تنديد واسع باستهداف انقلابيي اليمن الرياض

ترمب حمّل طهران مسؤولية {الباليستي}

TT

تنديد واسع باستهداف انقلابيي اليمن الرياض

توالت ردود الأفعال المنددة بالهجوم الذي أقدمت عليه ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التي تقف من خلفها إيران، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه العاصمة السعودية الرياض، وذلك من عدد من زعماء وقادة الدول والمنظمات العربية والإسلامية والدولية.
وقد أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن إدانة بلاده لهذا العمل الذي وصفه بـ«الإجرامي الهمجي»، وذلك ضمن برقية بعث بها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مشدداً على أن السعودية «ستظل دوماً محط إجلال واعتزاز وتقدير من أبناء الشعب اليمني كافة».
كما أبرق الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، لخادم الحرمين الشريفين، معبراً عن إدانة بلاده واستنكارها الشديدين لهذه العملية. وكانت الخارجية البحرينية، قد أعربت أول من أمس، عن إدانتها لإطلاق الميليشيات الانقلابية في اليمن صاروخا باليستيا باتجاه مدينة الرياض، وقالت إن «هذا الاعتداء الآثم يعكس بوضوح عدم جدية هذه الميليشيات في التوصل لتسوية سلمية للأزمة اليمنية، واستمرارها في تنفيذ المخططات التآمرية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والسلم في المنطقة».
أما الرئيس الأميركي دونالد ترمب فاتهم، أول من أمس، إيران بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ الباليستي؛ في حين سارع قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بالرد، وزعم بأن بلاده «لا تملك إمكانية نقل الصواريخ إلى اليمن (....)، وأن الحوثيين يملكون الصواريخ وطوروا مداها».
من جانبه، بعث العاهل الأردني عبد الله الثاني، ببرقية إلى الملك سلمان، ضمنه إدانته واستنكاره الشديدين لهذه العملية، وأكد وقوف الأردن وتضامنه مع السعودية في الحفاظ على أمنها واستقرارها وتصديها لمثل هذا «العمل العدائي الجبان، الذي استهدف أمنها وسلامة شعبها»، بينما استنكرت الحكومة الأردنيّة بشدّة، أمس محاولة استهداف مدينة الرياض، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، إنّ «هذا العمل الإجرامي مشين، وهو في كل الأحوال يشكِّل جريمة ضدّ الإنسانيّة».
بينما أدانت الإمارات العربية المتحدة إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخاً باليستياً استهدف مدينة الرياض أمس، وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتي، أن بلاده «تقف بكل قوة وحسم مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة كل التحديات التي تستهدف أمنها وأمن المنطقة واستقرارها»، وأكد أن أمن السعودية، جزء لا يتجزأ من أمن دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن حزم خادم الحرمين الشريفين «كفيل بإحباط كل أشكال العدوان والتآمر ضد المملكة والمنطقة ككل».
بينما عدّ مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية هذا العمل الإرهابي بأنه «تطور خطير وإمعان من تلك الميليشيا في تحدي إرادة المجتمع الدولي، وتجاهل المساعي الرامية للوصول إلى الحل السياسي المنشود»، مؤكداً وقوف بلاده التام والمطلق إلى جانب السعودية، ودعمها لكل إجراءاتها المتخذة للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وكان الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، أعرب عن استنكاره الشديد لاستهداف جماعة الحوثي - صالح مدينة الرياض بالصواريخ الباليستية، ووصفه بأنه «عمل إرهابي جبان يعبر عن حالة الارتباك التي تعيشها هذه الجماعة، وإصرارها على المضي في تعريض أمن المنطقة واستقرارها لأخطار جسيمة»، وأبدى أسفه «لأن جماعة الحوثي - صالح، لا تزال ترفض الجنوح إلى السلم وتجنيب اليمن وشعبه ويلات الحرب»، داعيا المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد استهداف المدن بالصواريخ الباليستية.
