توقيع 10 اتفاقيات بين السودان وموريتانيا بحضور البشير وولد عبد العزيز

مبعوثان بريطاني ونرويجي يبحثان سلام جنوب السودان في الخرطوم

TT

توقيع 10 اتفاقيات بين السودان وموريتانيا بحضور البشير وولد عبد العزيز

شهد الرئيسان السوداني عمر البشير والموريتاني محمد ولد عبد العزيز توقيع 10 مذكرات تفاهم واتفاقيات تنفيذية في مجالات خدمية وتقنية وتكنولوجية وإدارية، في ختام زيارة قام بها الرئيس الموريتاني للسودان، واستمرت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع مضيفه السوداني، وترأسا اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. وشهدت الخرطوم، أمس، أيضاً، مباحثات بين مساعد الرئيس ومبعوثين بريطاني ونرويجي للسلام في جنوب السودان.
ووصف الرئيس البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الموريتاني زيارة ولد عبد العزيز بأنها «ناجحة ومثمرة»، شهدت تفاهمات بين البلدين، ووقع خلالها عدد من البرامج التنفيذية، وتابع: «توقيع مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية سينتقل بالتعاون المشترك بين البلدين إلى آفاق جديدة، ونحن راضون عن المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين بلدينا».
وأكد ولد عبد العزيز في حديثه للصحافيين أنه لقي استقبالاً حسناً يؤكد قوة ومتانة علاقات البلدين، وأن بلاده ترغب في الاستفادة من الإمكانيات السودانية، وتطوير علاقات التعاون المشترك. ووقع البلدان بنهاية المباحثات محضر اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا السودانية الموريتانية، واتفقا على عقد اجتماع رابع للجنة في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
من جهة أخرى، تمسك مبعوثات دوليان في لقائهما بمساعد الرئيس السوداني بتنفيذ اتفاقية سلام دولة جنوب السودان التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد)، لحل النزاع الذي تشهد الدولة الوليدة لتأثيره على الإقليم. والتقى المبعوثان البريطاني كريستوفر تروت والنرويجي إيرلنغ سوكسنبيرغ، بالخرطوم، أمس، مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، حيث بحثا معه تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان، والدور المنوط بالسودان في ذلك.
وقال المبعوث البريطاني كريستوفر تروت للصحافيين إن لقائهما مع مساعد البشير تناول أهمية تنفيذ اتفاقية السلام التي تتبناها منظمة «إيقاد» لتحقيق السلام في جنوب السودان، وتابع: «السودان لعب دوراً مهماً في تحقيق السلام في دولة جنوب السودان، واستضاف اللاجئين».
وأبدى تروت حرص حكومة بلاده على التعاون والعمل مع السودان والحكومات الأخرى في الإقليم من أجل تحقيق السلام في جنوب السودان، فيما قال المبعوث النرويجي إيرلنغ سوكسنبيرغ إنه ونظيره البريطاني بحثا مع محمود سبل تنفيذ اتفاقية السلام في جنوب السودان لتحقيق السلام وإيجاد حل للنزاع الذي يؤثر على الاستقرار في الإقليم.
وتشهد دولة جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2013 حرباً أهلية بين القوات الحكومية الموالية لرئيس البلاد سلفا كير ميارديت، والقوات الموالية لنائبه الأسبق رياك مشارك، تحولت لاحقاً إلى حرب ذات طابع قبلي بين إثنيتي «الدينكا» و«النوير» اللتين ينحدر منهما الرجلان. وأسفرت هذه الحرب عن سقوط آلاف القتلى وتشريد الملايين.
وتولت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيقاد» (تتكون من 7 دول في القرن الأفريقي)، الوساطة بين الفرقاء في الدولة الوليدة، وتوصلت الأطراف إلى توقيع اتفاق سلام في أغسطس (آب) 2015، لكن الاتفاق لم يوقف الحرب التي دخلت فيها أطراف أخرى، وتزايدت بسببها المعاناة الإنسانية في البلد الوليدة.
وكانت الإدارة الأميركية قد طلبت من السودان لعب دور إيجابي في تحقيق السلام في دولة جنوب السودان، وذلك ضمن اشتراطاتها لرفع العقوبات الاقتصادية التي كانت تفرضها على السودان، ورفعتها في 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذكرت أن السودان أوفى بالتزاماته تجاه تلك الخطة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».