هند صبري لـ«الشرق الأوسط»: الجائزة إشارة إلى أنني أسير في الاتجاه الصحيح

هند صبري (غيتي)
هند صبري (غيتي)
TT

هند صبري لـ«الشرق الأوسط»: الجائزة إشارة إلى أنني أسير في الاتجاه الصحيح

هند صبري (غيتي)
هند صبري (غيتي)

أعلنت المؤسسة الأميركية الدولية للإعلام، المعروفة اختصاراً بـ«aam» عن منح جائزة «الميديا أوورد»، للفنانة التونسية والعربية هند صبري، وقد أعلنت عن أسباب منحها تلك الجائزة الدولية، وذلك «لإسهاماتها الإنسانية، ولتاريخها السينمائي الحافل، وإنجازاتها الفنّية، بالإضافة لنشاطها الكبیر مع برنامج الغذاء العالمي».
قالت الفنانة التونسية هند صبري لـ«الشرق الأوسط» تعليقاً على فوزها بجائزة «الميديا أوورد»: «أشعر بسعادة وفخر كبيرين بهذا التكريم، وتأثرتُ كثيراً عندما قرأتُ حيثيات منحى جائزة المؤسسة الأميركية للإعلام؛ فهي دليل وإشارة على أنني أسير في الاتجاه الصحيح». وأضافت: «في بداياتي الفنية بتونس عاهدتُ نفسي على شيء، وحرصت على ترجمتِه في أعمالي الفنّية، وها قد جاء اليوم لأُثبِتَ أن رهاني الفني كان على الإنسان، وتقديم أدوار من لحم ودم تضفي على الإنسانية معناها السّمْح... جاء ذلك اليوم أخيراً ونجحتُ في أن أوصِلَ رسالتي الإنسانية والعالم، وأن أُظهِر جوهر الروح».
وتابعت صبري: «كثيرون من زملائي الفنانين يؤمنون دائماً بأن للفنان دوراً آخر مجتمعياً يجب أن يهتمَّ به، وهذا التكريم الأخير بفوزي بجائزة (الميديا أوورد) يضع على كتفي حملاً ثقيلاً.. لأنه يحدد بشكل ما طبيعة الأدوار التي سأقدّمها، وما سأناقشه من خلالها في أعمالي المقبلة، وسيجعلني حريصة على أن أتريّث قليلاً في اختياراتي لأعمالي الدرامية والسينمائية... لا أريد أن أكرّر نفسي، وسوف أكون حريصة على أن يضيف الدور لي على المستوى الشخصي».
وعند سؤالها عمّا تُجهِّز له في القريب من أعمال فنية قالت صبري: «انتهيتُ من معظم مشاهدي في فيلم (الكنز) الجزء الثاني، وشخصيتي ممتدة من الجزء الأول فيه، وهو لعب دور الملكة حتشبسوت، لكن ستشهد حتشبسوت تغيراً كبيراً في تاريخ مصر بسببها؛ فهي تصنع تاريخ النهضة التعليمية والإنشائية، ومصر تصنعها بالمقابل، وستتطور مع الشخصية... إنني لا أريد أن أعطي تفاصيل أكثر حول الفيلم، لأننا ممنوعون، بأمر المخرج شريف عرفة، من الإدلاء بأي تصريحات صحافية تخص (الكنز)، لكن ما أضمنه للجمهور أن الجزء الثاني سيشهد عدة مفاجآت». وبسؤالها عن تغير أبطال الفيلم أو إضافة أبطال آخرين له، رفَضَتْ التعليق، مكتفية بأنّها لن تصرِّح بذلك إلا وقت عرض الجزء الثاني لـ«الكنز» قريباً. كما ستُكرَّم الأمیرة الأردنیة ریم بن علي، رئیسة مهرجان عمان الدولي للفیلم، وهيئة الفیلم الملكیة الأردنیة. وتستعدّ الفنانة هند صبري للسفر إلى العاصمة الأميركية واشنطن لتسلم جائزة «الميديا أوورد» في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
جدير بالذكر أنّ الفنانة هند صبري قد حصدَتْ جائزة أفضل ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن دورها في فيلم «زهرة حلب»، كما تم تكريمها من المركز الكاثوليكي للسينما، واختيار مسلسلها الأخير «حلاوة الدنيا» كأهم الأعمال الدرامية ذات الطابع الإنساني التي تناقش معاناة مرضى السرطان، وهذا التكريم بجائزتها الأخيرة (من المؤسسة الأميركية للإعلام) الـ28 في تاريخها الفني.
ومن أشهر من فازوا بجائزة «المیدیا أوورد»، المخرجة الأميركیة كاترین بیجلو أثرین، والمخرج السینمائي ورئیس رابطة مخرجي بريطانيا بول غرینغراس، والنجم الهندي عامر حسین خان، والفنان السعودي ناصر القصبي، ووزیرة الثقافة وتنمیة المجتمع الإماراتیة نورة الكعبي.