من جهة أخرى، أدانت مصر بأشد العبارات إطلاق ميليشيات الحوثي الانقلابية صاروخاً باليستياً استهدف مدينة الرياض، وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أمس، وقوف مصر حكومة وشعباً مع الحكومة والشعب السعودي، وتأييدها لكل ما تتخذه حكومة المملكة من إجراءات من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها.
وفي الخرطوم، أدانت الحكومة السودانية العملية الإجرامية للميليشيات، وأكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير قريب الله خضر، دعم بلاده الكامل ومساندتها للسعودية الشقيقة في مواجهة العدوان الحوثي العبثي المخالف لكل المواثيق والقوانين الدولية. وجدد خضر، التزام بلاده بمواصلة العمل من خلال منظومة التحالف من أجل إعادة الشرعية في اليمن، وإنهاء حالة الفوضى حتى ينعم اليمن والمنطقة بالأمن والاستقرار والسلام.
وفي الرياض، جرَّم الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بشدة إطلاق صاروخ باليستي استهدف العاصمة الرياض مساء أول من أمس، وقال إن «عدائية الميليشيات الحوثية ومن يدعمها بلغت مداها بإرسال صواريخ غير محددة الهدف لقتل آمنين، وهذا جرم كبير»، وأوضح، أن الله حرَّم السعي في الأرض بالفساد وإهلاك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
ومن العاصمة المصرية القاهرة، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، العملية الإجرامية، مؤكداً تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية في مواجهة مثل هذه الأعمال المستهجنة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام محمود عفيفي إن «هذا العمل يؤكد مجدداً على الخطر الذي تشكله الميليشيات الانقلابية ذات الارتباطات الإقليمية، واستهدافها المنشآت المدنية وترويع الآمنين بالمملكة، في إطار السعي للتأثير على أمنها واستقرارها بشكل عام، وهو ما لم يعد مستغرباً على هذه الميليشيات، في ضوء سابق استهدافها لمناطق المقدسات الإسلامية».
وفي مدينة جدة، عبرت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة لإطلاق ميليشيات الحوثي صاروخا باليستيا استهدف مدينة الرياض، وأكد الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام أن محاولة الاعتداء الآثم على مدينة الرياض تؤكد بما لا يدع مجالا للشك استمرار ميليشيات الحوثي في أعمالها الإجرامية الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار، تنفيذا لمخططات تآمرية ضد المملكة والمواطنين والمقيمين على أراضيها، كما جدد دعم المنظمة الإسلامية، وتضامنها التام مع السعودية قيادة وحكومة وشعباً في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
كذلك، أدانت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان بشدة عملية إطلاق صاروخ باليستي من قبل ميليشيات الحوثي باتجاه مدينة الرياض، وطالبت، في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية، المجتمع الدولي ومؤسسات المجتمع المدني العربية والدولية بإدانة هذه الجريمة، وملاحقة ومساءلة من خطط لها ونفذها بوصفه مجرماً ضد الإنسانية.
كما استنكر مفتي هونغ كونغ الشيخ محمد أرشد، حادثة استهداف العاصمة الرياض مساء أمس، معلناً عن تضامنه وتأييده الكامل لكل القرارات التي تتخذها السعودية في الدفاع عن أراضيها ومقدسات المسلمين، للحيلولة «دون تسلط هذه العصابات المجرمة المدعومة من دول الشر والفساد إيران».
وأشار مفتي هونغ كونغ إلى أن هذه الميليشيات لم يسلم من شرها الحرم المكي؛ «ما يؤكد على جميع المسلمين في العالم التكاتف والتعاون مع المملكة، وفي إطار القانون للوقوف بوجهها وبيان خبثها وفساد منهجها».
وأدان وزير الخارجية البريطاني بشدة استهداف المدنيين في الرياض، وقال في تغريدة على حسابه في «تويتر» إن المملكة المتحدة تقف مع الرياض للحفاظ على أمنها.
واستنكرت سلطنة عُمان أمس، عملية إطلاق صاروخ باليستي من قبل ميليشيات الحوثي من داخل الأراضي اليمنية، باتجاه مدينة الرياض أول من أمس السبت، والذي قامت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي باعتراضه دون وقوع إصابات، وأكدت أن هذا التصعيد قد يدمر الجهود الإقليمية والدولية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.