الإدانات تتوالى ضد الحوثيين إثر مجزرة أطفال تعز

TT

الإدانات تتوالى ضد الحوثيين إثر مجزرة أطفال تعز

تتواصل الإدانات الواسعة بمجازر الانقلابيين المستمرة بحق أطفال تعز، التي طالبت فيها المجتمع الدولي بإدانة جرائم الانقلابيين ووقف المجازر الوحشية ضد الأبرياء العزل. ودعت السلطة المحلية في تعز المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى «سرعة التدخل لإيقاف طاحونة الدم، وردع جنون الميليشيات وإيقاف الضيم الواقع على أهالي مدينة تعز».
وقالت في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «ميليشيات الانقلاب الدموية تستمر في ارتكاب المجازر المروعة بحق السكان في محافظة تعز عبر الاستهداف المتكرر واليومي للأحياء السكنية والأسواق العامة ومنازل المواطنين، بمختلف الأسلحة الثقيلة في إطار سلسلة من المذابح».
الكاتب والباحث اليمني الدكتور عبده البحش، قال لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن هذا الموسم هو موسم اصطياد الأطفال لدى الحوثيين الذين كانوا يتباكون على حقوق الأطفال في انقلابهم على الشرعية، بينما كانوا يذرفون دموعهم على أسوار الفرقة الأولى مدرع بصنعاء يطالبون بتحويل الفرقة إلى حديثة أطلقوا عليها 21 مارس للأطفال، والتي لم ترى النور بعد، ولكن اليوم لا يزال الانقلابيين يمارسون انتهاكاتهم ضد الأطفال من قتل وإعاقة دائمة ومؤقتة وإصابة واحتجاز تعسفي وحرمان من التعليم والتجنيد الإجباري لإشراكهم في القتال».
وأضاف: «في ظل الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية على اليمنيين، أثبت الواقع على الأرض تورط صالح والحوثيين في انتهاك حقوق الأطفال على كافة المستويات، الأمر الذي جعل أطفال اليمن يواجهون ظروفا مأساوية فمعاناة أطفال اليمن كبيرة وأكثر بكثير من تقارير المنظمات الدولية».
ولفت إلى أن «أطفال اليمن يدفعون الثمن الباهظ للحرب التي تشهدها اليمن وخاصة في المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين الذين استولوا على المساعدات الغذائية والطبية المقدمة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
بل الأهم من ذلك قاموا بإغلاق المدارس بشكل متعمد، لأنها لا ترغب في بقاء النظام التعليمي العصري وتطمع إلى إدراج نظام تعليمي ديني جديد يمجد الإمامة ويخلق ثقافة جديدة في أذهان الجيل الحالي، وقاموا بفتح مراكز تجنيد في مختلف المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم وإخضاع الأطفال لدورات ثقافية دينية مكثفة وقصيرة الأجل وتدريبهم على استخدام السلاح والمهارات القتالية الأخرى ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال، وهذا ما يعرض كثيرا منهم للقتل أو الإصابة أو الوقع في الأسر».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال عرفات عبد اللطيف الرفيد، مدير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، منظمة مجتمع مدني محلية غير حكومية، إن «ما شهدته الأحياء السكنية في مدينة تعز من قصف شديد وبمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وآخرها القصف الذي تسبب في بير باشا الجهة الغربية في وقوع خمسة قتلى من الأطفال وعشرات الجرحى من الأطفال والمدنين جريمة ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم، بل إن استهداف الأطفال والمدنيين جريمة حرب، وتتحمل مسؤولية هذه الجرائم زعماء ميليشيات الحوثي وقوات صالح».
وأضاف أن «حماية المدنيين والمحافظة على حياتهم هي الأولوية أثناء النزاعات المسلحة وعلى أطراف النزاع الالتزام بالقواعد الأساسية والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وعلينا أن نذكر أن الحصار المفروض على مدينة تعز والقصف المستمر منذ 3 سنوات من قبل ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح هو انتقامي ويستهدف المدنيين لأن مدينة تعز كانت أولى المدن اليمنية التي خرجت فيها مظاهرات سلمية وواجهت الميليشيا التي تسعى إلى استمرار العملية السياسية الطائفية والمناطقية في اليمن».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».