الببغاوات لا تمتلك الخبرة الكافية للعيش في البرية

التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)
التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)
TT

الببغاوات لا تمتلك الخبرة الكافية للعيش في البرية

التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)
التدريب على الطيران الحر يُعيد الببغاوات إلى البرية (جامعة تكساس إيه آند إم)

يعمل الباحثون في كلية الطب البيطري والعلوم الطبية الحيوية في جامعة تكساس إيه آند إم بالولايات المتحدة مع خبراء الطيران الحر للببغاوات والشركاء في البرازيل، في محاولة لزيادة معدّل نجاح إطلاق الببغاوات الأسيرة في البرية.

في دراستهم المَنشورة في مجلة «بيردز» (Birds)، أطلق الفريق بنجاح قطيعاً صغيراً من ببغاوات المكاو الزرقاء والصفراء، بهدف التّعرض التدريجي للبيئة الطبيعية، من أجل إعداد هذه الببغاوات للبقاء على قيد الحياة في البرية.

وبعد عامين، لا تزال جميع الطيور الستة قيد الدراسة على قيد الحياة، كما أنها نجت حتى من حريق غابات كان قد حدث في المنطقة.

قال الدكتور دونالد برايتسميث، أستاذ في قسم علم الأمراض البيطرية في جامعة تكساس إيه آند إم: «الببغاوات هي واحدة من أكثر مجموعات الطيور المهددة بالانقراض في العالم».

وأضاف في بيان صادر الثلاثاء: «بالنسبة للعديد من الأنواع، فإن أفضل أمل لدينا لزيادة أعدادها هو تربيتها في الأسر ومن ثَمّ إطلاق سراحها. لكن بعض البرامج تنفق آلاف، بل وملايين الدولارات على تربية الببغاوات في الأسر، فقط لتكتشف أن هذه الطيور غير قادرة على البقاء على قيد الحياة في البرية لأنها لا تمتلك ما يكفي من «الخبرة في العالم الحقيقي».

وتستخدم الطريقة الجديدة استراتيجية «تدريب الطيران الحر» الواعدة لأنها تستفيد من التّطور الطبيعي للببغاوات مع السّماح للباحثين بالتحكم في متغيرات معينة مثل الموقع، على سبيل المثال.

«نحن نسهل على الببغاوات الصغيرة تعلّم الطيران والانضمام إلى القطعان والهرب من الحيوانات المفترسة من خلال تعريضها بعناية للمواقف التي قد تواجهها عادةً على أي حال، ويجري كل ذلك بما يتناسب مع كل مرحلة من مراحل النمو»، كما قال كريس بيرو من منظمة «أجنحة الحرية» (Liberty Wings).

وشدّد الدكتور كوني وودمان، مدير برنامج منح الابتكار في مجال الحفاظ على البيئة التابع لوزارة الزراعة الأميركية في جامعة تكساس إيه آند إم، على أن «هذه الطريقة فعالة بشكل لا يصدق لأنها لا تتطلّب أجيالاً من النوع نفسه تعلم كيفية البقاء في بيئة معينة عن طريق التجربة والخطأ».

وأوضح: «من خلال التحليق في بيئة الإطلاق ومشاهدة البالغين المدربين، يمكن لطيورنا التي أُطلق سراحها أن تتعلّم بسرعة مهارات البقاء الأساسية وزيادة فرص بقائها بشكل كبير».

يبدأ إعداد طيور الببغاوات الأسيرة للبقاء في البرية عندما تكون الطيور صغيرة، في الوقت الذي تبدأ فيه النظر بفضول حول العالم خارج العش.

«قبل أن يبدأ الببغاء الصغير في التحليق يبدأ بالتسلق والنظر إلى العالم الخارجي»، كما قال بيرو. «بالفعل، يقوم هذا الفرخ بإنشاء قاعدة بيانات ذهنية لما هو طبيعي في عالمه. إذا رأى حيواناً مفترساً، فسيكون ذلك خارجاً عن المألوف، لذا على الفرخ أن يتعلّم كيفية الرد على التهديدات».

في مرحلة لاحقة من النمو، تُشجّع الفراخ على المشي على عصي مصمّمة لهذا الغرض، ثم القفز إلى عصي أخرى قريبة. ومن هناك، تبدأ في تعلّم الطيران.

«لمساعدة الفراخ على تعلّم الطيران سرباً، نُدرّبها حتى مع الفراخ الأخرى والطيور البالغة المدربة، حتى تتعلّم الانتقال من (النقطة أ) إلى (النقطة ب) معاً وفي أسراب»، كما قال برايت سميث.

وفي الليل وبين جلسات التدريب، تستريح الببغاوات بأمان في القفص، حيث تتلقى الطعام والماء. ولكن مع مرور الوقت، تقضي الطيور الصغيرة وقتاً أقل فأقل في القفص ومع الطيور البالغة، كما تتعلم كيفية العثور على الطعام والماء بنفسها.

قال برايتسميث: إن «جزءاً رئيسياً من هذه العملية هو في الواقع كسر الرابط بين الببغاوات والبشر الذين كانوا يطعمونها».

وأوضح أنه في عمله مع الببغاوات، اكتشف كريس بيرو أنه عندما يبلغ عمر الكتاكيت الصغار نحو 8 أشهر، فإنها تبدأ بالابتعاد عن والديها وتصبح مستقلة. نتأكد من فطام الطيور عن التغذية اليدوية بحلول هذا الوقت حتى تنتقل إلى أن تكون طيوراً برّية مستقلة، تماماً كما تفعل مع والديها».