وستهام يستعين بمويز لإنقاذه... والجماهير تعرب عن قلقها

يتطلع الاسكوتلندي ديفيد مويز إلى مهمته في وستهام يونايتد، في محاولة لإحياء مسيرته التدريبية المتخبطة مع ناد يواجه خطر الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وأعلن نادي وستهام، أمس، التعاقد مع مويز خلفا للكرواتي سلافن بيليتش الذي أقيل من منصبه أول من أمس (الاثنين)، بسبب النتائج المخيبة للفريق هذا الموسم.
وقال النادي اللندني، في بيان له: «وستهام يونايتد يؤكد تعيين ديفيد مويز مدربا للنادي. المدرب البالغ 54 عاما يحمل خبرة وتاريخا كبيرين، كونه درب في الدوري الإنجليزي الممتاز لمدة 14 عاما، وحل في المراكز الثمانية الأولى في ثمانية من أعوامه التسعة الأخيرة».
ويرى مراقبون أن مويز، 54 عاما، مدرب إيفرتون السابق، أمام فرصة أخرى لإثبات قدراته بعد إقالته من منصبه في مانشستر يونايتد وريال سوسيداد وسندرلاند، وهبط مع الأخير للدرجة الثانية في الموسم الماضي بعد الخسارة 26 مرة في 38 مباراة تحت قيادته.
ويمكن التماس العذر له في فترته مع سندرلاند بداعي أن مشكلات النادي كان من الصعب تحملها، خصوصا أنه يقبع حاليا في المركز الأخير بالدرجة الثانية.
لذا قرر ملاك وستهام الاستعانة بخبرات مويز الذي يدرك جيدا أنه قد لا يحظى بفرصة أخرى إذا فشل في إبقاء الفريق بالدوري الممتاز.
وذكرت مصادر بريطانية أن اختيار مويز جاء بتوصية من توني هنري، مدير شؤون اللاعبين في وستهام، الذي سبق له العمل مع المدرب الاسكوتلندي خلال فترة جيدة مع إيفرتون استمرت 11 عاما وكانت كافية، لتؤهله لخلافة أليكس فيرغسون في تدريب مانشستر يونايتد بعد تقاعد الأخير في 2013.
ولم تدعم مويز لافتة تصفه بأنه «الرجل المختار» في أولد ترافورد ليقضي موسما باهتا في مانشستر، ثم واجه الإحباط في إسبانيا عندما اقترب ريال سوسيداد من الهبوط.
ويواجه مويز تحديا جديدا مع وستهام الذي خسر السبت الماضي بملعبه 1 - 4 من ليفربول، ليقبع في المركز 18 من بين 20 فريقا وبرصيد 9 نقاط فقط بعد 11 جولة.
وأعرب مشجعو وستهام عن قلقهم من اختيار مويز لتولي مهمة إنقاذ الفريق، خصوصا أن سجله لم يكن مشجعا مع الأندية الثلاثة الأخيرة التي دربها. وكانت جماهير وستهام قد ألقت باللوم على خطوة الانتقال من استاد أبتون بارك إلى استاد لندن الأولمبي هذا الموسم، ويتخوفون من أن يهبط الفريق لأول مرة منذ 2011.
وارتبط اسم مويز بتدريب منتخب اسكوتلندا، لكنه عبر عن نيته في العودة للدوري الإنجليزي الممتاز مطلع هذا الأسبوع بعد تكهنات بخلافة بيليتش.
وصرح مويز الأسبوع الماضي وقبل إقالة بيليتش: «عودتي تعني خسارة مدرب آخر لمنصبه، ولا أتمنى هذا لأحد. بالتأكيد يكره بيليتش الوضع الحالي ويتمنى أن تتحسن النتائج في أقرب وقت».
