائب الأول لرئيس كتاية «روسيا الموحدة» في البرلمان الروسي، في تصريحات أمس، إلى أن «الجرائم المرتبطة بتجنيد مواطنين في صفوف الإرهابيين تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة»، وقال إن تصريحات وزير الداخلية الروسي تؤكد هذه الحقيقة، وعبر عن قناعته بأن «تشديد العقوبة على الجرائم المتصلة بممارسة التجنيد في التنظيمات المتطرفة، أمر ملح اليوم أكثر من أي وقت مضى»، وشدد على أن هذا أمر غاية في الأهمية، محذراً من أن «التنظيمات الإرهابية التي خسرت عشرات آلاف الإرهابيين في سوريا، ومع اقتراب نهاية العمليات العسكرية ضدها هناك، ستنشط في مجال التجنيد، هم بحاجة الآن للتعويض عن الخسائر في صفوفهم، وسيوجهون كل قواهم لتحقيق هذا الأمر». وأضاف شخاغوشييف إن مجلس الدوما سينظر قريباً في مشروع قانون كان قد عرضه في يوليو (تموز) الماضي. وينص مشروع القانون المذكور على تشديد العقوبة في جريمة التجنيد، لتصل حتى الحكم بالسجن مدى الحياة على من تثبت إدانته.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.