الحكومة الإسرائيلية تعلن مقتل جميع من كانوا في {نفق الجهاد}

ردت على طلب البحث عن أحياء أو جثامين بإنهاء الجدل حوله

عنصر أمن فلسطيني يقف على مقربة من مدخل النفق الذي دمرته القوات الإسرائيلية (إ.ب.أ)
عنصر أمن فلسطيني يقف على مقربة من مدخل النفق الذي دمرته القوات الإسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

الحكومة الإسرائيلية تعلن مقتل جميع من كانوا في {نفق الجهاد}

عنصر أمن فلسطيني يقف على مقربة من مدخل النفق الذي دمرته القوات الإسرائيلية (إ.ب.أ)
عنصر أمن فلسطيني يقف على مقربة من مدخل النفق الذي دمرته القوات الإسرائيلية (إ.ب.أ)

أنهت الحكومة الإسرائيلية الجدل حول إمكانية إيجاد أحياء في النفق الذي قصفته قبل أسبوع في خان يونس جنوب قطاع غزة، وأبلغت المحكمة الإسرائيلية العليا، أن كل من كان في النفق قد قُتل.
وتم الرد على الالتماس الذي تقدم به المركز القانوني في إسرائيل «عدالة»، الذي يطالب بالسماح للفلسطينيين بالبحث عن مقاومين أحياء أو جثامينهم في النفق الذي استهدفته القوات الإسرائيلية الاثنين الماضي، على الحدود، بأنه طلب غير مناسب وغير ذي صلة بالواقع، لأن جميع المفقودين قتلوا، وأن المنطقة ما زالت منطقة عمل للجيش.
وطلبت الحكومة من «العليا» رفض الالتماس، لأن المفقودين الخمسة أعلن عنهم قتلى، حتى في الجانب الفلسطيني.
وكانت «حركة الجهاد الإسلامي» أعلنت أن عناصرها الخمسة المفقودين «شهداء»، بعد أن رفضت إسرائيل السماح للصليب الأحمر وطواقم الدفاع المدني بالعمل ضمن حدودها للبحث عنهم.
وقال منسق أعمال حكومة الاحتلال، يوآف مردخاي، ردا على طلب من جمعية الصليب الأحمر الدولي بضرورة السماح للفلسطينيين بالبحث عن جثامين من سقطوا خلال قصف النفق، إن إسرائيل لن تسمح بعمليات بحث في محيط قطاع غزة حول المفقودين من دون معلومات حول المفقودين الإسرائيليين لدى حماس.
وترافق إعلان «الجهاد» أن عناصرها قضوا في النفق، مع تلميح قوي بأنها سترد على ذلك.
وبثت «سرايا القدس»؛ الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، قبل أيام، فيديو بعنوان: «الوقت ينفد... وصبرنا لا يطول» في إشارة إلى نيتها الرد.
وظهر في الفيديو مقاتلون من «السرايا» داخل أنفاق وفي مهام قتالية، وصواريخ تملكها في قطاع غزة مجهزة للإطلاق.
ووعدت «الجهاد» بحفر مزيد من الأنفاق. وقالت في بيان: «إنه ورغم الإجراءات الأمنية المعقدة، واستخدام العدو للتكنولوجيا في حربه ضد الأنفاق، استطاع (مجاهدونا) العبور من خلال (نفق الحرية) الذي هو (ليس الوحيد)، لمسافة مئات الأمتار إلى داخل أراضينا المحتلة، وإن الاستهداف الصهيوني الغادر، لـ(نفق الحرية) لن يثنينا عن مواصلة دربنا، وسيكون دافعاً لاستمرار الإعداد في هذا السلاح الرادع، الذي يمثل مفتاح فكاك الأسرى من داخل سجون الاحتلال الصهيوني، عما قريب بإذن الله».
وأضافت: «نطمئن أسرانا وأبناء شعبنا وأمتنا، أن الإمكانات التي تمتلكها (سرايا القدس)، على كافة المستويات، ومنها سلاح الأنفاق، تبعث بالطمأنينة وتبشر بكل خير إن شاء الله».
وترجمت القوات الإسرائيلية منع البحث عن الجثامين، باستمرار استنفارها العسكري على الحدود مع قطاع غزة، وتحليق طائراتها المسيرة في سماء القطاع بشكل متواصل، بدعوى رصد محاولات متوقعة لإطلاق صواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية. وقالت مصادر عسكرية إن حماس قررت الامتناع عن الرد على تفجير النفق قرب خان يونس، ولكن «الجهاد الإسلامي» تحاول اقتناص الفرص للرد بإطلاق الصواريخ، وإن القوات الإسرائيلية لن تسمح لها بذلك.
من جهة ثانية، أعلن سلاح البحرية الإسرائيلي أنه انتهى أخيرا من تطوير منظومة تكنولوجية جديدة باسم «سيمبا»، هدفها مواجهة كوماندوز حماس وعناصر المقاومة الفلسطينية في غزة؛ إذ يتم الحديث عن جهاز متنقل فريد من نوعه في العالم، ويهدف إلى التعرف بسرعة وبدقة على عمليات التسلل إلى إسرائيل عن طريق البحر، خصوصا من قطاع غزة. وذكرت مصادر عسكرية أن الجهاز الجديد يستطيع تحديد أي مقاتل داخل دائرة في البحر قطرها نصف كيلومتر، وجاء تطوير الجهاز بعد تقديرات عسكرية بأن أداء الكوماندوز البحري لحماس قد تحسن وكذلك إمكاناته، وأن الحركة ستعتمد عليه بشكل كبير في أي معركة مقبلة مع الجيش الإسرائيلي.
وقال الخبير العسكري أليكس فيشمان إنه في المواجهة المقبلة مع إسرائيل من المتوقع أن تستخدم حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وحداتها البحرية المحسنة على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، فالبحرية الإسرائيلية تتأهب للمواجهة ولمثل هذا الاحتمال، حيث تزودت بالتكنولوجيا التي يفترض أن تحدد مقاتلا داخل دائرة قطرها نصف كيلومتر.
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه يحتفظ بجثث خمسة من الفلسطينيين الـ12 الذين قُتِلوا لدى قيام الجيش بتفجير نفق يمتد من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل، منهياً بذلك الجدل الدائر حول إمكانية وجود أحياء بينهم.
ولم يكشف الجيش عن أي شروط قد يضعها لتسليم جثث الأشخاص الخمسة إلى عائلاتهم في قطاع غزة، إلا أن الإذاعة العامة الإسرائيلية أعلنت أن الجيش قد يكون، حالياً، يسعى للحصول على معلومات حول إسرائيليين فُقِدوا في القطاع مقابل تسليم الجثث.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.