وأصبح بيليتش الذي دافع عن ألوان وستهام بصفته لاعبا خلال موسم 1996 - 1997 بعدما انضم إليه من كارلسروه الألماني 1993 - 1996، ثم انتقل بعدها إلى إيفرتون الإنجليزي 1997 - 1999، وهايدوك سبليت الكرواتي، حيث أنهى مسيرته عام 2000، رابع مدرب يقال من منصبه منذ بداية الموسم الحالي من الدوري الممتاز.
ولحق بيليتش بالهولنديين فرنك دي بور (كريستال بالاس)، ورونالدو كومان (إيفرتون)، وكريغ شكسبير (ليستر سيتي).
وأشار وستهام إلى أن مويز سبق أن اختير أفضل مدرب في الدوري ثلاث مرات في 2003 و2005 و2009. ونال جائزة مدرب الشهر 10 مرات في الدوري الممتاز.
وركز وستهام في بيانه على الفترة التي أمضاها مويز مع إيفرتون بين 2002 و2013 وقاد الفريق إلى التأهل لمسابقتي دوري الأبطال ويوروباليغ، والوصول إلى نهائي كأس إنجلترا، قبل أن يتم اختياره ليخلف فيرغسون في مانشستر يونايتد خلال صيف 2013.
ولم تكن الفترة التي أمضاها مويز مع مانشستر يونايتد موفقة، إذ أقيل قبل انتهاء موسمه الأول مع «الشياطين الحمر»، لأن الفريق كان حينها في المركز السابع بفارق 13 نقطة عن المركز الرابع المؤهل إلى دوري الأبطال قبل أربع مراحل على ختام الموسم.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، عين مويز مدربا لريال سوسيداد بعقد لعام ونصف العام، لكنه لم يكمله، لأنه أقيل من منصبه في نوفمبر 2015 بعد بداية سيئة في الدوري الإسباني.
وعاد مويز إلى الدوري الممتاز في يوليو (تموز) 2016 للإشراف على سندرلاند خلفا لسام ألاردايس، لكنه هبط بالفريق إلى الدرجة الأولى للمرة الأولى منذ 10 أعوام، ليكون بذلك أول فريق بعهدة الاسكوتلندي يغادر دوري الأضواء.
ويعول وستهام على خبرة مويز الذي يبدأ مغامرته الجديدة ضد واتفورد في 26 الحالي بعد عطلة المباريات الدولية، بحسب ما أكد رئيس النادي ديفيد ساليفن، الذي قال: «نؤمن بأن مويز هو الشخص المناسب من أجل قلب الأمور واستخراج أفضل ما يملكه لاعبو النادي. نحتاج إلى شخص يتمتع بالخبرة، ويعرف الدوري الممتاز ولاعبيه».
ومن جهته، قال مويز: «أنا أتطلع حقا للقاء المشجعين، وأن أكون في الملعب بجانبهم. تنتظرنا مهمة كبيرة، لكنني متأكد أنه بالتعاضد بإمكاننا تحقيق النتائج المرجوة من الآن وحتى نهاية الموسم».
على جانب آخر، تبدو فترة التوقف للمباريات الدولية فرصة للفرق الإنجليزية الكبرى لإعادة تنظيم خطوطها، سعيا لإيقاف تقدم مانشستر سيتي المنفرد بالصدارة.
ولا تنقطع التوقعات عن حسم مانشستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بعد تفوقه بفارق ثماني نقاط بعد 11 جولة، لكن جوزيه مورينيو مدرب الغريم مانشستر يونايتد يؤمن بإمكانية حدوث مفاجآت.
ولا يمكن إنكار أن سيتي يلعب بأسلوب مفعم بالحيوية ويتسم بالرشاقة والفاعلية، لذا من الصعب تخيل خسارته في ثلاث مباريات، ما قد يسمح ليونايتد أو لتوتنهام أو لتشيلسي بدخول سباق المنافسة.
لكن في ظل إهدار يونايتد صاحب المركز الثاني لنقاط بعد خسارتين أمام هيدرسفيلد وتشيلسي فإن سيتي ربما لا يحتاج للاستمرار في أفضل مستوياته ليحسم اللقب.
