ماي ونتنياهو احتفلا بمئوية وعد بلفور و«حملة التضامن مع فلسطين» تنظم احتجاجات كبرى

استقبلته في مقر حكومتها وكررت اعتزازها بدور بريطانيا في إقامة إسرائيل

ماي ونتنياهو أمام مقر الحكومة البريطانية أمس (أ.ب)
ماي ونتنياهو أمام مقر الحكومة البريطانية أمس (أ.ب)
TT

ماي ونتنياهو احتفلا بمئوية وعد بلفور و«حملة التضامن مع فلسطين» تنظم احتجاجات كبرى

ماي ونتنياهو أمام مقر الحكومة البريطانية أمس (أ.ب)
ماي ونتنياهو أمام مقر الحكومة البريطانية أمس (أ.ب)

اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في مقر الحكومة في لندن، خلال زيارة يقوم بها للاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور الذي مهد لإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وطرد وتهجير مليون فلسطيني منها، وجرف وتدمير أكثر من 450 بلدة وقرية فلسطينية.
ومن المقرر أن يكون زعماء بريطانيون وإسرائيليون قد احتفلوا في وقت لاحق، بالمناسبة نفسها، بإقامة مأدبة في القاعات المذهبة في قصر لانكستر هاوس في لندن.
وقد أعلن بعض النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) مقاطعتهم للاحتفالات. ومن المقرر أن تنظم منظمات متضامنة مع الشعب الفلسطيني احتجاجات في لندن على الموقف البريطاني وزيارة نتنياهو وما رافقها من احتفالات.
وكان الرئيس الفلسطيني، قد دعا بريطانيا إلى الاعتذار عن «وعد بلفور» والاعتراف بدولة فلسطينية، وتعويض الفلسطينيين. وقال في مقال خص به صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن اسم وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر بلفور غير معروف لكثير من المواطنين البريطانيين، لكنه «معروف للغاية» عند 12 مليون فلسطيني. وكان عباس قال للصحيفة قبيل الذكرى السنوية إنه (آرثر بلفور) وعد بأرض لم تكن له، متجاهلا الحقوق السياسية لأولئك الذين يعيشون بالفعل عليها».
وشكر نتنياهو نظيرته البريطانية تيريزا ماي على دعوتها. وقال قبيل غداء عمل في 10 داوننتغ ستريت، حيث مقر حكومة ماي: «بعد مرور مائة عام من بلفور، يجب أن يقبل الفلسطينيون في النهاية، بوطن قومي يهودي، وأن يقبلوا في النهاية الدولة اليهودية». وأضاف: «عندما يفعلون ذلك، سيكون الطريق إلى السلام أقرب بشكل كبير. ومن وجهة نظري، سيكون السلام أمرا يمكن تحقيقه».
و«سعيدة بشأن التجارة الجيدة والعلاقات الأخرى التي أجريناها مع إسرائيل»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد قالت أمام مجلس العموم، إنها «فخورة» بدور بريطانيا في تشكيل إسرائيل، وأضافت أنه من المهم أيضا «توفير الأمن والاستقرار والعدالة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال... سلام دائم».
في المقابل، تنظم «حملة التضامن مع فلسطين» ومنظمات أخرى، احتجاجا كبيرا بمناسبة «مئوية بلفور» في وسط لندن، يوم السبت المقبل، تحت عنوان: «العدالة الآن: اجعلوها حقا لفلسطين».
وفي تغريدة له صباح أمس، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، إنه «يشعر بالاشمئزاز من فكرة الاحتفال بمائة عام... لنظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».