ماكرون يزور بيروت في أبريل المقبل

فرنسا تعمل على تطوير التعاون الثقافي مع لبنان

TT

ماكرون يزور بيروت في أبريل المقبل

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون حرصه على «تعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية المتجذرة عبر التاريخ وتطويرها في المجالات كافة»، مشيراً إلى أنه خلال زيارة الدولة التي قام بها لفرنسا، اتفق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على سلسلة خطوات تشكل خريطة طريق تعكس عمق العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أن «لبنان يتطلع إلى الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس ماكرون لبيروت خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل لوضع كثير من المسائل التي تم الاتفاق عليها موضع التنفيذ».
كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا أمس، وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين لمناسبة وجودها في بيروت لافتتاح معرض الكتاب الفرنسي الذي يقام في مجمع «البيال».
ونقلت نيسين إلى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون، معربة عن سعادتها لوجودها في بيروت لافتتاح معرض «الكتاب الفرنسي» الذي بات معلماً ثقافياً مهماً في الحياة اللبنانية وفي مسيرة الفرنكوفونية. وأشارت إلى أن بلادها تعمل على تطوير التعاون الثقافي مع لبنان من خلال مشاريع ونشاطات محددة، لا سيما في الحقلين الثقافي والتربوي والتعاون بين الجامعات والمؤسسات التربوية الأخرى وتبادل الخبرات، وأن الرئيس ماكرون شدد على إيلاء العلاقات بين البلدين الأولوية. ولفتت إلى أن زيارتها لبيروت، وهي الأولى بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس عون لباريس، ستليها زيارات لعدد من الوزراء بهدف ترجمة الاهتمام الذي يبديه الرئيس الفرنسي للبنان.
ورد عون مرحباً بنيسين التي حملها تحياته إلى ماكرون، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الزيارة فاتحة لسلسلة زيارات متبادلة بين لبنان وفرنسا لوضع ما اتفق عليه مع الرئيس الفرنسي من خطوات مشتركة تعزز التعاون بين البلدين وتضعه موضع التنفيذ.
وركز عون على أهمية تشجيع التبادل الثقافي بين لبنان وفرنسا نظراً إلى دور لبنان في محيطه والعالم، «وهذا ما شجع على المطالبة بجعله مركزاً دولياً لحوار الأديان والحضارات والأعراق». وأكدت نيسين دعم فرنسا للمطلب اللبناني.
وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد استقبل في «بيت الوسط» وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسين وعرض معها الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية. بعد اللقاء، قالت نيسين: «اجتماعي مع الرئيس الحريري كان قصيراً، ولكنه مليء بالحيوية والتعاطف والتصميم على تنفيذ خريطة طريق تدعم الفرنكوفونية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.