وقال مورينيو: «فارق ثماني نقاط في إنجلترا مختلف عن الفارق نفسه في البرتغال أو في إسبانيا أو في ألمانيا». وأضاف: «نعم يبدو الفارق كبيرا لكن تتبقى الكثير من المباريات». ودون أن يوضح مورينيو رؤيته فإنه من الطبيعي أن تتأثر مسيرة أي فريق حال تعرض لاعبين بارزين لديه للإيقاف أو لإصابات خلال موسم طويل. ومع امتلاك سيتي لخيارات كثيرة تتحلى بالكفاءة فإن قدرته على سد الفراغات لم تتعرض لاختبار حقيقي حتى الآن.
وتحدث غوارديولا عن معاناة الفريق من الإرهاق بعد رحلة بمنتصف الأسبوع إلى نابولي في دوري أبطال أوروبا، لكن هل سيصمد بدنيا في ظل تكدس المباريات، خصوصا عند الوصول للأدوار الإقصائية بدوري الأبطال في فبراير (شباط) المقبل؟
كان سيتي انطلق بقوة في الموسم الماضي ثم عانى من هزيمتين متتاليتين أمام تشيلسي وليستر سيتي في مطلع ديسمبر (كانون الأول)، وأنهى الشهر بخسارة أمام ليفربول في رأس السنة.
وسيستضيف يونايتد جاره سيتي في أولد ترافورد في العاشر من ديسمبر في مباراة يضع مورينيو عينه عليها بالتأكيد فقد تكون فرصة محتملة لتحويل مسار الصدارة، حيث توقع أن يكون فريقه أكثر قوة مع عودة عناصر بارزة للعب.
وقال مورينيو: «أتمنى وأشعر وأعتقد بأن الفريق سيصل إلى أقصى قوته في الفترة المزدحمة بين نهاية نوفمبر وديسمبر ويناير (كانون الثاني) مع عودة بول بوغبا وزلاتان إبراهيموفيتش وماركوس روخو من الإصابات».
وتعثر يونايتد بعد بداية مثالية عندما فاز ست مرات في أول سبع مباريات، لكنه تأثر بغياب الفرنسي بوغبا الذي صنع شراكة جيدة مع نيمانيا ماتيتش في وسط الملعب.
وتضرر الفريق أيضا من صيام روميلو لوكاكو عن الأهداف في ظل عدم وجود رأس حربة بديل. لكن عودة إبراهيموفيتش، الذي سجل 17 هدفا في 28 مباراة بالدوري قبل إصابته الخطيرة بالركبة، ستعطي مورينيو خيارا إضافيا.
ولا يمكن استبعاد توتنهام الذي تساوى مع يونايتد في رصيد النقاط وفاز على ريال مدريد حامل لقب دوري أبطال أوروبا، ما يؤهل فريق المدرب ماوريسيو بوكيتينو للاستمرار بدائرة المنافسة إذا واصل الانتصارات.
ورغم أن غوارديولا يرفض ترشيحات سيتي المسبقة وفي هذا التوقيت المبكر للفوز باللقب فإنه لا ينكر اختلافا واضحا عن الموسم الماضي والمتعلق بأدائه أمام الستة الكبار.
وقال غوارديولا: «في الموسم الماضي فزنا مرتين أمام منافسين على اللقب. لكننا بحلول نوفمبر فزنا بالفعل على تشيلسي وليفربول وآرسنال».
وبعد ستة أيام من مواجهة يونايتد في ديسمبر سيلتقي فريق غوارديولا مع توتنهام في استاد الاتحاد ثم يواجه ليفربول في أنفيلد يوم 14 يناير، وهناك تعثرت مسيرته نحو اللقب العام الماضي.
وإذا تفوق سيتي في هذه المواجهات فربما نتحدث عن حصان واحد يسابق نفسه، لكن كما قال مورينيو فإن الحديث الآن عن حسم اللقب سابق لأوانه.